هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الإسلام العدو المفضَّل: جوانب تاريخية وسياسية واجتماعية نفسية للعنصرية ضد المسلمين
المؤلف: بيترا فيلد
الناشر: بروميديا
الطبعة الأولى: 2018
عدد الصفحات: 272
كتاب بيترا فيلد مُهم لفهم التمييز العنصري ضد المسلمين بالغرب وخصوصا بألمانيا. الكتاب يحوي خمسة عشر فصلًا مع المقدمة. وهو يُسلط الضوء على جوانب مُختلفة تتعلق بالتمييز العنصري ضد الإسلام والمسلمين في الغرب.
صورة سلبية عن الإسلام
تُشير الكاتبة في مقدمة الكتاب إلى رواج فكرة عداوة الإسلام والمسلمين في الغرب، فعلى سبيل المثال، لا يستطيع السياسيون بالغرب الحديث عن اليهود واليهودية بشكل نقدي بنفس النمط الذي يُعامل به الإسلام والمسلمون. فمن يتعرض من السياسيين بالغرب لليهود أو اليهودية بنفس الطريقة النقدية التي يُعامل بها المسلمون ستكون النتيجة اعتزاله الساحة السياسة لسنوات طويلة. أما الحديث عن الإسلام والمسلمين فلا قيود عليه.
يكرس السياسيون والصحفيون والأكاديميون بشكل واضح صورة عن الإسلام تعزز العنصرية والتمييز العنصري. يُشار إلى أن الكاتبة تستخدم مصطلح "معاداة الإسلام" بل وتعتقد أن هذا المصطلح أفضل لتوصيف المعاداة للإسلام والمسلمين من مصطلح الإسلاموفوبيا، حيث أن الأخير يُظهر الموضوع على أنه آراء موضوعية وشخصية كما أنه يقلل من حقيقة هذه المعاداة العنصرية.
الكاتبة تستخدم مصطلح "معاداة الإسلام" بل وتعتقد أن هذا المصطلح أفضل لتوصيف المعاداة للإسلام والمسلمين من مصطلح الإسلاموفوبيا
إقرأ أيضا: ظاهرة "الإسلاموفوبيا".. هل تحولت إلى عداء للإسلام؟
الفصل الرابع " الحضارة العنصرية: الغرب وقيمه" يُناقش كيفية استغلال الاستعمار الغربي العنصري لمصطلحات حديثة ليعطي انطباعًا إيجابيًا عن نفسه مثل: "مُهمة حضارية". أيضًا العنصرية الحديثة تَستخدم مصطلحات مثل حقوق الإنسان، والتسامح والاستقلال والحرية، هذه المصطلحات الغربية تُوظف من الدول الغربية لإبقاء سيطرتها وهيمنتها على الدول غير الأوروبية وفقًا للكاتبة.
الفصل التالي: "استغلال قضايا المرأة" يُركز بشكل مُعمق على استغلال قضايا المرأة من قبل الغربيين لنقد الإسلام والمسلمين، وفقا للكاتبة، بالنقاشات العنصرية ضد الإسلام والمسلمين تحتل قضايا المرأة مكانًا مركزيا بها.
الكاتبة تُصرح أنه عندما بدأ الأوروبيون بالعصور الوسطى بتأسيس هويتهم الأوروبية الخاصة بهم، فإنهم أنشأوها على نقيض الإسلام والشرق،
العقل المدبر للعنصرية ضد المسلمين
الفصل التالي المعنون بـ "صراع الحضارات" تُبين فيه الكاتبة كيف أن كتاب صموئيل هنتنغتون صراع الحضارات نقل فكرة العدو القديم روسيا والشيوعية إلى الإسلام العدو الجديد. كتاب هنتنغتون قام بشيطنة الإسلام والمسلمين بحسب الكاتبة، حيث إن أطروحة هنتنغتون العنصرية لم تضع المبادئ التوجيهية بالسياسات الغربية فحسب بل إن هنتنغتون هو العقل المدبر للعنصرية ضد المسلمين.
الفصل الثامن المعنون بـ "إنتاج العنصرية المعادية للمسلمين من خلال صناعة الثقافة والسياسة". يفحص هذا الفصل صناعة الثقافة والسياسة في الغرب وعلاقتها بتزايد العنصرية ضد المسلمين. تُوضح الكاتبة أن صناعة الثقافة بالغرب لا تعكس الواقع بل إنها تخلق واقعًا مغايرًا. فعلى سبيل المثال، الإسلام يُناقش في الإعلام الغربي ضمن مواضيع محددة مثل، الحجاب وقتل الشرف وزواج الغصب والواعظين الكارهين لألمانيا. الحديث عن الإسلام في إطار هذه القضايا الشائكة يزيد العنصرية ومعاداة الإسلام وفقا للكاتبة.
الفصل التالي "العنصرية بالمؤسسات الرسمية وغير الرسمية" يناقش العنصرية ضد المسلمين ضمن المؤسسات. الكاتبة تكشف كيفية وجود عنصرية ضد المسلمين في مؤسسات الدولة، فمثلًا الجاليات المسلمة غير مُعترف بها بالغرب على المستوى الحكومي، بينما الجاليات اليهودية معترف بها.
إقرأ أيضا: فايننشال تايمز: حظر ترامب ليس إلا بداية عداء للمسلمين بالغرب
الفصل العاشر يتعرض إلى كيفية استغلال العنصرية ضد المسلمين من قبل الحكومات الغربية للسيطرة على التماسك الاجتماعي الداخلي. فالعنصرية ضد المسلمين تساعد الحكومات الغربية لتحميل المسلمين المسؤولية لإشكالات الداخلية مثل الفقر والجرائم. فالحكومات الغربية تتهرب من مسؤولياتها الحقيقة من خلال وضع وزر الفشل على المسلمين. أيضا، العنصرية ضد المسلمين تساعد الدول الغربية على زيادة ولاء المواطنين لحكوماتهم. وبالتالي، فإنه بدلا من أن يكون المواطن بالغرب غير راض عن سياسات الليبرالية الجديدة والأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإن نظرهم يكون بدلا من ذلك على المسلمين.
في الفصل التالي "الداروينية الاجتماعية والعنصرية: وجهي الليبرالية الجديدة" توضح بيترا فيلد كيف أن الداروينية الاجتماعية والعنصرية وجهان لليبرالية الجديدة، كما وتبين كيف أن الداروينية الاجتماعية تؤسس على عدم المساواة بين الناس، حيث أن فكرة الداروينية الاجتماعية مؤسسة على "أن البقاء للأفضل".
تبين الكاتبة كيف أن الطابع الاستبدادي القديم لم يختف في الحاضر بل زاد حدة وقوة في الوقت الراهن من خلال استبداد الليبراليين الجدد.
إقرأ أيضا: هذه أبرز الأحزاب المتطرفة بالعالم يجمعها العداء للإسلام (ملف)