هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشير استطلاع للرأي أجراه موقع "والا" العبري الأربعاء؛ إلى تقدم طفيف لمعسكر وزير الأركان الإسرائيلي الأسبق "بيني غانتس" الذي يتزعم حزب "المنعة لإسرائيل" في الانتخابات القادمة للكنيست، على حساب، حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمتحالفين معه.
وسيحصل حزب "المنعة لإسرائيل" والتكتلات الأخرى المصنفة "يسارا" على 61 مقعدا، فيما سيحصل حزب الليكود وحلفاؤه من الأحزاب المصنفة "يمين" على 59 من أصل مقاعد الكنيست "البرلمان" البالغة 120، ما يعني أنها ستكون قادرة على حجب الثقة عن أي حكومة يمينية قادمة.
ويثير هذا الاستطلاع تساؤلات عديدة حول مدى واقعيته، وتأثره بالاخفاقات التي منيت بها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وملفات الفساد التي تعصف به، وفرص غانتس في المنافسة التي تحتدم، وسط حالة استقطاب حادة في أوساط الناخبين الإسرائيليين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مبكرة يوم التاسع من نيسان/ أبريل المقبل.
وفي التفاصيل حول نتائج الاستطلاع، سيحصل حزب "الليكود" على 31 مقعداً، و"اليمين الجديد" سيحصل على 8مقاعد، و"يهادوت هتوراه" 7 مقاعد، و"البيت اليهودي" 5 مقاعد، أما حزب "كلنا" و"شاس" فسيحصلان على 4 مقاعد لكل منهما، وبذلك يبلغ عدد مقاعد كتل اليمين 59 فقط من أصل 120 مقعداً.
أما أحزاب "المنعة لإسرائيل" برئاسة بيني غانتس ستحصل 19، و"هناك مستقبل" سيحصل على 13، و "حزب العمل" سيحوز 9 مقاعد، و"ميريتس" 5 فقط، أما "الحركة العربية للتغيير" فإنها ستحصل بحسب الاستطلاع على 6 مقاعد، و"القائمة المشتركة" مع 5 مقاعد، و"الجسر" برئاسة "أورلي ليفي" على 4 مقاعد.
وبذلك يبلغ عدد مقاعد هذه الكتل 61، أي أنها ستكون قادرة على حجب الثقة عن أي حكومة يمينية.
وفي تعليقه على نتائج الاستطلاع، شكك الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ في صدقيته، مشيرا إلى أن الاستطلاعات أصبحت لا تعطي مؤشرات دقيقة وحقيقية عن ميول الناخبين، على اعتبار أن معظم هذه الاستطلاعات غير محايدة، وموجهة، ومدفوعة لصالح جهة ما.
وقال صباغ في حديث لـ"عربي21" إن الكفة ما زالت ترجح لصالح نتنياهو ومعسكره، وهو الوحيد الذي يمكن أن يشكل ائتلاف حاكم حتى الآن.
لكنه استدرك بالقول: "من الممكن أن تتغير الظروف، خاصة وأن القوائم النهائية ستقدم الخميس، والناخب الاسرائيلي لم يطّلع بعد عن الأسماء التي ستدخل هذه الانتخابات، وأستطيع القول أن نسبة كبيرة من الناخبين الاسرائيليين قد تصل إلى الثلث لم يحسموا موقفهم بعد، فضلا عن ميول جزء كبير منهم في إعطاء الثقة لأشخاص ولأسماء بعينها وليس لبرامج انتخابية، وذلك لاعتبارات عرقية ومذهبية، ووفقا لتركيبات معقدة في المجتمع الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: خصما نتنياهو يشكلان تحالفا مشتركا لخوض الانتخابات
ولفت إلى أن حزب غانتس هو أكثر تنوعا من غيره، خاصة مع انضمام تشكيلة منوعة من المرشحين يمثلون طيفا مختلفا من المجتمع، ولهذا أصبح غانتس منافسا حقيقيا لنتنياهو مشيرا إلى أنه قبل ظهور غانتس، لم يكن هناك أي منافس قوي وحقيقي لنتنياهو.
وحول تصنيفات اليمين واليسار قال، إنه لا يوجد معسكر حاليا لليسار في إسرائيل، لأن معظم الأحزاب بما فيها غانتس وحزبه لا تختلف عن توجهات نتنياهو المتشددة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية.
ومتفقا مع صباغ، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر، إن الصراع والمنافسة بين نتنياهو وغانتس شديدة جدا والفارق محدود، لافتا إلى أن المؤشرات تفيد بأن حزب الليكون ما زال يسيطر على المشهد، رغم التراجع النسبي في جمهوره.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن الجمهور الاسرائيلي فيه انحياز واضح لليمين وشخوصه وبرامجه الانتخابية، ولذلك يحاول غانتس تقديم نفسه على أنه يميني أيضا.
وأردف: "يظل المعسكر اليميني المتطرف هو الأقوى في الساحة الإسرائيلية، وعلى الأرجح سيحافظ نتنياهو على مكانته وهو من سيشكل الحكومة، مستفيدا من الأحزاب الدينية التي تعتبر حليفا طبيعيا لليمين وهي كتل تعتبر محسوبة دائما على الليكود، لأنها من أوساط دينية ومحافظة، وهذا كله سيصب في صالح نتنياهو".
وحول تأثير ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو على حظوظه في الانتخابات نوه أبو عامر إلى أن نتنياهو يدفع بمشاكله الداخلية نحو الخارج، ويفجر أزمات أمنية وسياسية خارجية في محاولة لنقل النقاش من الداخل إلى الخارج، ومن ذلك استغلاله حالة التطبيع التي تجلت مؤخرا مع عدد من الدول العربية في معركته الانتخابية، إضافة إلى استغلاله الضربات والقصف داخل سوريا لتحفيز الناخب الاسرائيلي للتصويت له عبر تخويفه من الوضع الأمني المحيط، وإظهار أنه الأقدر على مواجهة ذلك.
في السياق ذاته، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إنه من السابق لأوانه التكهن بنتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن كل الاستطلاعات التي تجري حول الانتخابات الإسرائيلية، موجهة، وتنافي الوقائع على الأرض.
ولفت بشارات في حديث لـ"عربي21" إلى أن هناك اعتبارات تهم الناخب الاسرائيلي والاعلام الاسرائيلي و سياسة الاحتلال العامة، وفقها ستجري عجلة الدعاية الانتخابية في قادم الأيام وصولا للانتخابات في التايع من نيسان/ أبريل القادم.
اقرأ أيضا: ترقب إسرائيلي لتأثير عمليات حماس على الانتخابات القادمة
ورأى الباحث في الشأن الإسرائيلي أن نتنياهو ما زال يحافظ على جمهوره وهو الأقوى بين المرشحين حتي الآن، وسيحافظ على مستواه على الأرجح رغم التحالف الجديد بين غانتس ويائير لابيد.
يذكر أن بيني غانتس، أعلن الخميس عن تشكيل تحالف مشترك مع رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، ضد نتنياهو.
وفي الاتفاق الذي أجري بين الحليفين الجديدين، سيتناوب الحزبان على رئاسة الحكومة، بحيث يكون غانتس الأول، ثم يخلفه لبيد بعد سنتين ونصف حال فوز حزبيهما في الانتخابات.