هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من التوتر الشديد بسجن النقب الصحراوي جنوب فلسطين المحتلة، عقب عمليات قمع وتنكيل تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى المتواجدين فيه، مصحوبة بإجراءات جديدة من شأنها التضييق على الأسرى وزيادة الضغوطات عليهم.
وعمدت سلطات الاحتلال قبل أيام إلى تركيب أجهزة تشويش متطورة داخل أقسام في سجن النقب، بهدف منع التقاط إشارة أجهزة الهواتف الخلوية المهربة للأسرى حسب زعمها. ولم تكتف السلطات بذلك، بل عطلت أجهزة الراديو والتلفزيون التي كانت قد أدخلت لأقسام السجن ضمن انجازات لإضرابات سابقة.
وتنوي مصلحة السجون تجربة منظومة التشويش في سجن النقب، حيث تستمر فترة الاختبار ثلاثة أشهر، على أن يتم تركيب المنظومة الأمنية في مختلف السجون مطلع عام 2021، فيما تقول جهات معنية بالأسرى، إن هذه الأجهزة تؤثر على صحة الأسرى، وتنذر بانتشار أمراض خطيرة بينهم. بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي رد فعلها على خطورة ما يجريه الاحتلال في أقسام السجن؛ حذرت الحركة الأسيرة الثلاثاء، من صدام وشيك بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون قد تفضي إلى تحول السجن إلى ساحة مواجهة ومعركة حقيقية.
وقالت الحركة الأسيرة في بيان صحفيوصل "عربي21" نسخة منه، إن "الأسرى ذاهبون حتى النهاية في مواجهة أجهزة التشويش التي ينوي الاحتلال تركيبها بالسجون"، مشددة على أن تهديد الاحتلال بالضرب بيد من حديد "لا يخيفنا".
وأضاف البيان أن "يد الاحتلال الحديدية ستقابلها نفوس وهمم بعزم الجبال وصلابة الفولاذ، وإن الطرق عليه سيزيده متانة وقوة ومنعة وسيرى العدو من ثباتنا أن تهديده لا يخيفنا ولا يثنينا عن رفضنا لجبروته"، متوقعا أن "يفتعل الاحتلال أحداثا يبرر بها لنفسه فيما بعد ليقتل الأسرى داخل الأقسام والغرف".
وطالبت الحركة الأسيرة فصائل المقاومة وأذرعها الفاعلة بالخروج بكلمة فصل في هذه المواجهة، مؤكدة أن "الفلسطينيين يمرون في لحظات حرجة من تاريخ الحركة الأسيرة لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنوات"، مبينة أن "الأسرى يتعرضون لهجمة كبيرة منظمة وممنهجة من قبل الاحتلال، وكان آخر فصولها تركيب أجهزة تشويش خطيرة ومسرطنة وتمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز وتسبب الصداع للأسرى".
ودعما لأسرى النقب، أطلق نشطاء حملة (#أسرى_النقب_ليسوا_وحدهم) دعما لأسرى في مواجهة إجراءات غدارة مصلحة سجون الاحتلال.
مرهق حد القهر عجزنا وضعفنا وقلة حيلتنا في زمن تغيرت فيه البوصلة وهمشت فيه قضايانا الاساسية و اهملنا فيه أبطالنا الحقيقين الذين لم ندري عنهم إلا عند خروجهم من فم الموت (السجون) إلى القبور.#أسرى_النقب_ليسوا_وحدهم#أسرى_النقب_لوحدهم
— Shireen Nafe (@shireenmustafa) February 26, 2019
للخطر.#أسرى_النقب_ليسوا_وحدهم#أسرانا_الأردنيين_الثمانية_في_النقب_ليسوا_وحدهم pic.twitter.com/KmSKpANFnV
— فادي فرح (@fadifarah4444) February 26, 2019
كن لهم عونًا وغياثًا يا الله ????
أقل القليل الذي نستطيع تقديمه لأسرانا هو الدعاء..
لا تنسوهم من دعائكم وانصروهم به ?? #أسرى_النقب_ليسوا_وحدهم
— شبكة أنين القيد (@AneenNetwork) February 26, 2019
#قروب_رواد_الاقصى#أسرى_النقب_ليسوا_وحدهم
تمارس السلطات الإسرائيلية العديد من وسائل التعذيب والضغط الجسدي والنفسي، وفيما يلي جزء من هذه الوسائل:
- تغطية الوجه والرأس: حيث يتعرض المعتقل لتغطية وجهه بكيس قذر؛ مما يؤدي إلى تشويش الذهن وإعاقة التنفس.
— Rahma (@AUCVFu7kx9QYDOt) February 26, 2019
اقرأ أيضا: الحركة الأسيرة تحذر من تفجر الأوضاع مع الاحتلال بسجن النقب
وأوضاف في حديث لـ"عربي21"، : "تعمد الإدارة إلى إبقاء الأسرى تحت المطر وفي البرد القارس يوميا خلال عمليات التفتيش داخل الأقسام، فضلا عم عمليات مصادرة وتخريب لأغراض الأسرى".
ورأى أن التصعيد ضد أسرى النقب لا ينفك عن الممارسات التي يقوم بها الاحتلال في كافة الأراضي المحتلة، خاصة اجراءاته الأخيرة التي تمثلت باقتطاع مخصصات الأسرى والشهداء من أموال الضرائب الفلسطينية.
وربط السمودي بين هذه السياسيات واقتراب الانتخابات الاسرائيلية التي يحاول فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامنين نتنياهو كسب أكبر عدد من أصوات الناخبين، خاصة اليمينيين المتطرفين الذين دأبوا على التحريض ضد الفلسطينيين. مشيرا إلى أن مصلحة السجون تستجيب لضغوطات من صانعي القرار الاسرائيلي.
وأشار إلى أن خيار الأسرى الوحيد لوقف هذه الاجراءات؛ الدخول في إضراب مفتوح ومتصاعد في كافة السجون، لانتزاع حقوقهم، مستفيدين بذلك من اضرابات سابقة تمكنوا فيها من تحقيق انجازات.
يذكر أن سلطات الاحتلال افتتحت سجن النقب الصحراوي جنوب فلسطين المحتلة عام 1988 وذلك بهدف استيعاب الأعداد الكبيرة من أسرى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة آنذاك.
ويعد سجن النقب من أكبر السجون التي أنشأها الاحتلال، ويقبع فيه حاليا حوالي 2000 أسير، يعانون من حرارة عالية في الصيف، وبرد قارس في الشتاء كونه يتوسط الصحراء، ويبعد عن أي تجمعات سكانية.