هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفرجت قوات الاحتلال مساء الأحد، عن رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائبه الشيخ ناجح بكيرات، بعد اعتقاله، الذي أثار ضجة فلسطينية وأردنية.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن شرطة الاحتلال سلمت سلهب، ونائبه ناجح بكيرات قرارات إبعاد إدارية عن المسجد الأقصى المبارك لسبعة أيام.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر الأحد، الشيخين سلهب وبكيرات من منزليهما في القدس المحتلة، وتمكن محامي الهيئة من زيارتهما لاحقا في مركز الاعتقال والتحقيق المعروف باسم "المسكوبية" غرب المدينة المقدسة.
واستهجنت قيادات فلسطينية بارزة، ما قام به الاحتلال الإسرائيلي ضد رئيس أوقاف القدسونائبه، وهو ما اعتبر مساسا بدور المملكة الأردنية الهاشمية، صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية بالمدينة المقدسة.
وأكد مكتب وزير الأوقاف والشؤون والمقدس الإسلامية، عبد الناصر أبو بصل، أن ما قام به الاحتلال هو "تصعيد خطير وغير مقبول على الاطلاق، ومساس بالدور الأردني في رعاية المقدسات في القدس".
واعتبر الوزير في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "هذا التصعيد الخطير يأتي ضمن سياسية قوات الاحتلال للضغط على العاملين في أوقاف القدس، واضعاف الدور الذي يقومون به في حماس الأقصى"، مشددا على حق المسلمين وحدهم في المسجد الأقصى".
وطالب الوزير المسلمين بـ"دعم الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى التي يقوم بها الأردن، وإسنادها للتصدي لمثل هذه المحاولات من الاحتلال".
وفي تعليقه على اعتقال قوات الاحتلال فجر اليوم، للشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس من منزله في صور باهر، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، الشيخ يوسف ادعيس، أن "ما قام به الاحتلال هو أمر مرفوض، ويعبر عن التخبط في تصرفاته، عقب فشله في قمع الجماهير الفلسطينية التي هبت لفتح باب الرحمة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الاعتقالات تعسفية، وجائرة، وتخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية، وخاصة أن الشيخ سلهب هو رئيس مجلس الأوقاف بالقدس".
وشدد ادعيس، على أن "صاحبة الولاية والوصاية في المسجد الأقصى المبارك هي دائرة الأوقاف الأردنية، وبالتالي لا يحق للاحتلال أن يتخذ أي من الإجراءات، لأن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي خالص، ونحن أصحاب الحق فيه".
وحول ما يمثله اعتقال سلطات الاحتلال للشيخ سلهب من اعتداء صارخ على المملكة الأردنية الهاشمية، قال: "الاحتلال لا يراعي أي اتفاقية ولا يحترم أي قرار، والاحتلال لم يحترم الوصاية الأردنية، كما لا يحترم مشاعر المسلمين أينما كانوا".
اقرأ أيضا: استنكار برلماني وحكومي أردني لاعتقال الاحتلال قيادات مقدسية
وأضاف: "عندما يقوم الاحتلال باعتقال رمزية دينية، هو يريد أن يؤجج المنطقة ويدخلها بكل تأكيد في حرب دينية"، مؤكدا أنه "مهما وضع الاحتلال من عراقيل ومعيقات وأصدر قرارات جائرة، فكل هذا لن يثنيا عن حماية مسجدنا الأقصى المبارك".
وطالب وزير الأوقاف بـ"شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط والصلاة فيه من أجل التأكيد على إسلاميته وعروبة مدينة القدس"، مشيدا بالشيخ سلهب وبمواقفه "المدافعة عن المقدسات".
أما الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فقد أوضح أن "مداهمة ليلية لقوات الاحتلال لمنزل شيخ فاضل في موقعه ومقامه واعتقاله، يؤكد أن الاحتلال لا يعرف معاني الإنسانية ولا القيم ولا الذوق ولا الأخلاق، كما يؤكد على غباء الاحتلال الذي أراد أن يوصل رسالة من اعتقاله للشيخ".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما قام به الاحتلال يشي بأننا أمام تصعيد نوعي، لأنه لم يستهدف شخص الشيخ عبد العظيم سلهب، ولكنه استهدف سلهب القامة الإسلامية والشخصية الاعتبارية التي بيدها فتحت أبواب مصلي باب الرحمة يوم الجمعة الأخير".
ونوه الخطيب إلى أن "سلطات الاحتلال أرادت أن تقيد اليد التي حملت مفتاح باب الرحمة، كما أراد الاحتلال أن يعتقل الإرادة التي عزمت أن تقول لا للاحتلال، لن نستمر في القبول بواقع احتلالكم وإغلاق جزء من أجزاء المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف: "وهذا يطرح السؤال؛ ماذا عسى أن تفعل الأردن وهي المسؤولة المباشرة عن المسجد الأقصى وعن الشيخ سلهب أحد موظفيها الكبار في دائرة الأوقاف بالقدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية؟".
وذكر نائب رئيس الحركة الإسلامية، أن "الأردن قامت بتوسيع مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس، ليصبح 18 عضوا بدلا من 11، وهؤلاء الأعضاء هم أول من زار باب الرحمة وصلى فيه، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون من غير موافقة الأردن".
اقرأ أيضا: الاحتلال يصعد بالأقصى ويعتقل قيادات مقدسية.. حماس تعلق
واعتبر أن "قيام سلطات الاحتلال باعتقال رئيس وأعضاء من مجلس الأوقاف الذي يرأسه الشيخ سلهب، والذي تشكل بقرار سيادي ورسمي أردني، يعني أن الصفعة ليست موجهة لشخص الشيخ عبد العظيم؛ وإنما للمملكة الأردنية الهاشمية صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى المبارك".
وللمرة الأولى منذ 16 عاما، نجح آلاف المصلين الجمعة الماضي من الدخول إلى مصلى باب الرحمة المغلق من قبل الاحتلال منذ عام 2003 والصلاة فيه، حيث تسعى دائرة الأوقاف إلى ترميمه وتفعليه من جديد.