هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة إسرائيلية الاثنين، إن الاعتراف الإسرائيلي بالمسؤولية عن الهجمات في سوريا، من شأنه أن يؤدي بالمنطقة إلى حرب استنزاف أو حرب شاملة، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت "مسا بالردع".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس فيشمان، أن نهاية فترة ولاية رئيس هيئة الأركان آيزنكوت، وبداية عهد الانتخابات "تبشر بانعطافة حادة في السياسة الإسرائيلية تجاه الجبهة الشمالية".
وأضافت: "لم يبذل أي أحد مجهودا فكريا كبيرا ولم تجر مداولات معمقة في الموضوع، ولكن فجأة، وبتلويحه سيفا، تنازلت إسرائيل عن سياسة الغموض في كل ما يتعلق بنشاطها العسكري تجاه الإيرانيين وحزب الله في سوريا".
ورأت أن "لهذا التنازل يوجد معنى واحد؛ هو رفع احتمال التصعيد في الجبهة الشمالية، حتى وضع المواجهة الشاملة"، موضحة أن "أجندة أمنية عدوانية تجاه سوريا وإيران كفيلة بأن تكون ورقة مظفرة في الطريق إلى صندوق الاقتراع".
ونوهت الصحيفة، أنه "عندما يأخذ رئيس الأركان المسؤولية عن آلاف الهجمات التي نفذت في سوريا؛ فهذه بصمات يريد أن يتركها وراءه في الوعي"، مضيفة: "صحيح أن هذا الكشف يذيب سياسة الغموض، ولكنه لا يزال بمثابة اعتراف عام، لا يلزم الطرف الآخر برد فوري".
ولكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في المقابل، "أخذ أمس المسؤولية عن هجوم محدد نفذ في مطار دمشق"، معتبرة أن "الفرق بين الإعلانين (اعتراف نتنياهو واعترف آيزنكوت) شاسع، لأنه في حال وجود قتلى إيرانيين أو سوريين في ذاك الهجوم على مطار دمشق، فإن إعلان رئيس الوزراء المسؤولية سيستدعي ردا عسكريا باحتمالية عالية"، وفق "يديعوت".
وذكرت أنه "قبل نحو عام، عندما أخذت إسرائيل المسؤولية عن قتل الإيرانيين في مطار T4، شعرت إيران بوجوب الرد بالصواريخ نحو هضبة الجولان، وفي حينه أسقطت طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي، وبالمقابل، في حالات أخرى هاجمت فيها طائرات سلاح الجو أهدافا إيرانية، اتخذت تل أبيب جانب الحذر ولم تأخذ المسؤولية كي لا تلزم الطرف الآخر بالرد".
وتابعت: "في اللحظة التي تسمح فيها إسرائيل للعدو بالنزول من مجال النفي الذي لديه، فإنها في واقع الأمر تتخلى عن عقيدة الحرب ما بين الحروب"، مبينة أن "أحد المبادئ المركزية للحرب ما بين الحروب، هو ضرب العدو دون إعطائه مبررا للحرب".
اقرأ أيضا: نتنياهو: قصفنا هذه الأهداف في سوريا خلال اليومين الماضيين
ونبهت الصحيفة، إلى أنه إذا "كانت الحرب ما بين الحروب، ستتدهور لحرب استنزاف أو لحرب شاملة، فإن العقيدة تكون قد انهارت، لأن إحدى الأدوات المركزية في هذه العقيدة هي الغموض، وعدم أخذ مسؤولية، وبالتالي في اللحظة التي مزق فيها آيزنكوت ونتنياهو الغموض، فإنهما يكونان قد مسا بالردع".
وقالت: "عندما تمس أنت بالعدو دون أن تعلن عن ذلك، فإنه مردوع وحذر على أي حال، لأنه لا توجد لديه اليوم قدرة على أن يرد بشكل ناجع، ولكن عندما تركض لأن تروي للرفاق، فإنك تلزم العدو بعمل شيء ما، فهو أيضا يوجد له رأي عام في البيت"، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أن شن "هجوم آخر وأخذ المسؤولية عنه، في تلك الحالة لا أحد يعرف متى سيتفجر كل هذا"، مرجحة أنه "من المحتمل ألا يكون هناك مكان للغموض بعد اليوم، لأن إسرائيل على أي حال تبلغ الروس بكل هجوم".
ولفتت إلى أنه "رغم كل الغضب على المس بمصالح سوريا، فإن الروس لم ينفذوا أي عمل بالقوة لوقف إسرائيل، وهكذا فإن التنازل الإسرائيلي عن سياسة الغموض يدفعهم هم أيضا إلى الزاوية".