هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ويأتي
حديث موسى بالتزامن مع تقارير صحفية نقلت عن أمنيين مصريين أن السيسي صدّق على أحكام
إعدام نحو 65 شابا مصريا صدر بحقهم أحكام نهائية، ما يعني تنفيذ الحكم فيهم خلال أسبوعين
من التصديق عليها حسب قانون الإجراءات الجنائية.
وبينما
تم تنفيذ الإعدام بـ15 منهم، ينتظر 50 شابا تنفيذ العقوبة ذاتها بعد ما صدرت في حقهم
أحكام نهائية بالإعدام.
كما
نشرت زوجة المعتقل ياسر الأباصيري المحكوم بالإعدام تدوينة عبر صفحتها بـ"فيسبوك"،
ليلة الجمعة قائلة: "أنباء عن تنفيذ إعدامات ثانية".
وكتبت
بتدوينة ثانية، أن رسالة وصلت إليها من زوجها يطالب فيها محاميه بعدم إرسال طلبات التماس
أو تلغرافات لوقف تنفيذ الإعدام من أي جهة تابعة لسلطات الانقلاب، مشيرة إلى أن زوجها
يطلب الشهادة فقط.
ومنذ
الانقلاب العسكري منتصف 2013، أصدر القضاء المصري نحو 2532 حكما بالإعدام هي الأكثر
بتاريخ البلاد، نفذ منها 42 حالة حتى الأربعاء الماضي بقضايا يشوبها العوار ووصفها
حقوقيون بـ"المسيسة"، وحرم فيها المتهمون من حقوقهم في التقاضي بشكل عادل، وأخذت منهم اعترافات تحت التعذيب وتعرضوا قبلها للإخفاء القسري.
ووصفت
الأمم المتحدة المحاكمات في مصر بغير العادلة، وقالت الخميس، إن اعترافات المتهمين انتزعت
تحت وطأة التعذيب، فيما دعا روبرت كولفيل، المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان ومقره جنيف،
مصر إلى إيقاف كل الإعدامات وإجراء تحقيق مستقل حول مزاعم تعذيب.
ورغم
هذه الإدانة الدولية وغيرها من "البرلمان الأوروبي" ومنظمة "العفو الدولية"
و"هيومان رايتس ووتش" وغيرها من المنظمات الحقوقية، إلا أن السيسي زعم في
رده عقب إعدام 9 شبان الأربعاء، أن "أحدا لا يستطيع التدخل بعمل القضاء واستقلاله"،
وأنه يدعم "الهيئات القضائية باعتبار أن سيادة القانون أساس الحكم".
"مستمر
لهذه الأسباب"
وحول
احتمالات أن يؤجل السيسي أحكام الإعدام بعد الضجة التي أحدثتها الحملة الأخيرة، لا
يعتقد مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول، الدكتور ممدوح المنير،
أن السيسي سيوقف أحكام الإعدام.
الأكاديمي
المصري، قال لـ"عربي21"، إن "السيسي معه ضوء أخضر أمريكي برعاية إسرائيلية
بإنهاء ملف الإخوان، الذين اعتبرتهم إسرائيل تهديدا وجوديا لها بوصولهم إلى الحكم ودعمهم
للمقاومة".
وأضاف
الباحث السياسي: "في السياق ذاته، لكي ينهي ملف الإخوان لابد أن يصل بالإعدامات
لمرحلة التعود حتى يصل إلى غايته الكبرى، وهي القيادات المعتقلة حاليا وهو يمهد المعارضة
والشعب لذلك".
وأكد
المنير، أن السبب الثالث هو أن "السيسي يستخدم الإعدامات لإحداث حالة من الفزع
والهلع لكل من تسول له نفسه معارضة التعديلات الدستورية، وهو هنا يحاول أن يبدو في صورة
الرجل القوي الذي لا يعبأ بأحد".
"الأمل في هذا
الأمر"
وفي
تعليقه، أكد الباحث المهتم بحقوق الإنسان عزت النمر، أن "كل التقدير لحملات السوشيال
ميديا ولعلها من الأبواب الحميدة لإظهار الحماسة والغيرة والتعاطف مع الضحايا واحترام
الدم، وهي على كل حال أفضل من تفريغ الغضب بجلد الذات والسباب".
الباحث
السياسي، قال لـ"عربي21" إن "من ينتظر لهذه الحملات مهما بلغت أن تؤثر
بقرار السيسي فهو واهم أو ساذج، ستظل قرارات الإعدام ويستمر نزيف الدم طالما لا يجد
السيسي إلا معارضة هزيلة منقسمة، لا تتناسب مع قسوة الواقع ودمويته".
وأضاف
النمر: "في الوقت ذاته يتوفر للسيسي دعم إقليمي ودولي، وهذا الدعم يؤيد الاستبداد
ويمنح الانقلاب إشارات خضراء للقتل والقهر، وتكتفي المؤسسات الدولية باعتراضات خجولة
لا توحي بالرفض الجاد".
وجزم
بأن "الأمل لا يكون إلا بوقفة حازمة تردع هذا النظام وتخيف مفرداته وآلة القتل
فيه في القضاء والداخلية، أو تجمع ثوري حقيقي يهدد السيسي ونظامه وينفخ روح الغضب والثورة
بالقوى الحية للشعب"، مؤكدا أنه "ما سوى ذلك فالجميع يمثل سببا وغطاء لحالة
القهر التي نعيشها جميعا".
"نجح بفضل تشرذمنا"
من جانبه
أكد المحامي والبرلماني عاطف عواد، أن "السيسي مستمر في سياساته القمعية ويكسب
أرضا كل يوم طالما لا توجد معارضة موحدة بمواجهته"، مضيفا لـ"عربي21"،
"للأسف لم ينجح الانقلاب بفضل سياساته، بل نجح بفضل تشرذمنا".
اقرأ أيضا: قلق أممي بشأن إعدام 15 معتقلا سياسيا في مصر