طرحت سيطرة قوات
اللواء، خليفة
حفتر على أكبر حقل نفطي في الجنوب الليبي، تساؤلات حول المكاسب التي
حققتها هذه القوات من هذا التقدم، وكيفية استغلاها كورقة تفاوض سياسيا وعسكريا.
وأعلنت القوات سيطرتها
الكاملة على حقل الشرارة النفطي الواقع جنوب غربي البلاد بشكل كامل، وأن الأمر تم
بالتنسيق مع حرس المنشآت النفطية وكذلك قبائل وأعيان المنطقة.
وذكر مصدر من الجنوب
الليبي قريب من العمليات، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لـ"
عربي21" أن
"دخول "حفتر" لحقل الشرارة تم بتواطؤ من حرس المنشآت التابعين
لمكون "
الطوارق" وبعضهم تقاضى أموالا لتسهيل ذلك"، حسب زعمه.
لكن مصدرا عسكريا بسلاح
الجو الليبي، قال لـ"
عربي21": "السيطرة تمت عبر عملية عسكرية نتيجة
الحصار، وفي النهاية استسلمت الكتيبة التابعة لحرس المنشآت النفطية وسلمت الحقل
وكذلك أسلحتها لقوات حفتر"، حسب معلوماته.
وأثارت السيطرة
والتشكيك فيها، تساؤلات من قبيل: من ساعد قوات "حفتر" في الدخول لأكبر
حقل نفطي في البلاد؟ وما المكاسب التي ستحققها هذه القوات سياسيا وعسكريا من هذه
الخطوة؟
"تسليم لمؤسسة النفط"
من جهته، قال رئيس
منظمات المجتمع المدني في الجنوب الليبي، فرحات غريبي إن "سيطرة
"الجيش" على الموانئ النفطية بشكل عام وطرد "الميليشيات" منها
خطوة هامة لإثبات قوة الدولة، وقامت القوات المسلحة بطرد "ميليشيات
الجضران" من قبل وسلمت الموانئ لمؤسسة النفط وستفعل ذلك في حقل الشراراة".
وأضاف في تصريحات
لـ"
عربي21" أن "الدولة الليبية تحتاج إلى قوة فاعلة على الأرض
وليست خطابات رنانة، والقوة الوحيدة التي تجمع أكثر الليبيين من كافة المناطق هي
القوات المسلحة، أما القوى الأخرى فهي تخضع لمناطق معينة، في إشارة لحكومة
الوفاق"، حسب رأيه.
وبسؤاله عن دور مكون
"الطوارق" في تسهيل السيطرة على الحقل، قال غريبي: "الطوارق لهم
تاريخ كبير وطويل في تجسيد الوحدة والحفاظ على اللحمة الوطنية، وأغلبهم الآن
يدينون للجيش"، كما قال.
"مساومة وحكم ديكتاتوري"
لكن وزير التخطيط
الليبي السابق، عيسى التويجر رأى أن "حفتر" سيستفيد من هذه السيطرة
وسيعتبرها ورقة للمساومة على حكم البلاد، والمقلق في هذا الأمر هو إعادة
ليبيا إلى
حكم ديكتاتوري قَبلي لتذهب التضحيات من أجل الحرية والتقدم سدى"، حسب وصفه.
لكنه استدرك قائلا
لـ"
عربي21": "وبغض النظر عن التفاصيل والتفاهمات التي ساعدت
"حفتر" على السيطرة على حقل الشرارة أو حتى الجنوب كله دون اشتباكات،
فهذا الأمر لاقى تأييدا شعبيا هناك بسبب ما يعانيه أهل الجنوب من غياب للأمن
والخدمات"، حسب كلامه.
أهم ورقة للتفاوض
وبدوره، قال الطبيب
العسكري من الغرب الليبي، محمد الطويل إنه "وفقا لبعض مصادره في الجنوب فإن
عملية السيطرة على حقل الشرارة تمت في إطار تسليم واستلام بين قوات
"الطوارق" وقوات "
التبو" وأن الطوارق هم من يديرون الحقل الآن
وليس كما سوق وأشاع إعلام "حفتر" بأن الأخير سيطر بقوة السلاح".
وأشار إلى أن
"الأهم الآن هو كيفية إدارة الحقل وأين ستصب موارده في ظل سيطرة
"الطوارق" عليه، أما بخصوص "حفتر" فهو يسعى بقوة لامتلاك أهم
ورقة تفاوضية هناك وهي النفط وهذا يظهر من الحشد والسعي الحثيث للسيطرة على كل
الحقول النفطية في الجنوب"، وفق تصريح لـ"
عربي21".
لكن الناشط السياسي
الليبي، فتح الله غيضان أشار إلى أن سيطرة القوات المسلحة الليبية على حقل
"الشرارة" تم بعد اشتباكات بسيطة وفرار المسلحين الموجودين به إلى حقل
"الفيل" وأن "الحاضنة الشعبية هناك هي من ساعدت "الجيش" على
الدخول".
وتابع
لـ"
عربي21": "هذه الخطوة ستمثل ضغطا على لصوص النفط وداعميهم من
الخارج وبعد استكمال معركة تحرير الجنوب لابد من وضع حد للمؤسسة الوطنية للنفط
الخاضعة لتيار "الإخوان المسلمين" والخاضعة لدول خارجية، فالجيش الآن هو
صاحب الأرض"، حسبما صرح.