هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ديفيد بوكعي الباحث العسكري الإسرائيلي إن
"ما يطرحه الجنرالات الإسرائيليون اليوم في حملاتهم الانتخابية سيؤدي
بإسرائيل إلى فشل سياسي ذريع، لأن هؤلاء الجنرالات وقعوا في إخفاقات عسكرية كبيرة،
وأي محاولة لإنجاحهم في الانتخابات القادمة سيعني أننا سنكون أمام اتفاق أوسلو2 مع
الفلسطينيين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن
"السيرة الذاتية لجميع الجنرالات الإسرائيليين الذين أداروا الدولة بعد
انتهاء مهامهم العسكرية تشير أنهم كانوا مندفعين ومتسرعين، وتسببوا بكوارث للدولة،
ونشروا الفوضى السياسية العارمة، وقد تجلى ذلك في أوضح صوره مع أريئيل شارون حين
نفذ خطة الانسحاب من قطاع غزة في 2005، وشكل ذلك خيانة لمعسكر اليمين".
وأوضح أن "الخطورة التي تحيط بجنرالات
اليوم أنهم قد يقدمون على خطوات تاريخية بسهولة، فرجال الجيش يريدون تحقيق
إنجازات، وإظهار أنهم يستطيعون القيام بالمهمة جيدا، تذكروا معي إيهود باراك الذي
انسحب من جنوب لبنان في 2000، وأوقع إسرائيل في أحد أخطر الكوارث الكبرى أمام حزب
الله، لأنه ببساطة قرر شخصيا ان يخرج من هناك، وتم له ما أراد، وتكرر ذلك مع إسحاق
رابين في اتفاق أوسلو 1993".
وأشار إلى أن "كل هذه التجارب قد تشجع
الجنرالات الجدد إلى تنفيذ انفصال أحادي الجانب مع الفلسطينيين، على اعتبار أنه
سيكون في مصلحة الإسرائيليين، لكنها ستكون خطوة مجنونة، لأن الانسحاب من لبنان عمل
على تحويل غزة إلى ساحة لبنانية، والانسحاب من غزة حول الضفة إلى ساحة غزاوية، وفي
وقت لاحق ستصل الكارثة الى حدود إسرائيل داخل أراضي 1967".
إقرأ أيضا: ما فرص تقدم "غانتس" على "نتنياهو" في انتخابات الكنيست؟
وأوضح أن "الجنرال بيني غانتس زعيم حزب
حصانة إسرائيل، خاض أكثر حروب إسرائيل فشلا، وقد استمرت خمسين يوما وانتهت بسبعين
قتيلا إسرائيليا، هو رجل فاشل يجب ان تشكل لجنة تحقيق معه، كي نعرف كيف أصبح رئيس
أركان للجيش".
وأضاف أن "غابي أشكنازي القائد الأسبق
للجيش معروف أن له صلات بعدة قضايا خاصة يسكت عنها الإعلام الإسرائيلي، حتى أن
موشيه يعلون يعتبر وزير حرب فاشل، صحيح أنه نشر كتابا جيدا حول السياسة
الإسرائيلية، لكني لم أر تطبيق هذا الكتاب حين كان وزيرا للحرب، أو حين أشرف على
حروب غزة الأخيرة".
وختم بالقول أن "كل جنرالات الجيش الذين
وصلوا عالم السياسة كانوا فاشلين، ففي الجيش هناك قرارات وتعليمات، أما في السياسة
فمفاوضات ومباحثات، ورجال الجيش لا يفهمون أن السياسة نوع من النشاط
المشترك".
حاييم مسغاف المحامي والأكاديمي، قال إن
"وجود ثلاثة جنرالات في قائمة انتخابية واحدة أمر مخيف، ولا تبشر بأخبار
جيدة، في إسرائيل كلما زاد عدد الجنرالات الذين يدخلون الحلبة السياسية والحزبية
أمر يعود للقلق، وفي كل المرات التي تولى فيها الجنرالات للعمل السياسي تسببوا
لإسرائيل بكوارث سياسية وأمنية، لأن لديهم أفكارا سيئة يريدون تحقيقها، وفي كل مرة
نصاب بخيبات الأمل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن
"أنهار الدماء التي سفكت في شوارع إسرائيل بسبب هؤلاء الجنرالات عقب دعاوى
السلام الفاشلة مع الفلسطينيين، رأينا ذلك لدى رابين ثم باراك، وأخيرا مع شارون،
في كل مرة ننسى الإخفاق الأول، ونعود إلى ذات الفشل والأفكار الخاطئة".
وأوضح مسغاف عضو مجلس أمناء جامعة أريئيل في
الضفة الغربية، أن "الجنرالات الإسرائيليين يبثون في أوساط الجمهور
الإسرائيلي أنهم يفهمون أكثر من سواهم، مع أن الجنرالات ليس لديهم أي نقطة تفوق
على السياسيين المدنيين، لأن إسرائيل في مرتين فجرت مفاعلات نووية للدول المعادية
في العراق وسوريا كان رئيسا الحكومة فيها مدنيان: مناحيم بيغن وإيهود أولمرت، كما
عرفت إسرائيل وزراء حرب قادمين من المؤسسة المدنية، قدموا أداء إيجابياً".