هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عقد مفاوضون أمريكيون وصينيون محادثات امتدت لأكثر من سبع ساعات، السبت، لحل الخلافات التجارية بين البلدين وتفادي حدوث تصعيد في تبادل فرض التعريفات الجمركية والذي أدى بالفعل إلى اضطراب التجارة العالمية وإبطاء الاقتصاد العالمي وتوتر الأسواق المالية.
وسيلتقي الجانبان من جديد صباح، الأحد، مع سعيهما للتوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية ما لم يتم التوصل لاتفاق بحلول أول آذار/مارس.
وكان السبت، خامس يوم على التوالي من المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم. وتم تمديد المحادثات حتى مطلع الأسبوع، بعد أن أعلن الجانبان تحقيق تقدم في تضييق شقة الخلافات بينهما.
ومن المقرر أن يغادر الوفد الصيني عائدا إلى بكين، يوم الاثنين، وذلك حسبما قال شخص مطلع على خط سير الوفد.
وهذه رابع جولة من المفاوضات منذ أن اتفقت واشنطن وبكين على هدنة في حربهما التجارية، كما أن ترامب انتهج سياسة "أمريكا أولا" التي تهدف إلى إعادة توازن التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.
وقال ترامب، الجمعة، إن هناك "فرصة جيدة للغاية" لإبرام اتفاق وإنه عازم على تمديد موعد نهائي لفرض رسوم جمركية يحل في الأول من مارس آذار والالتقاء قريبا بالرئيس الصيني شي جين بينغ.
وسيكون معنى تمديد الموعد النهائي تعليق زيادة مقررة في الرسوم الجمركية على واردات أمريكية من الصين بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 بالمئة من عشرة بالمئة حاليا.
وسيحول هذا دون احتدام الحرب التجارية التي عطلت بالفعل تجارة سلع بمئات المليارات من الدولارات وتسببت في تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وأضرت بالأسواق.
وقال ترامب ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، إن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن قضايا تعلق بالعملات، لكنهما لم يتطرقا إلى تفاصيل. ويقول مسؤولون أمريكيون منذ فترة طويلة إن اليوان الصيني دون قيمته الحقيقية، وإن هذا يعطي ميزة تجارية للصين ويعوض جزءا من الرسوم الجمركية الأمريكية.
وتعهدت الصين بشراء كميات إضافية من فول الصويا الأمريكي قدرها عشرة ملايين طن متري.
وكانت "رويترز" ذكرت حصريا، الأربعاء، أن الجانبين يعدان مذكرات تفاهم بشأن السرقة الإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية والخدمات والزراعة والتجارة بدون رسوم جمركية، بما في ذلك الدعم.
وقال ترامب، الجمعة، إن مذكرات التفاهم تلك لا تعجبه لأنها قصيرة الأجل، وإنه يريد اتفاقا طويل الأجل.
وقال مصدر مطلع على المباحثات إن الجانبين ضيّقا هوة الخلافات بينهما بشأن حقوق الملكية الفكرية، والوصول إلى الأسواق، وتقليص عجز تجاري أمريكي مع الصين يبلغ نحو 400 مليار دولار. لكن ما زالت هناك خلافات أكبر بشأن فرص معاملة الصين للشركات المملوكة للدولة والدعم ونقل التكنولوجيا القسري والسرقة الإلكترونية.
ولا يوجد اتفاق على آلية التطبيق أيضا. فالولايات المتحدة تريد آلية قوية لضمان تنفيذ تعهدات صينية بالإصلاح، بينما تصر بكين على ما تسميها "عملية عادلة وموضوعية".
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ليتحدث بصراحة عن الموضوع إن "التطبيق أحجية صعبة... أنت بحاجة إلى محكمين موضوعيين لاتخاذ قرار".
وقال ترامب إن القرارات الأكبر من الممكن اتخاذها عندما يلتقي بالرئيس الصيني، وربما يكون ذلك في فلوريدا الشهر المقبل، وإن تلك القرارات قد تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة لتشمل شركتي التكنولوجيا الصينيتين "هواوي وزد.تي.إي كورب".