هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "المونيتور" تقريرا لمراسله لشؤون البنتاغون جاك ديتش، يقول فيه إنه قبل ساعات من توصل الأمم المتحدة إلى اتفاق وقف إطلاق نار في اليمن الشهر الماضي، قام وزير الدفاع وقتها جيم ماتيس بإجراء العديد من الاتصالات للزعماء العرب للتوصل إلى حلف دفع نحوه بالسر والعلن لأشهر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن خليفة ماتيس يخطط لأداء دور أقل مباشرة في محاولة التوصل إلى حل للصراع.
ويقول ديتش إنه في الوقت الذي تهدد فيه الاشتباكات المتجددة بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بإنهاء الهدنة الهشة في مدينة الحديدة المهمة، فإن القائم بأعمال وزير الدفاع، جون رود، انتدب باتريك شاناهان، الرجل الثالث في البنتاغون،للتعامل مع الأمم المتحدة في اليمن، بحسب ما قاله مسؤول كبير في الدفاع.
ويلفت الموقع إلى أن ماتيس بقي مركزا على اليمن حتى آخر أيامه في البنتاغون، وساعد في إقناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، بقبول مطالب الأمم المتحدة بالتوقف عن القتال، بحسب ما قاله مطلعون على المفاوضات.
ويفيد التقرير بأن ما يقلق بعض الخبراء الآن هو أن كلا من شاناهان ورود، اللذين عملا في السابق مديرين في الصناعات الدفاعية، يفتقران إلى الاتصال الجيد والمصداقية مع الحلفاء العرب لإنقاذ الاتفاقية في اليمن، في وقت ترفض فيه الأطراف المتحاربة الانسحاب من الحديدة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي قضى فيه شاناهان سنوات عمله قبل وزارة الدفاع في شركة بوينغ، فإن رود عمل خلال 20 عاما من العمل الحكومي في الدفاعات الصاروخية ومنع انتشار الأسلحة النووية.
وينقل الكاتب عن السفيرة الأمريكية للإمارات خلال إدارة اوباما باربرا ليف، قولها: "هذه هي اللحظة التي تحتاج فيها أمريكا إلى جهد دبلوماسي مكثف.. وما يقلقني هو أن مغادرة ماتيس تترك فراغا في ذلك الجانب".
ويذكر الموقع أن مسؤولي الدفاع يصرون على أن البنتاغون لن تلتفت عن اتفاق السلام في اليمن، من خلال السماح لرود بأن يقود العلاقة مع الأمم المتحدة، لافتا إلى أن شاناهان ومارتين غريفث قد تحدثا مباشرة يوم الأحد، وكان ذلك أول حديث لهما منذ أن تسلم القائم بأعمال وزير الدفاع مهمته.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول دفاعي كبير، قوله: "ليس هذا تخفيضا لأولوية اليمن لدى وزارة الدفاع.. فليس هناك تغيير من ناحية أولوية الجهود للعمليات القائمة"، وأضاف المسؤول أن الطريقة التي يتعامل بها رود مع الملف هي انعكاس لثقة شاناهان في نائبه.
ويقول ديتش إن ماتيس أدى دورا في اليمن خلف الكواليس، قبل أن تتم إقالة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون في آذار/ مارس، حيث كان يضغط على السعوديين للحد من الضحايا المدنيين ووضع قوائم لأهداف يمنع ضربها، لكنه أعلن دفعه للتوصل إلى حل برعاية الأمم المتحدة عندما تفاقمت المجاعة هناك.
وينوه الموقع إلى أن ماتيس أعلن في معهد السلام الأمريكي في تشرين الأول/ أكتوبر، عن منح الحوثيين، الذين تدعمهم إيران، والتحالف الذي تقوده السعودية 30 يوما للتوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق للنار، وجاء هذا التحرك بعد أشهر من الضغوط التي تمت خلف الكواليس من ماتيس ومن جوزيف فوتيل من القيادة المركزية العامة، محذرين الإمارات من غزو كامل للحديدة.
