هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "السلام الإسرائيلي مع السعودية ممكن، لكن، لدينا شروط لا بد من توفرها، في ظل أن الأجواء القادمة من شبه الجزيرة العربية تبشر بالسلام، لكن الرابحين الكبار من السلام البارد، في حال حصل، هم السعوديون، ولذلك يجب وضع عدة شروط أمامهم كي يتحقق السلام الجاد معهم".
وأضاف إيتمار تسور، الكاتب الإسرائيلي في موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21"، أن "وسائل الإعلام تحدثت في الآونة الأخيرة عن توفر العديد من الأجواء الجديدة المشيرة إلى تغيير تشهده شبه الجزيرة العربية، بحيث أن واحدة من زعيمات الدول المعارضة لإسرائيل باتت معنية ومتطلعة لإقامة سلام وعلاقات دبلوماسية معها، من يعلم فلعله يكون هناك اتفاق تاريخي".
وأشار تسور، وهو باحث استقصائي في منتدى الاستشراق والإعلام، إلى أنه "يجب علينا الهدوء، لأنه حتى لو حصل اتفاق سلام سعودي إسرائيلي، فإنه لن يغير كثيرا من الصورة العامة للمنطقة، لأن هذا السلام في حال حصل وتحقق، سيكون سلاما باردا دون أجنحة، تماما كما هو الحال مع السلام الذي أبرمته إسرائيل مع مصر في العام 1979، ومع الأردن في العام 1994".
وأوضح أن "هذين الاتفاقين لم يحققا سوى مصالح زعماء تلك الدولتين العربيتين، مصر والأردن، من خلال تحقيق تقاربهما مع الغرب، وليس بالضرورة انطلاقا من حب الصهيونية، أو التسليم بقيام دولة الشعب اليهودي في إسرائيل".
وأكد أن "الإنجاز الإسرائيلي الوحيد الذي سيعود على إسرائيل من أي اتفاق سلام مع السعودية هو إبرام سلسلة عقود تجارية وصفقات اقتصادية مع شركات سعودية، من تحت الطاولة أو فوقها، وافتتاح خطوط الطيران من إسرائيل إلى شرق آسيا من فوق أجواء السعودية، هذا ليس كثيرا، لكنه ما سيتحقق بصورة أو بأخرى، في حين أن السعوديين سيحققون الكثير من الإنجازات والمكاسب من أي اتفاق سلام مع إسرائيل".
وأوضح أن "السعودية سوف تستفيد من التكنولوجيا الإسرائيلية لتحسين اقتصاديات المياه في شبه الجزيرة، أو فتح حدودهم لتطوير السياحة الإسلامية القادمة من إسرائيل باتجاه مدينتي مكة والمدينة، ولذلك لا داعي لأن تعيش إسرائيل أجواء من الفرحة الغامرة من الروح السائدة في العائلة المالكة السعودية تجاهها".
وأشار إلى أن "إسرائيل مطالبة بوضع جملة شروط واضحة أمام السعوديين قبيل توقيع أي اتفاق سلام معهم، أولها وأهمها موافقة السعودية على استيعاب عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حاليا في لبنان وسوريا والعراق، ما سيساهم في حل هذه المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، والتي تمنع إيجاد تسوية تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأكد أن "السعودية في شمالها يوجد العراق الذي يقوده الشيعة، وفي شمالها الشرقي حدود معادية مع إيران، وكذلك حدود معادية في جنوبها من خلال الحوثيين في اليمن، فضلا عن وجود أقلية شيعية داخل المملكة ذاتها، ومنذ بداية 2011 بدأوا يرفعون رؤوسهم ضد الدولة السعودية، وبالتالي فإن استيعاب اللاجئين الفلسطينيين السنة سيقوي من الأغلبية السنية داخل السعودية، وبذلك تستطيع أن تقطف ثمار اتفاق السلام مع إسرائيل".
وختم بالقول إن "مثل هذا السيناريو ربما يكون صعب التحقق، لكن إسرائيل مطالبة بوضع هذا الشرط لإقامة أي اتفاق سلام محتمل مع الدولة السعودية، أو أي دولة عربية في الشرق الأوسط تتطلع لإقامة علاقات دبلوماسية معنا".
وأكد أنه "من الناحية المنطقية فإن التعاون مع إسرائيل، أو حتى التطبيع معها، سيفيد تلك الدول العربية الفاشلة أكثر من إسرائيل التي يجب أن تلعب على هذا الوتر، وإلى أن يتحقق ذلك، فعلى إسرائيل أن تجلس بجانب الجدار، وتنظر في المعركة الدائرة بين إيران وتركيا والسعودية - فوق الطاولة وتحتها".