هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخل طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على خط المواجهات الدائرة بين قبائل يمنية ومسلحي جماعة الحوثي، في محافظة حجة المحاذية لحدود المملكة شمال غربي اليمن، بعد أيام دامية من اندلاع المعارك بينهما.
وفتحت ضربات مقاتلات التحالف على أهداف تابعة
للحوثيين على خطوط التماس مع المسلحين القبليين في مديرية كشر بمحافظة حجة؛
التساؤلات عن تأثيراتها على مسار المواجهات.
وقال الصحفي اليمني هشام الشبيلي، إن "ضربات
التحالف الثلاثاء، أحدثت إرباكا واسعا في صفوف الحوثيين، واستدعى تدخل قيادات
رفيعة من الجماعة، لإعادة ترتيب مقاتليه استعدادا لجولة مقبلة من المواجهات ضد
قبائل حجور في حجة".
وأضاف الشبيلي في حديث خاص لـ"عربي21" أن "مقاتلات
التحالف، استهدفت منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، أحد مراكز القيادة التابعة
للحوثيين في منطقة القريات، بين ريبان التابع لمديرية كشر".
كما استهدف الطيران الحربي للتحالف، تجمعا للمسلحين
الحوثيين في وادي مور بين مديرية المدان التابعة لمحافظة عمران، ومديرية كشر بحجة.
فيما دمرت الغارات دبابتين حوثيتين، كانتا تستهدفان
منازل ومواقع القبائل في "العبيسة"، ومجموعة مدفعية في الوادي ذاته، حسبما ذكره الصحفي الشبيلي ومصدر محلي آخر
لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: حكومة اليمن تتهم الأمم المتحدة بـ"التراخي" مع الحوثيين
وأشار إلى أن هناك أنباء تفيد بوصول القيادي الحوثي
البارز، "أبو علي الحاكم"، الذي يشغل رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية
بوزارة الدفاع الحوثية -المدرج على لائحة العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن عام 2015-
إلى مناطق أفلح الشام بحجة، وقفلة عذر في عمران (شمالا)، لحشد مقاتليها للهجوم على العبيسة التي يقدر
عدد سكانها بنحو 50 ألف، حيث تقع شرق بلدة كشر، على الطريق الرابط بين مديرية حرض الحدودية مع عسير
السعودية.
من جهته، قال الإعلامي اليمني المتواجد في منطقة الاشتباكات، حسن هديس، إن الغارات خففت كثيرا من القصف العشوائي على منازل المواطنين القاطنين في "العبيسة".
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن إسناد
طيران التحالف لقبائل حجور، رفع من معنويات المقاتلين، وبعثت رسائل رعب للمتماهين
مع الحوثيين الذين انسحب الكثير منهم، بعدما شعروا أنهم سيكونون عرضة للقصف الجوي.
وذكر هديس أن ضربات التحالف، حفزت كثيرا من القبائل
المجاورة لحجور، للالتحاق بهم، ودفعت قبائل أخرى، لطرد المسلحين الحوثيين من
مناطقهم، وعدم التمركز فيها، خشية أن تطالهم الغارات التي تستهدف المواقع الحوثية.
وكانت مواجهات الأيام الماضية، قد أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى منهما، فيما يسود المنطقة
حاليا، هدوء حذر في ظل استمرار الحوثيين بالدفع بمزيد من التعزيزات التابعة نحوها.
وتشهد منطقة العبيسة في مديرية كشر بمدينة حجة،
قتالا عنيفا، منذ الأسبوع الماضي، بين الحوثيين، والأهالي الذين يقدر عددهم بنحو
50 ألف نسمة، في مسعى من مسلحي الجماعة لإخضاعها لسيطرتهم، وتأمينها كونها تقع على
بعد عشرات الكيلومترات من مناطق تمركز الجيش الوطني في مديرية حيران الساحلية على
البحر الأحمر.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من
قيادات حوثية حول ما يجري في تلك المنطقة.
وتسيطر جماعة الحوثي على معظم مديريات حجة التي
تشترك بحدود مع السعودية، باستثناء مديريتي حيران وميدي الساحلية على البحر الأحمر
التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية، فيما يتقاسم الطرفان السيطرة على مديرية حرض
التي ترتبط بمنفذ "الطوال" البري مع عسير جنوبي المملكة.