نشرت صحيفة
"
جورنال دو ديمونش" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن بروز حركة احتجاجية
جديدة، في ظل تواصل حركة "
السترات الصفراء".
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك
شهدت مؤخرا بروز حركة فرنسية جديدة تطلق على نفسها اسم حركة "الأقلام
الحمراء"، أسسها الأساتذة والمعلمين احتجاجا على وضعهم باعتبارهم من أكثر
الفئات المهمشة في البلاد.
وأشارت إلى أن مجموعة
تضم ستة مدرسين أسست يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر الماضي حركة احتجاجية أطلقت عليها
اسم "الأقلام الحمراء"، عملا بمقولة "عندما يغضب الأستاذ فإنه يخرج
القلم الأحمر". وقد عبر الأساتذة عن المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها على غرار نقص الموارد والتهميش
وتراجع القدرة الشرائية. وكتبت هذه المجموعة منشورات أسندت من خلالها
"صفرا" لوزير التربية الفرنسي، جان ميشال بلانكير.
وأوردت الصحيفة أن
هؤلاء الأساتذة أنشأوا صفحة على موقع فيسبوك بلغ عدد المشاركين فيها 52 ألف عضو،
أملا في توحيد أصواتهم وتنظيم تحركاتهم المستقبلية. وتتمثل مطالب هذه الفئة في
إعادة الاعتبار لمهنتهم، والترفيع في الأجور، والتقليل من عدد التلاميذ في الفصل
الواحد، والاستفادة أكثر من الطب المهني، إلى جانب حزمة من المطالب الأخرى التي
تطرقت لها هذه المجموعة خلال تظاهرة نظمت يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر.
ونقلت أن وزير التربية
الوطنية الفرنسي صرح يوم أمس الأحد بأنه متفهم تماما لحالة الإحباط التي تصيب
الأساتذة، مشيرا إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة لتحسين قدرة الأساتذة
الشرائية، بما في ذلك تحسين العلاوات للمعلمين في المدارس الابتدائية والزيادة في
ساعات العمل الإضافي لتعويض
المعلمين عما فقدوه بعد الاستغناء عن بعض الوظائف.
وعرضت الصحيفة شهادة
الأستاذة سام (اسم مستعار) التي تعمل في مدرسة سين- سان- ديني بعد أن انتهى عقدها
في التدريس في المعاهد الثانوية. وكانت سام بين الأساتذة الستة الذين أسسوا حركة
"الأقلام الحمراء".
ونقلت الصحيفة عن هذه
الأستاذة قولها إنه "يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر، تابعنا خطاب ماكرون حول
مطالب أصحاب "السترات الصفراء"... ومرة أخرى، بقينا نحن الأساتذة أكبر
المنسيين من بين جميع الموظفين في البلاد. وقد كانت إجابة الرئيس الفرنسي بمثابة
النقطة التي أفاضت الكأس، وقد تحدثنا مع العديد من الأساتذة على مختلف صفحات
فيسبوك من أجل أن نضم أصواتنا مع بعضها".
وواصلت سام حديثها
مؤكدة "وسرعان ما اكتسبت الحركة زخما كبيرا مع تناقل أخبارها عبر وسائل
الإعلام وتناقلها بين المواطنين. وقد نجحنا في جمع نحو خمسة آلاف توقيع، فيما قام
بعض الأساتذة بتأسيس حسابات خاصة على فيسبوك وتويتر ليتمكنوا من التعبير أكثر عن
مطالبهم".
وأوردت الصحيفة أن
الأستاذة سام تعتقد أن مشاكل السترات الصفراء تشملهم أيضا، ولكن مطالبهم تتعلق فقط
بمهنتهم، كما أنهم يعتبرون أنفسهم امتدادا لهاشتاغ "لا للغموض#"، الذي
اكتسح شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على العنف المسلط على الأساتذة ونقص
الدعم.
وأشارت سام إلى أن
"قد اقتبسنا اسم الحركة من القلم الأحمر الذي نحتاجه لإصلاح أخطاء التلاميذ،
فالقلم الأحمر يعد بالنسبة لنا بمثابة رمز. وقد أخذنا ورقة الوزير وأصلحناها
واقترحنا عليه رؤيتنا لمدرسة المستقبل، ونحن الآن ننتظر إجابته". وأضافت سام
أنه "يتوفر لكل تلميذين كتاب مدرسي واحد للغة الفرنسية وآخر للرياضيات، بينما
أجبر على شراء كتب التاريخ والجغرافيا والعلوم من مالي الخاص، ودفع ثمن
المطبوعات".
ونوهت الصحيفة بأن سام
تطالب باسم الأساتذة الفرنسيين "بإعادة الاعتبار لمهنتنا، خصوصا وأن المجتمع
الفرنسي لديه نظرة مغالطة عن مهنتنا، حيث يعتبرنا المواطنون الفرنسيون كسالى،
ودائما ما نتمتع بالعطل ونقوم بالإضرابات. ولكنهم لا يعرفون أنه لدينا الكثير من
العمل بغض النظر عن ساعات العمل التي نقضيها في الفصل".
كما انتقدت هذه
الأستاذة الحكومة قائلة إنها "لا تعترف بصنيعنا"، ولكنها في المقابل ترى
أن وزير التربية الوطنية عبر عن نيته في ترسيخ "مدرسة قائمة على الثقة".
وأفادت سام بأنه "عندما نريد أن ننقل ما نمر به من معاناة، تقوم الحكومة
بإسكاتنا. كما نطالب أيضا بحسن معاملة تلاميذنا، حيث يجب التخفيض في عدد التلاميذ
في الفصل الواحد".
وأضافت الأستاذة سام
بأنه: "لقد تلقينا شهادات من عدة أساتذة يفيدون فيها بأنهم لم يعودوا قادرين
على الوقوف...وأنا شخصيا، كنت أعتقد في بادئ الأمر أن مهنة أستاذ أو معلم، هي مهنة
هادئة، قبل أن أتعرض للصدمة. ففي الواقع، لم أعد أستطيع النوم نظرا لأنني أعمل من
70 إلى 80 ساعة أسبوعيا".