نشرت مجلة "
فوربس" الأمريكية تقريرا
تحدثت فيه عن الأبحاث العلمية الحديثة التي تهدف إلى إيجاد حلول مستقبلية للتطور
العلمي والذكاء الاصطناعي والاعتماد على دماغ
الأخطبوط لتطوير
الذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن السلوك العنيف والعدواني سمة مميزة للإنسان نظرا لأن
الدماغ البشري يحتوي على شبكات عصبونية حيوية مسؤولة عن تحفيز الغضب والعنف. وفي
الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الرامية لإنشاء ذكاء اصطناعي يحاكي دماغ الإنسان ما
يزيد من خطر استنساخ نفس الشبكات العصبية المسؤولة عن العنف في الروبوتات، فإن
اعتماد دماغ الأخطبوط كنموذج لتطوير أداء موثوق للذكاء الاصطناعي قد يمثل أحد
الحلول العلمية المستقبلية.
وأوردت أنه من المتوقع أن تظهر في المستقبل
مجموعة كبيرة من الأنظمة ذاتية التحكم والمتطورة للغاية. وقد تحتوي هذه الأنظمة
على مستوى عال من التحكم الذاتي، حيث يمكنها أن تؤدي المهام الموكلة إليها بشكل
مستقل ودون تحكم من قبل أي مشغل بشري.
وسيكون لهذه الأنظمة قدرات كبيرة ومتطورة، على
غرار التفاعل مع البشر والآلات، وإجراء حوارات مع العملاء في مراكز الاتصال
الإلكترونية، وتوجيه يدي الرجل الآلي لالتقاط ومعالجة الأشياء بدقة متناهية ودون
انقطاع، وشراء وبيع الأسهم، وتسيير الطائرات دون طيار وحتى إطلاق النار.
ونوهت المجلة بأنه من المتوقع أن تملك هذه
الأنظمة القدرة على تصنيف البشر وسلوكياتهم، وفرض غرامات ماليات، وإطلاق الهجمات
الإلكترونية ومنعها، وتنظيف المنازل، وقطع العشب، ومنح القروض، والمحافظة على
الأمن، ولما لا إطلاق البعثات نحو الفضاء.
وأفادت بأن تسليح الذكاء الاصطناعي قد بدأ،
بينما تشق البشرية طريقها نحو نقل القدرة على الإدارة الذاتية في بعض الحالات إلى
الآلات الذكية. ومن شأن هذه الخاصية أن تمنح هذه الأنظمة القدرة على التصرف بشكل
مستقل بعيدا عن أي تدخل مباشر من الإنسان، واستكشاف الظروف غير المتوقعة التي لم
يقع تدريبها عليها، ناهيك عن الذهاب إلى أماكن لم يسبق لها زيارتها من قبل. وفي
حين يعد هذا تقدما ملحوظا، فإنه ينبغي لنا تقييم التحديات والمخاطر المعقدة التي
قد تواجه مستقبل الحضارة البشرية.
وفي خضم تزايد تطبيق الأنظمة ذاتية التحكم،
فإننا نحتاج إلى تقييم المخاطر المرتبطة بها من خلال فهم الجدوى من تزويد الأنظمة ذاتية
التحكم بشبكات عصبونية مشابهة لتلك الموجودة في دماغ الإنسان أو منحها دماغا يحاكي
قدرات الدماغ البشري. وإذا لم نكن قادرين على جعل الجنس البشري عرضة للمساءلة،
فلماذا نسعى إلى إنشاء نوع ذكي آخر يحمل شبكات عصبونية شبيهة بالإنسان، ونتوقع منه
أن يكون مسؤولا وخاضعا للمساءلة؟
وأوضحت المجلة أنه في ظل التقدم السريع الذي
يشهده مجال تطوير النظم ذاتية التحكم، أضحى بقاء الجنس البشري وأمنه يكتنفه
الغموض. ولكن الأوان لم يفت، إذ يمكننا تغيير وتصحيح مسار تطوير الذكاء الاصطناعي
الذي يحاكي الدماغ البشري، وجعله أقل عنفا. وفي حين أن مبدأ الاستقلالية يعني حرية
اتخاذ القرارات بينما نمضي قدما نحو تطوير أنظمة ذاتية التحكم، فإن هلاك الحضارة
البشرية يكاد يكون مؤكدا. لذلك من الضروري فهم وتقييم الأسباب التي تدفعنا لمحاكاة
العنف البشري في الآلات الذكية ذاتية التحكم.
وذكرت أن محاكاة دماغ بعض أنواع
الرخويات، على غرار الأخطبوط الذي ينتمي إلى رأسيات القدم، يمثل طريقة بديلة
وفعالة لتفادي كل هذه المخاطر. فدماغ الأخطبوط يحتوي على أنظمة عصبية كبيرة
وعمليات إدراكية معقدة، وربما يكون الأقرب إلى الأنواع الغريبة الذكية التي تستخدم
نظاما لامركزيا. وقد يكون هذا الأمر محوريا في تطوير اقتصاد لامركزي. فهل ستكون
هذه المقاربة للذكاء الاصطناعي الموجه بأنظمة ذاتية التحكم فكرة أفضل وأنجع
لمستقبل الحضارة البشرية وضمان أمنها؟