"فورين بوليسي" تسلط الضوء على حياة أميرات الخليج السرية

سلطت مجلة "فورين بوليسي"، الضوء على المشكلات التي تعاني منها العديد من الفتيات، في دول الخليج، وخاصة الأميرات في الأسر الحاكمة.

وقالت المجلة: "إنهن يعاملن بطريقة بعيدة عن الواقع الذي يعايشنه في قصورهن".

واستعرضت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، قصص عدد من الأميرات، اللواتي تظهر عائلاتهن الحاكمة أمام العالم الخارجي على أنها ليبرالية، لكنها في الوقت ذاته تمارس العنف المنزلي، داخل القصور.

وأشارت إلى حادثة هروب الأمير لطيفة، ابنة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، والتي جند والدها فريقا مسلحا، من أجل القبض عليها في عرض البحر قبل أعوام، واختفت عقبها إلى أن ظهرت أخيرا، مع مسؤولة أممية سابقة.

إقرأ أيضا: الإمارات تنشر صور "الشيخة لطيفة" لأول مرة منذ هروبها (شاهد)

وشددت على أن معظم النساء في دول عربية محرومات اجتماعيا، وتفرض عليهن الأسر بشكل عام قيودا مشددة، اعتمادا على خلفيات قبلية، تضع قيودا أمام الزواج، وقدر الحرية المسموح التمتع به خارج المنزل، فضلا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو السفر أو إمكانية العمل.

وقالت المجلة إن نظام الوصاية، في المملكة العربية السعودية: "يسمح للقريب الذكر (أب، أخ) في العديد من الحالات، بسلطة كاملة لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد المرأة، من الولادة وحتى وفاتها".

ولفتت إلى أن هذه المعاملة تمتد حتى المؤسسات العامة خارج المنزل، مستشهدة بما قامت به جامعة الإمارات الحكومية، من منع الطالبات من حمل هواتف تحتوي على كاميرا، فضلا عن إحاطة أسوارها بأسلاك شائكة، وفرض حراسة على البوابات، وعزل الجامعة بالكامل.

وعلاوة على ذلك، ذكرت المجلة أن الطالبات يمنعن من مغادرة الحرم الجامعي مع شخص آخر، إلا إذا وافق أولياء أمورهن، وفور مغادرتهن يتم إخطارهم برسالة.

وأضافت أن "نساء العالم العربي سواء كن أعضاء في العائلات المالكة، أو جزءا من عائلات لها ارتباطات سياسية، يتمتعن بأسوأ طرق المعاملة"، وتابعت: "لطيفة هي ابنة أحد الحكام العرب الأكثر انفتاحا في الخليج العربي، لكن على الطرف الآخر ينظر إلى زوجته الأميرة هيا وبناتها دون حجاب على الرأس، حتى أنه تحدث سابقا ضد العنف الأسري، لكن معاملته لبناته، تختلف مع تلك الصورة العالمية".

ورأت المجلة أن الفتيات العربيات يلجأن للتحايل من أجل التخلص من هذه القيود، عبر "استخدام أسماء مزيفة على الإنترنت، وارتداء غطاء للوجه لمنع التعرف عليهن في الأماكن العامة، وإخفاء الهواتف المحمولة عن عائلاتهن، وأكثر من ذلك تلجأ بعضهن لوضع خطة مفصلة، للتسلل خارج المنزل، وفي حال تورطت إحداهن مع رجل، تتعرض لعقوبة خطيرة، تتضمن الجلد أو السجن أو ربما القتل بداعي الشرف".

ولفتت إلى قصة بنات الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، من زوجته الأردنية عنود الفايز، واللواتي فرض عليهن الإقامة الجبرية في أحد قصوره.

إقرأ أيضا: البرلمان الأوروبي يستنكر نظام وصاية الذكور على السعوديات

ونقلت المجلة عن الناشط الحقوقي السعودي المعارض يحيى عسيري، قوله: إنه "تواصل مع 4 من بنات الملك عبد الله، منذ العام 2013، واللواتي كن مهتمات بالهروب من بلدهن".

وأشارت المجلة إلى أن بنات الملك تم فصلهن عن بعضهن في قصرين، وبقيت الاتصالات إلى أن صعد الملك سلمان على العرش، لتنقطع بعد ذلك مع الفتيات والأم المقيمة في بريطانيا، والتي كانت تسعى لتسهيل فرارهن.

وقال عسيري: "إن رسالته الأخيرة إلى عنود الفايز، والدة الفتيات، تساءلت عن قدرتها على حل المسألة، أو ماذا كانت تعرضت للتهديد، لكنها لم تجب".

أوضح عسيري للمجلة أنه يتلقى اتصالات من أميرات أخريات في العائلة المالكة، لطلب المساعدة من أجل مغادرة البلاد، لكن التحدي الأبرز يتمثل في عدم استيلاء الحراس على جواز السفر، "لأنه لا يوجد الكثير بالإمكان فعله، في حال عدم وجود الجواز" بحسب المجلة.