هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "التقسيم الجديد لسوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات يتطلب إعداد خرائط جديدة غير التي اعتدنا على رؤيتها خلال السنوات الماضية، حيث تم خلالها تقاسم مناطق النفوذ داخل الدولة بين روسيا وتركيا والجيش السوري، لكنها اليوم باتت خرائط لم تعد ذات معنى، ما يتطلب إنتاج خرائط جديدة".
وأضاف بنحاس عنبري في تحليله الذي ترجمته "عربي21" أن "التقسيم الجديد في سوريا يقوم على عدة معايير أساسية، أهمها ما تمثله ما وصفها بـ"سلطة العصابات"، وهي ترتبط بالأسباب التي وقفت خلف فشل الجيش السوري في لبنان قبل انسحابه منه في 2005، حين تورط كبار قادته في تجارة المخدرات في البقاع اللبناني، ما أسفر عن نشوء حالات من التوتر بين القادة والميليشيات اللبنانية".
وأوضح في تحليل "المعهد المقدسي للشؤون العامة" وإدارة الدولة، أنه "اليوم بعد أن أعاد الجيش السوري سيطرته على المناطق داخل الدولة، التي طرد منها خلال حربه مع المعارضة المسلحة يتبين أن "حليمة عادت إلى سيرتها القديمة"، فقد عاد قادة الجيش السوري للانخراط في أعمال المافيات، وتم تبادل السيطرة على مناطق الجريمة المعروفة بشيكاغو القديمة بما لا يقل ضراوة عن السيطرة على مناطق التأثير السياسي.
اقرأ أيضا: عبْر "حزب الله".. إيران تنشر التشيّع على نطاق واسع بدرعا
وأشار إلى أن "الحديث يدور مؤخرا داخل سوريا عن صراعات ومعارك بين جناحين في الجيش السوري، أحدهما تابع للمحور الإيراني بقيادة شقيق الرئيس، ماهر الأسد، والثاني موال للنفوذ الروسي بقيادة العقيد سهيل الحسن المعروف باسم "النمر".
واستدرك بالقول إن "من الأهمية التوقف عند هذه الأخبار في ظل المصالح المتعارضة داخل الدولة السورية، وقد تعمل المعارضة السورية على بث هذه الأخبار لأن لها مصلحة بإثارة هذه التوترات المحلية، وتضخيمها للإساءة للنظام السوري ذاته".
وأكد أن "معركة جديدة تجري في منطقة درعا في جنوب الدولة السورية، بين فرعين من داخل الفرقة الخامسة في الجيش السوري، أحدهما يدعم التوجه الإيراني بحيازة المزيد من الأراضي السورية، ووضع اليد عليها من خلال عناصر إيرانية، لتثبيت النفوذ والتأثير الإيرانيين في جنوب سوريا، وبين فرع آخر داخل الفرقة نفسها يعارض ذلك".
ونقل الكاتب عن "أوساط أردنية تتابع ما يحصل في جنوب الدولة السورية تأكيدها لهذه المعلومات، وأشارت إلى أن ما يزيد التوتر داخل صفوف الجيش السوري هو تنامي الاختراقات الإيرانية أو عناصر الميليشيات الشيعية داخله، ما ساهم في زيادة مستوى التوتر والاحتكاك أمام القسم العلوي داخل الجيش".
اقرأ أيضا: مراقبون يحذرون: سوريا نحو التشيع واللاجئون باقون في لبنان
وختم بالقول إن "ما يقلق العلويين بصورة جادة ذلك الجهد الإيراني الجاري تنفيذه بسرعة ملحوظة في عملية تشييع الجنوب السوري، لأن عملية وضع اليد على مزيد من الأراضي هناك تهدف إلى جعلها موطئ قدم للشيعة لإقامة مراقد دينية لهم، ومؤسسات، وحسينيات جنوب البلاد، ويحصل ذلك بصورة ملاصقة للحدود الأردنية، وهو ما كان مدار حديث بين الملك الأردني والمسؤولين العراقيين خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد".