هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن تأثير المشاحنات على العلاقات الزوجية، فقد أظهر بحث جديد أن الأزواج الذين يتشاجرون قد تكون علاقاتهم أفضل، فضلا عن أن التواصل العاطفي القائم على الاستجابة للانفعالات المتبادلة دليل على التواصل الفعال بين الزوجين.
وقالت المجلة في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن الجانب الإيجابي للمشاجرات اليومية يتمثل في تحسين الجانب
العاطفي للزوجين، كما أن التعبير والاستجابة العاطفية يلعبان دورا مهما في العلاقات
وخاصة الزوجية منها.
وأوردت المجلة أنه من المعروف في الأدب أن الصراعات
غالبا ما تنشأ بين الحبيبين، لذلك عند التفكير في علاقتكِ مع شريكك قد تجدين أنك
تتشاجرين معه بشكل يومي على أتفه الأسباب مثل الجدال حول درجة حرارة المنزل، إذ
أنه في حين لا يمكنك تحمل الحرارة، يشعر شريكك بالبرد دائما.
من وجهة نظر أحد الخبراء في العلاقات، ينصح الشريكان
بضرورة إيجاد حل وسط عوضا عن الاستمرار في الشجار مع بعضهما البعض، مع ذلك، لا
يعني الشجار أن علاقتهما ستتأثر في المستقبل.
وأضافت المجلة أن "التعبير عن المشاعر والاستجابة
للعواطف يلعبان دورا مهما في جميع العلاقات"، ووفقا لتامارا لوجيبيول
ودومينيك شوبي، وهما عالمتا نفس في جامعة فرايبورغ في ألمانيا، يجب على الشريكين
إظهار استجابة عاطفية حسب حالة الطرف الآخر.
وبعبارة أخرى، إذا عبّر أحدهما عن غضبه، ينبغي على
الطرف الآخر أن يكون قادرا على الاستجابة لهذا الغضب، تماما كما لو كان شريكك يعبر
عن سعادته، فلا أحد يرغب في أن يكون على علاقة بشخص لا يبالي بردود أفعاله
العاطفية.
اقرأ أيضا: اكتشف 27 عادة غريبة للاحتفال بالزواج حول العالم!
وأفادت المجلة أنه عندما يشتكي شريكك من أمر ما، لا
تتجاهلي شكواه أو تبدئي في الشجار معه، وإنما حاولا إيجاد حل وسط، وفي هذا السياق،
أوضحت العالمتان أنه عندما يحاول الشريكان تقديم الدعم لبعضهما البعض أو حل النزاع
معا، يمكن أن تسهل الاستجابات العاطفية التواصل بينهما، وقد تبدو المشاحنات سيئة
في ذلك الوقت، لكن في حال استخدمتِ أنتِ وشريكك عواطفكما لتحقيق التوازن، فلا شك
في أن النتيجة النهائية ستؤثر بالإيجاب على علاقتكما.
وذكرت المجلة أن علماء في جامعة فرايبورغ أجروا
دراستين أثبتوا من خلالهما أن الأشخاص الذين لا يتفاعلون بشكل دائم، غالبا ما تكون
علاقاتهم سيئة مع شركائهم، في هذا الإطار، شارك في الدراسة الأولى 44 شابا وشابة
في سن 22، حيث طُلب منهم تقييم رضاهم عن علاقاتهم العاطفية.
أما الدراسة الثانية فتناولت تأثير التواصل
والاستجابة العاطفية لعدد من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و59 سنة، وفي
الواقع، حصلت الباحثتان، لوجيبيول وشوبي، على البيانات ذاتها التي حصلتا عليها في
الدراسة الأولى.
وبينت المجلة أنه بفضل هذه البيانات، تمكنت
الباحثتان من إثبات أن الشركاء الذين لا يستجيبون على الإطلاق أو الذين يستجيبون
بشكل مبالغ فيه يعتبرهم شركاؤهم غير مبالين وغير داعمين لهم، واستخلصت الباحثتان
أن المرونة العاطفية هي المفتاح لعلاقة ناجحة وأن عدم تجاوبك وفقا للحالة العاطفية
لشريكك يعكس عوامل ضعف علاقاتكما.
في الختام، أشارت المجلة إلى أن الشجار مع شريككِ هو
شكل من أشكال التواصل السلبي "الناعم"، وهذا يعني أنك تتعاملين مع
اختلاف رأي شريكك دون السماح لعواطفكِ بالخروج عن نطاق السيطرة، لذلك يبدو أن
الخلافات اليومية بين الشريكين لا تؤثر سلبا على علاقاتهما في نهاية المطاف.