هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا إنترسبت" تقريرا للكاتب ريان غريم، يقول فيه إن جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل تحدث مسؤولون فيها، وبفخر، عن المال وتأثيره على واشنطن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى الجدل بشأن قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل، بعد تغريدة للنائبة الديمقراطية عن مينسوتا إلهان عمر، ردت بحدة على التقارير التي تحدثت عن استهداف زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي لها ولزميلتها الأمريكية الفلسطينية رشيدة طليب، النائبة عن ميتشغان.
ويلفت غريم إلى أن عمر استشهدت بمقاطع من اغنية راب معروفة، تقول: "هذا كله عن البنجاميين، يا بيبي"، حيث حاولت أن تلمح إلى مصدر تمويل ماكارثي، وعندما سئلت للحديث صراحة عمن تشير تحديدا، أجابت: "أيباك" اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة.
ويقول الموقع إن النقاش حول تأثير الجماعات المؤيدة لإسرائيل على السياسة الأمريكية يمكن أن يفهم من خلال التحقيق الذي قامت به قناة "الجزيرة" الإنجليزية، حيث قام صحافي متخف باختراق منظمة اسمها "إسرائيل بروجيكت" في واشنطن، وسجل الحوارات التي جرت بطريقة سرية، وسمع المحقق الصحافي على مدى ستة أشهر في عام 2016، الكثير عن استراتيجية المنظمة السياسية وتأثيرها في واشنطن، مشيرا إلى أنه لم يتم عرض هذا الفيلم أبدا في القناة، الذي عملت الجماعات المؤيدة لإسرائيل على منعه.
ويستدرك التقرير بأن موقع "إلكترونيك انتفاضة" حصل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 على سلسلة من أربع أجزاء ونشرها، إلا أنه فعل هذا في أثناء الانتخابات النصفية الأمريكية، ولهذا لم ينتبه إليها أحد، مشيرا إلى أن قادة اللوبي المؤيد لإسرائيل يتحدث في الحلقات التي عرضت بشكل مفتوح عن الطريقة التي يؤثر فيها المال على العملية السياسية، وبتعليقات "وقحة جدا"، لدرجة أنها لو صدرت عن ناقد لهم لاتهم مباشرة بمعاداة السامية.
ويفيد الكاتب بأن مؤسس منظمة "هاليف"، التي تساعد في إرسال الشباب إلى مؤتمر "إيباك" السنوي، ديفيد أوتشس، وصف للمحقق الصحافي كيف تقوم "إيباك" والمتبرعون لها بتنظيم عمليات جمع أموال خارج المظلة الرسمية للمنظمة؛ حتى لا تظهر الأموال عندما يتم الكشف عنها أنها قادمة من "إيباك"، وتحدث عن المجموعة التي تنظم عمليات جمع تبرعات واحدة في كل من واشنطن ونيويورك، قائلا "هذه أكبر جماعة سياسية مخصصة لغرض ما، وبالتأكيد التأثير في واشنطن"، مشيرا إلى أنها لا تملك اسما لها، لكنها مرتبطة بـ"إيباك"، و وأضاف: "إنها جماعة (إيباك) وتحدث فرقا، نعم تحدث فرقا، وهي أكبر تجمع لسلة (جمع المال) وخارقة من أجل بناء شبكة علاقات عامة".
ويذكر الموقع أن أوتشس لم يرد على طلب الموقع للتعليق، لكنه قال في الفيلم إنه دون إنفاق الأموال فإن الجماعات المؤيدة لإسرائيل لا تستطيع تحقيق أجندتها، وأضاف: "أعضاء الكونغرس والشيوخ لا يفعلون أي شيء دون الضغط عليهم، ولن يتحركوا إلا إذا ضغطت عليهم، والطريقة الوحيدة لعمل هذا هو المال".
ويلفت التقرير إلى أنه وصف جامع تبرعات للديمقراطي الذي رشح نفسه عن ميريلاند أنطوني براون، كونه مثالا على ذلك، قائلا: "نريد من المجتمع اليهودي المواجهة وجها لوجه في هذا المناخ الصغير، 50،40،30 شخصا، والقول لهم إنهم مهمون لنا، ونريد التأكد من أنهم لو دعمونا بالمال فإننا سنفرض الصفقة مع إيران، وبهذه الطريقة فعندما يريدون شيئا منه أو منها، مثل الصفقة الإيرانية فإنه سيقوم بالتعبئة ويقولون له، انظر نتبرع لك بـ30 ألف دولار، وهذا يترك أثره".
