هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح تأكيد روسيا على دعمها لحكومة الوفاق الليبية ودعوة رئيسها لزيارة موسكو قريبا، تكهنات حول تقارب روسي مع الغرب الليبي على حساب علاقتها باللواء الليبي، خليفة حفتر، وما إذا كانت موسكو تدعم السراج شخصيا في مواجهة مناوئيه.
وأكد السفير الروسي لدى ليبيا، إيفان مولوتكوف، دعم بلاده حكومة الوفاق الوطني، ورئيسها فائز السراج، مقدما دعوة رسمية للأخير بزيارة موسكو في أقرب وقت، وذلك خلال لقاء جمع الطرفين في العاصمة الليبية، طرابلس، الأحد.
عودة "روسية"
من جهته، أكد السراج ضرورة تفعيل برامج التعاون المشترك، وتحديث الاتفاقات الموقعة بين البلدين، وتطلعه كذلك لعودة الشركات والاستثمارات الروسية للعمل مجددا في ليبيا، وفق المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي.
وتساءل مراقبون حول دلالة هذا التقارب الروسي مع السراج وحكومته الآن، وما إذا كان للأمر علاقة بما أثير مؤخرا عن محاولات في المجلس الرئاسي خاصة من العضو أحمد معيتيق بمحاولة "تهميش" وعزل السراج من أداء مهامه، وماذا ستقدم موسكو لرئيس الوفاق الليبية؟
اقرأ أيضا: ماذا وراء ترحيب حفتر بأوامر في ليبيا باعتقال بلحاج؟
حليف روسي جديد
قال الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إن "السراج لا يرحب بعودة النائبين المقاطعين للمجلس الرئاسي، علي القطراني وفتحي المجبري، فبعد الحديث عن التئام قريب للمجلس بكامل أعضائه في تونس، لم يحدث هذا اللقاء رغم تأكيد عدد من نواب البرلمان عن هذا التوجه".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "من المحتمل أن تلعب موسكو دور الوسيط بين العضوين المقاطعين والسراج، وأيضا الشروع في إعداد موسكو لمؤتمر دولي حول ليبيا ربما تستغله للإعلان عن حليفها الجديد الذي ستدعمه في ليبيا".
البعد عن حفتر
ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "هذه الخطوة والدعوة للسراج تؤكد أن المسار السياسي هو ما ترغب فيه المنظومة الدولية، وأن محاولات روسيا للتعاون مع حفتر أو البرلمان الليبي هي محض عبث، لذا تأتي هذه الخطوة الروسية لتؤكد التزامها بهذا المسار".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "موسكو تبحث الآن عن مصالحها دون الخروج عن المنظومة الغربية ودون العبث بترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية، أما ما يخص السراج فهو دائما تحت محاولات تغييره لكنها لم تفلح يوما".
قوة السراج
وقال الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، إن "روسيا ربما أدركت أخيرا أنها راهنت على الحصان الخاسر في ليبيا، وبالتالي ستبحث عمن يضمن لها مصالحها هناك، وهو من سيكون التواصل والتقارب معه في هذا التوقيت ومستقبلا، دون ذكر أحد بعينه".
وتابع: "أما ما يحدث داخل أروقة الرئاسي الليبي فهي لا تعدو أكثر من "زوبعة" في فنجان، ومجرد مناورات للحصول على كعكة الميزانية للعام الجديد والتي تقدر بـ70 مليار دولار"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
في حين رأى الناشط الليبي، نبيل السوكني، أن "دعوة روسيا للسراج ودعمها لحكومته دليل على أن موسكو ستقف مع الحل السلمي في ليبيا"، مضيفا لـ"عربي21": "أن عزل السراج أو تحجيمه أمر صعب، كونه يمسك بزمام الأمور الآن، وإن حدث أي تغيير في السلطة سيكون فقط باستخدام القوة".
"استغلال فرصة"
وأشار رئيس مؤسسة "مبادر" المجتمعية الليبية، طاهر النغنوغي، إلى أن "التقارب الروسي مع السراج ودعوته للزيارة هو بداية فتح خط دبلوماسي جديد مع حكومة الوفاق ورئيسها الذي يمر بأزمة مع بعض الأعضاء المنشقين عن مجلسه، فلربما تستغل موسكو هذه الفرصة للتقارب مع السراج وحمايته".
وأضاف لـ"عربي21": "هذا التقارب هدفه أن يمرر الروس مصالحهم بطريقة سلسة كون السراج في حاجة ماسة لدعمهم في ظل ظروفه الحالية، ومقابل تعاونه معهم ستقدم موسكو ضمانات بإقناع حليفهم حفتر بتخفيف الضغط على الوفاق ورئيسها".
اقرأ أيضا: هل ستؤجل الانتخابات الليبية عن موعدها المرتقب؟