هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن جملة من النصائح التي قدمها خبراء الانترنت وتكنولوجيا المعلومات لضمان تحييد الأطفال الصغار والمراهقين عن مضار التكنولوجيا. وفي هذا الصدد، يؤكد الخبراء أن الاستعمال المسؤول للتكنولوجيا يجعل منها أداة إيجابية ومحفزة للتعلم والتواصل الاجتماعي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تكوين الشباب علاقة سامة مع التكنولوجيا والاعتماد عليها بشكل كبير، فضلا عن التبعية لها؛ من المسائل التي تدعو إلى القلق. وفي هذه الحالة، تؤثر الانترنت وتكنولوجيا المعلومات على القدرات المعرفية للطفل أو المراهق وتهدد صحته النفسية والعقلية.
وأوردت الصحيفة أن بيلار رودريغيز، الطبيبة نفسية المتخصصة في التدخل والوقاية من المخاطر على الإنترنت، أشارت إلى أن مخاوف الآباء تزايدت إزاء المحتويات الرقمية المتاحة بين أيدي صغارهم على شبكة الانترنت، وسهولة الوصول إلى كل المحتويات الرقمية، وحول خصوصيتهم، وأيضا الوقت الذي يقضيه الأطفال على شبكة الانترنت". وعلقت أنه "حان الوقت للتوقف عن القلق، والعناية بالأطفال وتعليمهم كيفية بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا".
ونقلت الصحيفة عن الأخصائية أن "الاستخدام المفرط للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو ألعاب الفيديو هو واحد من المواضيع الأكثر استشارة من قبل الأولياء". وواصلت أنه "شأنه شأن أي نوع من الإدمان، تخلق التكنولوجيا نوعا من التبعية والبحث المرضي عن المكافأة؛ وهو ما ينتج عنه استخدام ضار، وقهري ومتكرر للتكنولوجيا مع مرور الوقت".
وأضافت أن "عددا كبيرا من الأطفال والمراهقين يعترفون بأنهم شريحة ضعيفة وأنهم لا يستطيعون تنظيم الأوقات أو التوقف عن الاتصال عن الانترنت". ووفقا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، يعترف 54 بالمائة من الأطفال بين 13 و17 سنة أنهم يقضون الكثير من الوقت على الهواتف المحمولة، ويقر 41 بالمائة منهم بأنهم يفرطون في استخدام الشبكات الاجتماعية. في الأثناء يعتبر واحد من بين كل مراهقين تم استشارتهم أنهم ضحية للإدمان على الإنترنت.
اقرأ أيضا: خبراء: التكنولوجيا الذكية تعزز قدرات الأطفال وتفيدهم
وأشارت الصحيفة إلى أن الأخصائية رودريغيز تحذر من أن أنواع الإدمان متنوعة. وعلى سبيل المثال، يعتبر تصفح مواقع الويب دون هدف نوعا من الإدمان، وهو الحال بالنسبة للتسوق عبر الإنترنت القهري.
ونقلت الصحيفة أن ملاحظة تغييرات في روتين المراهق، أو تضاؤل درجة تركيزه ومردوده وتعويضه للأنشطة الترفيهية والرياضية بالتكنولوجيا خير دليل على إدمانه على الانترنت. ومن بين العلامات الأخرى يبرز الاستيقاظ ليلا للدردشة، أو تأجيل ساعات النوم أو الأكل بسبب التكنولوجيا.
وأضافت الصحيفة أن من بين المخاطر التي تواجه الأطفال على شبكة الانترنت يبرز التنمر على الانترنت والتي تكون عبر تلقي رسائل إذلال وإهانة على الشبكات الاجتماعية. ويضاف إلى ذلك، خطر استمالة الأطفال التي عادة ما يكون الهدف منها الاعتداء الجنسي على الصغار. وفي جميع الأحوال تنمي هذه المخاطر الشعور بالخوف لدى الصغار، فضلا عن تراجع نتائجهم المدرسية وتضاؤل تركيزهم وسرعة انفعالهم.
وفي الحديث عن طرق حماية الأطفال وضمان بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا؛ أشارت الصحيفة، أولا، إلى أن الوقت الذي يقضيه الأولياء على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، إذ أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير بعادات آبائهم. وشددت الأخصائية على ضرورة بناء الأولياء علاقة صحية مع الانترنت ليقتدي بهم أبناؤهم ويتمكنوا من تقييد الوقت الذي يقضونه على الشبكة العنكبوتية.
اقرأ أيضا: هل يصبح الذكاء الاصطناعي فنان المستقبل؟
ونقلت الصحيفة، ثانيا، أن تثقيف الأطفال أمر ضروري، خاصة فيما يتعلق بالصور القابلة لمشاركتها على الإنترنت من الأخرى التي يجب أن تكون خاصة. وفي النقطة الثالثة، يجدر الإشارة إلى أن الحد من وقت استعمال الهواتف والأجهزة اللوحية من الطرق الأساسية لمنع الأطفال من إقامة علاقات سامة مع التكنولوجيا ومن خلالها. وتحديدا، يجب منع الأطفال من استعمال الهواتف فور استيقاظهم من النوم، أو الاستيقاظ ليلا للدردشة، أو ترك الهاتف على الطاولة عند الأكل.
وذكرت الصحيفة، رابعا، أن مراقبة الحياة التكنولوجية للطفل أمر ضروري. وعلى وجه الخصوص، يجب على الآباء معرفة صفحات الويب التي يرتادها الطفل والتكنولوجيات التي يستعملها.
وخامسا، يجب وضع حدود لاستعمال التكنولوجيا وتسهيل عملية التنظيم الذاتي لدى الصغار. ونظرا لأن النقد الجيد والمراقبة الذاتية من المهارات التي تصعب على الأطفال، يجب على الأولياء توجيه هؤلاء الصغار.
وأوضحت الصحيفة، سادسا، أن التواصل طريقة ضرورية لتوعية الأطفال بمخاطر الانترنت، وهي الوسيلة القادرة على تحسيس الصغار بأهمية بناء علاقة سليمة مع التكنولوجيا. وبهذه الطريقة أيضا من السهل على الصغار الحديث عن المضايقات والمخاطر التي يواجهونها على الشبكات الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة، سابعا، أن اللجوء إلى المراقبة من الطرق التي تساعد الآباء على حماية أبنائهم. وعلى الرغم من أنه من المهم تكوين علاقة مبنية على الثقة، إلا أنه في حال تبيّن علامات إنذار يجب منح سلامة الطفل أولوية على خصوصيته. ومن خلال المراقبة، يمكن حظر صفحات ويب وأيضا حد وقت استعمال التكنولوجيا.