ويعلق غريم قائلا إن مزاعم كهذه لا تختلف عما قالته النائبة عمر، لكنها تعرضت للشجب، فبعد نشر تغريدتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المجتمع اليهودي في أمريكا يريد اعتذارا منها، ووصفوا ما قالته عن دفع "إيباك" المال للسياسيين الأمريكيين للحصول على دعمهم بأنه "خطأ واحد ومعاداة للسامية مثيرة للدهشة"، واعتذرت عمر يوم الاثنين، لكنها أكدت أن "إيباك" وغيرها من جماعات الضغط مضرة بالسياسة الأمريكية.
وينوه الموقع إلى أن أوتشس وصف في الفيلم الوثائقي حفلة جمع تبرعات ترأسها جيف تالبينز، وهو أحد كبار مديري الحافظات الوقائية، بأنها مثل البئر المليء بالمال، فقال: "في نيويورك مع جيف تاليبنز لا نسأل أي شيء عن الفلسطينيين (…) تعرف لماذا؟ لأنه موضوع صغير، إنه صغير وليس مهما، الموضوع الأهم هو إيران"، وأضاف: "ما يجري هو أن جيف يلتقي مع النواب في الغرف الخلفية، ويخبرهم بالضبط ما هي الأهداف، وحتى تعلم فإن ثروة تالبينز تبلغ 250 مليون دولار، وما يفعلونه أنهم يقدمون له مغلفا فيه 20 بطاقة ائتمانية، ويقولون له يمكنك أن تستخدم كل واحدة منها ألف دولار".
ويبين التقرير أن أوتشس شرح أن النادي في نيويورك يقتضي الدخول إليه، أي تالبينز، على الأقل 10 آلاف دولار، وهو مبلغ يسمح لك بالمشاركة في المناسبات، "وهو مبلغ قليل لكن البعض يدفع أكثر".
ويورد الكاتب نقلا عن موقع منظمة "إيباك" قوله إنها تدعو لعضوية "نادي الكونغرس"، وبأنها ملتزمة بدفع 5 آلاف دولار لكل دورة انتخابية.
وينقل الموقع عن المسؤول البارز في "إيباك" قال إريك غالاغر، قوله في الفترة ما بين 2010- 2015، لمحقق "الجزيرة"، إن "إيباك" تحقق نتائج لإسرائيل، مثل مساعدة عسكرية بـ38 مليار دولار، "وهو ما فعلته (إيباك)"، وقال في لقاء تم على غداء تم تسجيله سرا: "كل ما تفعله (إيباك) مركز للتأثير على الكونغرس".
ويشير التقرير إلى أنه أطلق على البرنامج اسم "اللوبي"، وأنتجته وحدة التحقيقات في القناة، وتم تسجيل لقطات من خلال كاميرا خفية مع المحقق الذي تخفى بصفته يهوديا مؤيدا لإسرائيل من بريطانيا، وبأنه يريد الانضمام لمنظمة "إسرائيل بروجيكت"، ومنح شقة راقية في دانبوت سيركل في واشنطن، حيث استضاف فيها المحقق الصحافي قادة اللوبي والمؤثرين، ونال ثقتهم ليسروا له ما لديهم من معلومات.
ويلفت غريم إلى أن "الجزيرة" عرضت فيلما مشابها عن اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، الذي لاحق مؤامرة تورطت فيها السفارة الإسرائيلية في لندن لاستهداف نواب البرلمان المؤيدين لفلسطين، وأدت إلى استقالتهم، مشيرا إلى أن الفيلم شمل على لقطات في الولايات المتحدة، حيث شعر قادة اللوبي أنهم مخترقون.
ويذكر الموقع أن اللوبي المؤيد لإسرائيل قام بتقديم شكوى متهما البرنامج بمعاداة السامية، لكن لجنة الرقابة الإعلامية لم تجد في البرنامج ما يشير إلى أنه تم استهداف الأشخاص بناء على دينهم أو عرقهم.
وبحسب التقرير، فإنه بدلا من تقديم شكوى، فإن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا قام بالضغط، حيث قامت مجموعة من 19 نائبا من الحزبين بكتابة رسالة إلى وزارة العدل الأمريكية وطلبت فيها تحقيقا شاملا في النشاطات كلها التي قامت بها "الجزيرة" في الولايات المتحدة، وطلبوا تسجيل القناة بصفتها وكيلا أجنبيا.
ويختم "ذا إنترسبت" تقريرها بالإشارة إلى أن قطر أذعنت في النهاية للضغط، وامتنعت عن بث البرنامج.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)