هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتبة نسرين مالك، تحت عنوان "الشخصيات المسلمة البارزة لها الحق في ألا تتوقع محاكم التفتيش"، تتحدث فيه عن الهجمات على عضو الكونغرس الأمريكية الشابة إلهان عمر.
وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "عملية التحقيق تبدأ كلما وصل المسلمون لمناصب عامة، وهي نوع من محاكم التفتيش للمسلمين، ويمكن أن يكون سياسيا أو طاهيا، لكنه يتعرض لأسئلة لا علاقة لها بما يقوم به من عمل، مثل (هل المثلية إثم؟ وما هو موقفك من زواج القاصرات؟ وهل تعتقد أن إسرائيل لها حق في الوجود؟)".
وتفيد مالك بأن "هذه الأسئلة طرحت في استطلاع زائف؛ أملا في أن تؤدي نتائجها إلى عناوين إخبارية صارخة، تشير إلى أن غالبية المسلمين هم ضد المثليين".
وتشير الكاتبة إلى أن "محاكم التفتيش تواصلت في الولايات المتحدة، رغم أن المسلمين هناك أكثر ليبرالية، خاصة فيما يتعلق بالمثليين أكثر من المسيحيين الإنجيليين، في وقت يواجهون فيه مستوى عاليا من التمييز، لكن ما يهم في محاكم التفتيش هذه هو الأسئلة لا الإجابات، التي تكشف عن طبيعة الهدف".
وتبين مالك أن "المحققين عادة ما يفترضون البراءة في توجيه الأسئلة، لكنهم يتوقعون أجوبة على أسئلتهم تؤكد مصداقية المسلمين الليبرالية. أنا محاربة قديمة في بريطانيا في محاكم التفتيش للمسلمين، فكلما حذرت من استخدام الإرهاب الإسلامي لتبرير التحيزات ضد المهاجرين، كان يوجه لي سؤال إن كنت أشجب الإرهاب، فعندما تحاول القول إنه من الخطأ لوم المهاجرين على أحداث لا علاقة لها بهم يفترض أنك تحب الإرهاب، إن ما تعلمته في عبارات أفلام الحاسوب (وور غيمز) هي أن الحركة المناسبة ألا تقوم باللعب".
وتلفت الكاتبة إلى أن "هناك مثالا كلاسيكيا لمحاكم التفتيش للمسلمين في أمريكا، فقد استهدف النائب لي زيلدين النائبة المسلمة إلهان عمر على (تويتر)، في رسالة حملها وفيها صوت شرير معاد للسامية تلقاها (هذه الرسالة الصوتية الجديدة وصلت إلي من حسابي)، وأضاف: (هذا يوم آخر في عالمي كوني نائبا أمريكيا يهوديا، هل أريد معرفة رأيك في أي جزء من هذا الصراخ والكلام المعادي للسامية؟ أنا أعارضه كله فهل تعارضين ما فيها؟)".
وتعلق مالك قائلة: "هو فقط عبر عن فضول في معرفة إن كانت نائبة مسلمة توافق مع مضمون رسالة مجهولة أرسلها شخص لا تعرفه النائبة المسلمة، ويعتقد هذا الشخص أنه كان على هتلر أن ينهي المهمة".
وترى الكاتبة أن "خطيئة إلهان عمر ومحاولة ربطها بهذه الرسالة الصوتية المخزية من رجل غريب عليها لأنها عبرت عن رأيها في إسرائيل، فقالت عمر في عام 2012 إن إسرائيل (نومت) العالم، وجعلته يتجاهل ما تقوم به من (عمل شرير) في غزة، وكتبت باري ويز في (نيويورك تايمز) مقالا مطولا، فصلت فيه المعاني المتعددة لكلمة (نوم) وكيف تحمل معاني معادية للسامية، وقالت عمر إنها لم تكن واعية في هذا التاريخ وشطبت الكلمة، وهذا هو، وكانت هذه هي خطيئتها".
وتنوه مالك إلى أن "الخطيئة الأخرى هي مثل الكثير على جانب اليسار، تدعم حركة المقاطعة لإسرائيل (بي دي أس)، مع أنها تساءلت عن فعاليتها، وقالت إن على الولايات المتحدة شجب إسرائيل لعدوانها بالطريقة التي تشجب فيها إيران ذاتها".
وتقول الكاتبة: "لأنها مسلمة ووضع المسلمين في الحياة العامة يجب أن يكون محلا للتدقيق، فإنه تم تشويه كلامها بطريقة شريرة، وهذا يهدف ببساطة إلى الحديث عن أنها لا تستطيع تحمل مسؤولية في المجال العام".
وتجد مالك أنه "في ضوء زيادة الهجمات المعادية للسامية وجرائم الكراهية منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، فإنه ربما كان من المناسب لو سأل زيلدين عن تعاطفه مع انتهاكات معاداة السامية، إلا أن محاكم التفتيش ليست تمرينا صادقا، بل هي مقدمة لعمليات التطهير، وما تعرضت له عمر هو جزء من فحص يقوم به المتطفلون، فالنواب الديمقراطيون الجدد هم أكثر شبابا، ونساء ومسلمات ومن عرق غير أبيض ومن خارج المؤسسة، ولهذا أصبحوا هدفا للهجمات لأنهم لا يناسبون القالب".
وتبين الكاتبة أن "كل حركة قامت بها النائبة الديمقراطية إلكسندريا أوكاسيو – كورتيز تم تدقيقها باعتبارها غير ناضجة ومفرطة في أنوثتها وراديكاليتها، ومن الاعتراف بهما أو تجاهلهما من الكونغرس فإنه يجب على كورتيز وعمر الالتزام بالقواعد".
وتقول مالك: "حتى النائب الديمقراطي أرون سكوركين قال إنه يحب (المجموعة الجديدة من النواب الجدد، ومع ذلك فإن عليهم التوقف عن التصرف مثل الشباب)، إن السياسة في الولايات المتحدة تعبد الطريق للمتعصبين الذين لا يملكون الخبرة، لكنها تدعم الصريحين الذين لا يلتزمون بالنص في موضوعات مثل الضريبة وإسرائيل".
وتستدرك الكاتبة بأنه "رغم الهدوء والأدب والذكاء في التصدي للهجمات، إلا أن الأعداء لن يرضوا عنهن إلا في حالة تم تدميرهن، وردت عمر على زيلدين، قائلة إن الرسالة (مخزية)، ودعته إلى مناقشة الهجمات التي يواجهونها على كأس شاي صومالي".
وتختم مالك مقالها قائلة: "لكن هذا لم يكن كافيا، ورد قائلا: (دعينا نعمل هذا)، لكنه أصر على معرفة موقفها، متسائلا: (هل توافقين أم لا توافقين على كل شيء ورد في الرسالة الصوتية؟)، ولن تتوقف الأسئلة حتى عندما يجاب عليها، والتحرك الصحيح الوحيد هو عدم الرد".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)