هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، إنها قررت سحب جميع موظفيها العاملين على معبر رفح بدءا من يوم غد الاثنين، فيما اعتبرت حماس الإجراء تهربا من استحقاقات المصالحة، وإمعانا في التضييق على قطاع غزة.
وقالت الهيئة في بيان لها إنه: "على ضوء التطورات الأخيرة والممارسات الوحشية لعصابات الأمر الواقع في قطاعنا الحبيب، وتبعاً لمسؤولياتنا اتجاه شعبنا الحبيب في قطاع غزة وللتخفيف عن كاهله مما يعانيه من ويلات الحصار ومنذ أن تسلمنا معبر رفح وحماس تعطل أي مسؤولية لطواقم السلطة الوطنية الفلسطينية هناك".
وأضاف الهيئة: "على الرغم من تحملنا الكثير حتى نعطي الفرصة للجهد المصري الشقيق لإنهاء الانقسام.وأمام اصرار حماس على تكريس الانقسام وآخرها ما طال الطواقم من استدعاءات واعتقالات والتنكيل بموظفينا وبعد وصولنا لقناعة بعدم جدوى وجودهم هناك وإعاقة حركة حماس لعملهم ومهامهم قررنا سحب كافة موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية العاملين على معبر رفح ابتداء من صباح الغد".
من جهتها، استنكرت حركة حماس هذا الإجراء واعتبرته تهربا من استحقاقات المصالحة والاتفاقات المبرمة مع حركة فتح، برعاية مصرية.
وقال القيادي مشير المصري في تصريح خاص لـ"عربي21" إن الرئيس عباس يمارس "البلطجة" السياسية على غزة، ويدفع باتجاه تشديد الحصار.
وطالب المصري القيادة المصرية إلى "عدم الإذعان إلى سياسات عباس التي تريد خلق المزيد من الأزمات، خاصة بعد أن فشلت إجراءاته العقابية في فرض شروط الاستسلام على قطاع غزة".
ودعا إلى الإبقاء على المعبر مفتوحا أمام حركة المسافرين باعتباره الممر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم، بما يضمن الاستمرار في التخفيف من حدة الوضع الإنساني المتأزم في غزة.
وحمل المصري عباس وحركة فتح مسؤولية تعطيل المصالحة والتداعيات التي قد تترتب على ذلك، معتبرا أن سحب موظفي المعبر يعد تهربا من استحقاقات المصالحة، وامعانا في التضييق على قطاع غزة.
ودعا عباس "إلى التعقل الوطني، والالتزام باستحقاقات المصالحة، وعدم الزج بمصالح الشعب في المسارات الحزبية الضيقة، وابتزاز الناس".
وعلمت "عربي21" أن عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة بغزة انتشرت في محيط المعبر لتأمينه.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في غزة أنها أبلغت من قبل رئيس هيئة المعابر والحدود نظمي مهنا بأنه بناء على توجيهات سياسية ستقوم الهيئة بسحب موظفيها العاملين في معبر رفح ابتداء من صباح غد الإثنين، مشيرة في بيان مقتضب إلى أنها ستعمل بمقتضى المصلحة الوطنية في "الحفاظ على مقدرات شعبنا ومكتسباته".
من جهته قال المحلل السياسي حسام الدجني، إن قرار السلطة الفلسطينية يحتمل أن يكون قرار فلسطيني خالص لا علاقة لمصر به، وبذلك لن يكون له أي تأثير بحيث تعمل حكومة غزة على ملء الفراغ كما كان قبل 1/11/2017 .
وأضاف الدجني في حديثه لـ"عربي21"، أن هناك احتمال آخر، وهو أنه قرار فلسطيني مدعوم إقليميا، لا سيما مصريا وهذا يعني أن معبر رفح سيتم العمل به وفق ما كان معمول به سابقا، وفي حال كان كذلك فإن للقرار آثار كارثية على قطاع غزة.
ورأى أن الأمور قد تتكشف يوم الثلاثاء المقبل، أو من خلال مواقف السلطات المصرية.
وأعرب الدجني عن خشيته أن خطوات فك الارتباط مع قطاع غزة بدأت فعلا، و" نحن نسير نحو الانفصال وبحاجة لجهة تتبنى ذلك علنا".