خبير إسرائيلي: جبهة غزة لا تتجه للهدوء والتوتر يتصاعد

قدر خبير إسرائيلي بارز، أن الوضع مع قطاع غزة لا يتجه نحو التهدئة، في ظل التوتر المتصاعد على الحدود والمخاوف من تدهور الوضع ما قد يؤدي لمواجهة شاملة.

وأكد أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال له نشر بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن خطاب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونخ الأسبوع الماضي، والذي حذر فيه من أن "خطر الحرب مع إسرائيل كبير وملموس أكثر من أي وقت مضى، هي أقوال خطيرة، حتى عندما تأتي من موقف ضعف أو  أزمة".

ورأى أن "تحذيرات وتهديدات ظريف تأتي على خلفية الأزمة الاقتصادية العميقة التي علقت فيها طهران، وهي جزء من محاولة إيران تعميق الشرخ الذي يتسع بين أوروبا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنسبة لسياسة الأسرة الدولية تجاه إيران".

ونوه إلى أن "أوروبا تؤمن كما هو معروف بالمصالحة، أما أمريكا فتروج لتشديد الضغط، الاقتصادي فقط حاليا، على طهران"، لافتا أن "ظريف مثل سيده روحاني، لا يوجدان في الدائرة السرية لكل ما يتعلق بمسائل الأمن، فهذه الأمور تبحث وتحسم لدى الزعيم الأعلى، علي خامنئي، وإلى جانبه قادة الحرس الثوري".

وذكر أن "الضغط الذي تقوده واشنطن على طهران، يفعل فعله، ففي سوريا بالذات تتراجع إيران بشكل مؤقت إلى الوراء، لكنهم لم يتنازلوا عن هدفهم الاستراتيجي في تثبيت مواقعهم وتحويل سوريا لقاعدة متقدمة حيال إسرائيل".

وأما في "لبنان فحزب الله الزبون الإيراني المحلي، ليس في أفضل حالته؛ فالضائقة الاقتصادية تأكل من الدعم المخصص له حتى في أوساط أبناء الطائفة الشيعية"، وفق زيسر الذي أكد أن "إيران وحزب الله ليسا معنيين بحرب أخرى تجلب عليهم الدمار والخراب مثلما كان في جولة العنف السابقة".

وقدر أن "الساحة الوحيدة التي يوجد فيها خوف من اشتعال العنف بل والمواجهة، هي حدود غزة"، منوها أن تقديرات الجيش الإسرائيلي التي نشرت في الأسبوع الماضي، توضح أن "حماس كفيلة بأن تشعل النار على طول الحدود بل ووراءها، في محاولة لتحسين الوضع وربما حتى لحمل الساحة الدولية على إجبار إسرائيل على الموافقة على نقل مساعدة مالية وغيرها إلى القطاع".

وأضاف: "استئناف المواجهات على طول الحدود وتنقيط الصواريخ من غزة نحو إسرائيل شاهدان على ذلك"، منوها أن "التفاهمات التي تحققت على أساس نقل المال القطري لغزة، انهارت ولم تؤد إلى الهدوء والتهدئة، وتبين أن دفع الخاوة وان كان يمكنه أن يشتري الهدوء المؤقت فإنه يثير الشهية لمزيد من المال دوما".

اقرأ أيضا: تدريب إسرائيلي مفاجئ لمحاكاة حرب غزة وتحذيرات من اندلاعها

وأشار إلى أن "لحماس أسبابا وجيهة لإشعال النار، حتى وان كانت بلهيب منخفض، فهي تسعى لتحسين الوضع، وإيران والجهاد الإسلامي إلى جانبها أيضا"، موضحا أن "حماس من جهة تحاول الوصول إلى تفاهمات مع إسرائيل ومن جهة أخرى إشعال النار على طول الحدود".

وفي ظل هذا الواقع، رجح زيسر أن الأمور مع غزة "لا تسير نحو التهدئة على حدود القطاع، والأشهر القادمة، التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية وبعدها أيضا، ستبقى في ظل التوتر المتصاعد".