هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عكست الاعتقالات التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد"، في أرياف الرقة، ضد شخصيات موالية للنظام السوري، مؤشرا على تدهور العلاقات بين "قسد" والنظام السوري، وسط توقعات بزيادة عمليات الاعتقال وتوسيع رقعتها لتشمل محافظات الحسكة ودير الزور.
وكانت مصادر محلية أكدت قيام "قسد" بحملة
اعتقالات لشخصيات محلية معروفة بولائها للنظام السوري، بتهمة الترويج للمصالحات،
مشيرة إلى تساهل "قسد" في السابق مع النشاط الواضح لهذه الشخصيات
بالترويج للمصالحات مع النظام، لافتة إلى خشية "قسد" من ازدياد نشاط هذه
الشخصيات.
ومقابل ما تقوم به "قسد" صعّدت وسائل
إعلام النظام من نبرتها العدائية ضد "قسد"، مؤكدة أن إبقاء الولايات
المتحدة للمئات من جنودها لن يعرقل فرض دمشق سيطرتها على تلك المناطق، وذلك في رد
واضح من النظام على إعلان واشنطن البقاء في سوريا.
ويبدو أن الانتهاء من تواجد تنظيم الدولة شرقي الفرات،
قد زاد من حدة الخلافات بين "قسد" والنظام السوري، وأمام ذلك تباينت
آراء المراقبين حول احتمال نشوب صراع بينهما.
وفي هذا السياق، أعرب المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإخبارية، جوان رمّو،
عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة ستحمل في طياتها المزيد من التوترات بين النظام و"قسد"،
وذلك بسبب انتهاء ملف التنظيم الذي كان يؤجل ظهور هذه الخلافات، كما قال.
ولم يستبعد رمّو خلال حديثه لـ"عربي21"
نشوب صراع مسلح ما بين "قسد" والنظام الذي يبدو مدفوعا برغبته الانتهاء
من ملف المناطق الخارجة عن سيطرته.
اقرأ أيضا: ما وراء مراوحة "قسد" بين دعم واشنطن والتفاهم مع الأسد؟
من جهته، بدا الصحفي الكردي شيرزان علو، في حديث مع
"عربي21"، جازما بأن المناطق التي تسيطر عليها "قسد" ستكون
المناطق الأكثر سخونة في سوريا في الفترة القادمة، سياسيا عبر المفاوضات
والحوارات، وعسكريا في ظل التهديدات التي تطلقها أطراف عدة.
ولفت علو إلى أن "تهديدات النظام ضد قسد لم
تتوقف، إلى جانب التهديدات التركية باجتياح هذا المنطقة".
وبناء على ذلك، لم يستعبد الصحفي الكردي احتمال قيام
صراع بين النظام و"قسد"، من دون أن يستبعد كذلك التوصل إلى اتفاق سلمي
على إقامة مناطق آمنة من قبل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية.
رهن التوافقات الأمريكية-الروسية
بدوره، قال الباحث بالشأن السوري، مهند الكاطع،
لـ"عربي21"، إن "حصول صدام مباشر ما بين النظام و"قسد"
أمر مرهون بحدوث توافق أمريكي-روسي غير معلن، بهدف قطع الطريق على تركيا، وسحب
المبررات من أنقرة للتدخل في سوريا".
وأضاف الكاطع، أن "أمريكا قد تعطي الضوء الأخضر
للنظام حتى يسيطر على هذه المناطق بالقوة، ما يعني إزاحة قسد من المشهد، وهو الأمر
الذي قد يوافق رغبة الولايات المتحدة بعد تكرار سيناريو سيطرة تركيا على شمال حلب".
غير أنه بالمقابل قلل من فرص تنفيذ ذلك السيناريو،
مشيرا إلى المداولات التي تبحث في تشكيل قوة "حفظ سلام" تابعة لحلف
الناتو، الأمر الذي إن تم التوافق عليه سيكون مرضيا لتركيا، كونها ستتواجد في هذه
المناطق ضمن قوات حفظ السلام.
اقرأ أيضا: واشنطن مستمرة بدعم المقاتلين الأكراد.. وتركيا تحذر من الفراغ
وبحسب الكاطع، فإن دخول النظام لهذه المناطق غير
مطروح حتى الآن، متسائلا: "ماذا عن الموقف الروسي الرافض لنشر قوات حفظ
سلام في هذه المناطق".
وأمس الأربعاء، وجهت روسيا والنظام السوري، في بيان
مشترك، الدعوة إلى أمريكا، بشأن تواجد قواتها في سوريا، ونقلت وكالة
"نوفوستي" الروسية، أن مركز تنسيق عودة اللاجئين الروسي والسوري دعا في
البيان المشترك، الولايات المتحدة الأمريكية لسحب ما تبقى من قواتها العسكرية من
سوريا.