هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عملية عسكرية الجمعة لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من آخر جيب يسيطرون عليه واختتام أربع سنوات من الجهود الدولية في مكافحة التنظيم.
وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز، التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، سيمثل نصرا كبيرا في الحرب ضد تنظيم الدولة، فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدا أمنيا حيث يستخدم أساليب حرب العصابات، ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية تقع إلى الغرب.
وتقهقر أتباع التنظيم ومسلحوه إلى الباغوز مع تراجعه تدريجيا من المناطق التي كانت تسيطر عليها.
وتدفق آلاف المدنيين من الجيب على مدى الأسابيع القليلة الماضية، مما أجل شن الهجوم الأخير لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وقال مصطفى بالي المسؤول الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إن القوات تقدمت صوب الجيب الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش)، بعد خروج آخر دفعة من المدنيين.
وقال بالي لرويترز، إن الجيب لم يبق فيه سوى الإرهابيين، وإن المعركة لن تنتهي إلا بعد القضاء على كل المتشددين وتحرير القرية.
وأضاف أن المعركة المبدئية تشمل استخدام أسلحة ثقيلة مشيرا إلى أنهم يتوقعون "معركة شرسة".
وقالت قوات سوريا الديمقراطية من قبل، إن الكثير من المتشددين الباقين في الباغوز هم من المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا للانضمام للتنظيم، بعد أن أعلن زعيمه تأسيس دولة "خلافة" في 2014 على مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
وهذا الجيب آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين، بعد أن تمكنت عمليات عسكرية من أطراف مختلفة في الصراع من طردهم من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها.
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية الخميس، إن قواته ستعلن النصر على المتشددين بعد أسبوع. لكن ذلك تناقض مع تصريحات بعد ذلك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها، إن قوات سوريا الديمقراطية استردت 100 بالمئة من الأراضي التي كان تنظيم الدولة تسيطر عليها.
مغادرة آخر دفعة من المدنيين
قال بالي إن الدفعة الأخيرة من المدنيين خرجت من الباغوز الجمعة قبل استئناف العملية العسكرية.
وخرج عدة مئات من الأشخاص من الجيب أغلبهم من النساء والأطفال، الذين خضعوا للتفتيش وفصلوا عن الرجال الذين جرى اقتيادهم للاستجواب.
وكان من بين المدنيين الذين خرجوا أشخاص من جنسيات مختلفة منها روسيا وإندونيسيا وأذربيجان. وقالت امرأة لرويترز إن مسلحي التنظيم الذين لا يزالون في الباغوز تحصنوا ومستعدون للقتال حتى الموت.
وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم في الشهور الثلاثة الماضية، بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لطرد التنظيم المتشدد من الجيوب المتبقية تحت سيطرته.
وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل. وصرح قائد في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز الخميس، أن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق.
وقالت الأمم المتحدة الجمعة، إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لاقوا حتفهم منذ كانون الأول/ديسمبر، وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الباغوز.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية، إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا "متأنيا ومدروسا" في الباغوز.
وأعلن التحالف في وقت متأخر الخميس مقتل الفرنسي فابيو كلان في الباغوز. وكان كلان سجل بصوته إعلان المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015. ولم يذكر التحالف متى قُتل.
ويوجد نحو 2000 من القوات الأمريكية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد تنظيم الدولة.
وأعلن ترامب في كانون الأول/ ديسمبر أنه سيسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، لأن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم بالفعل وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترامب نفسه، ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة. لكن البيت الأبيض أعلن بعد ذلك بقاء نحو 400 جندي أمريكي في سوريا.
اقرأ أيضا: "قسد": عناصر "الدولة" لا يزالون تحت الحصار في الباغوز