هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعهد بابا الفاتيكان بأن يتمخض مؤتمر افتتحه اليوم الخميس عن إجراءات ملموسة لمواجهة استغلال القساوسة الأطفال جنسيا، وذلك ردا على شكوك أبداها ضحايا قالوا إن المؤتمر أشبه بحملة علاقات عامة.
ويجتمع البابا فرنسيس، بزعماء كاثوليك من أنحاء العالم، في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، للتصدي لفضيحة هزت مصداقية الكنيسة في الولايات المتحدة، حيث دُفعت تسويات بمليارات الدولارات، وأيرلندا وتشيلي وأستراليا وأماكن أخرى في العقود الثلاثة الماضية.
وقال فرنسيس للأساقفة ورؤساء الطوائف الدينية: "أردت أن أتواصل معكم لأن علينا التصدي لآفة الاستغلال الجنسي التي ارتكبها رجال الكنيسة ضد القصر... استمعوا لبكاء الصغار الذين يطلبون العدالة".
اقرا أيضا : الفضائح الجنسية أمام اجتماع البابا بكنائس العالم
وأضاف أن الضحايا يتوقعون "إجراءات ملموسة وفعالة" وليس مجرد إدانة.
وشاهد البابا وقرابة 200 مشارك في قاعة بالفاتيكان، تسجيلا مصورا لخمس ضحايا، رووا قصصا مؤلمة، للانتهاكات والتستر عليها. وعبر الضحايا عن رغبتهم في أن يظلوا مجهولي الهوية.
وقالت امرأة: "أقام قس علاقات جنسية معي منذ أن كان عمري 15 عاما. استمر ذلك 13 سنة. حملت ثلاث مرات وأجبرني على الإجهاض ثلاث مرات لمجرد أنه لا يريد استخدام الواقي الذكري أو أن أستخدم وسائل منع الحمل".
وكشف تقرير لهيئة محلفين كبرى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن قساوسة استغلوا جنسيا، نحو ألف شخص على مدار سبعة عقود في الولايات المتحدة وحدها.
ويقول الأب الألماني هانز تسولنر عالم النفس الذي يجوب الكرة الارضية لتثقيف الأساقفة، وأحد منظمي لقاء البابا إن "الشخص الذي يلتقي بضحية في إحدى المرات، ويسمع صراخه طلبا للمساعدة، ويرى دموعه وجروحه النفسية والجسدية، لا يمكن أن يبقى كما كان من قبل".
ويتذكر أن "الكنيسة الكاثوليكية واجهت هذه المشكلة منذ 35 عاما"، مشيرا إلى تدابير وقائية وضعتها الأسقفيات في كندا والولايات المتحدة وإيرلندا والمملكة المتحدة وألمانيا أو حتى في أستراليا.
وأضاف أن هذه "التدابير أعطت نتائجها في كل هذه البلدان، فعدد الادعاءات الجديدة بالتعديات الجنسية الموجهة إلى كهنة باتت محدودا للغاية".
لكن الأب اليسوعي لا يؤمن بعصا سحرية تؤدي إلى زوال المشكلة عبر قوانين جديدة. وشدد على القول: "يجب على الأساقفة أن يصلوا إلى تغيير في السلوك".