وينقل التقرير عن المسؤول الدفاعي الكبير، قوله إن البنتاغون ستستمر في تفاعلها مع غريفيثس، كما كان الأمر تحت إدارة ماتيس، حوالي مرة كل أسبوعين، مشيرا إلى أنه بحسب الترتيبات الجديدة فإن رود سيرفع التقارير للقائم بأعمال وزير الدفاع قبل التواصل مع مبعوث الأمم المتحدة وبعده.
ويذكر الكاتب أن قائد القيادة المركزية فوتيل، الذي من المفترض أن يغادر في وقت لاحق من هذا العام، قام بلقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأردن الأسبوع الماضي.
ويستدرك الموقع بأن القيادة الجديدة في وزارة الدفاع لم تركز علنا على مفاوضات اليمن في الأسابيع الأخيرة، فمنذ تسلمه الوظيفة قبل ثلاثة أسابيع، انشغل شاناهان، الذي كان نائبا لماتيس في الانسحاب من سوريا، بحسب ما قاله مسؤول أمريكي للمونيتور، أما المسؤولون الآخرون فركزوا مجددا على الصين، في الوقت الذي ستقوم به الوزارة بتجهيز ميزانيتها المقترحة لعام 2020.
ويرجح التقرير أن يواجه رود موجة من الانتقاد من الكونغرس بسبب الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، حيث يواجه أكثر من 10 ملايين شخص المجاعة، فيما يعتزم الديمقراطيون في الكونغرس تحدي سلطات إدارة ترامب في قرار الحرب، ودعم التحالف الذي تقوده السعودية؛ وكان مجلس النواب قد أقر مشروع قانون مماثل في تشرين الثاني/ نوفمبر، وقامت الإدارة بعد ذلك بوقف تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، لكن أمريكا لا تزال تشارك التحالف في اليمن المعلومات الاستخبارية.
ويشير ديتش إلى أن ماتيس قد دفع بأمريكا لتربط بين ظروف حقوق الإنسان والإمداد بالوقود، كطريقة لتسليط الضوء على الارتفاع في عدد الضحايا المدنيين جراء الغارات الإماراتية والسعودية، لكن وزارة الخاردية قامت بالمصادقة في أيلول/ سبتمبر على أن التحالف الذي تقوده السعودية ملتزم بالقانون الأمريكي بالتقليل من قتل الأبرياء.
وينقل الموقع عن السفير السابق جيرالد فيرستين، الذي عمل مع ماتيس عندما كان يقود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، قوله: "هناك فهم واضح بأن ما يحصل في اليمن يضر بموقف وزارة الدفاع.. ولدى كل من وزارة الدفاع والقيادة المركزية مصلحة مهمة في رؤية السعوديين يتصرفون بشكل مسؤول أكثر".
وبحسب التقرير، فإن وزارة الخارجية قد تحصل قريبا على بعض الوجوه الدبلوماسية الجديدة في الشرق الأوسط، بعد أن رشح الرئيس ترامب القائد السابق للقيادة المركزية جون أبي زيد ليكون سفيرا في السعودية، وجون راكولتا، الذي مول ميت رومني، ليصبح سفيرا في الإمارات، كما أرسل البيت الأبيض ترشيحا لديفيد شينكر ليكون المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في الوزارة للكونغرس، لكن السيناتور تيم كين علق الترشيح.
ويستدرك الكاتب بأن البيت الأبيض لم يعلن عن أي مرشحين لملء شواغر مهمة عديدة في وزارة الدفاع، ما يجعل من الصعب على البنتاغون رسم سياسة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن كلا من شاناهان ونائبه ديفيد نورقويست في وظائف مؤقتة، ما يثير السؤال حول الفترة التي يمكنهما الاستمرار في عملهما دون مصادقة من الكونغرس، فيما ترك مستشار السياسات روبرت كريم عمله في تشرين الأول/ أكتوبر، مخلفا قائما بالأعمال هو رود.
ويختم "مونيتور" تقريره بالإشارة إلى قول إريك إديلمان، المسؤول رقم (3) في إدارة جورج بوش الابن، في ندوة يوم الاثنين: "آمل أن يرشح الرئيس وزيرا للدفاع.. يجب علينا أن نصل إلى المرحلة التي نملأ فيها هذه الشواغر كلها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)