كشفت الجامعة العبرية في "إسرائيل"، الأربعاء، عن 110 وثائق ورسائل لم يتم نشرها من قبل لألبرت آينشتاين، قبيل عيد الميلاد الـ140 الذي يصادف الأسبوع المقبل.
وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" الذي وصف آينشتاين بأنه "عالم الفيزياء اليهودي الشهير"، فقد "تم التبرع بالوثائق المكتوبة بخط اليد التي تم الكشف عنها حديثا لأرشيف الجامعة من قبل عائلة كراون غودمان، وهي عائلة جامعي تحف تقيم في الولايات المتحدة، وتشمل وثائق عمل مختلفة، وملحق لم يتم نشره من قبل لمقال أكاديمي من عام 1930 حول الجاذبية والكهرومغناطيسية، ورسالة لنجله هانس ألبرت، كتبها في عام 1935".
وقالت صحيفة "هآرتس" إن العديد من الوثائق في المجموعة المكتسبة حديثا ذات صلة بالرياضيات، وتمت كتابتها بين عامي 1944 و1948
وقال "تايمز أوف إسرائيل" إن رسالة آينشتاين لنجله "كُتبت في الوقت الذي كان يقيم فيه هانس ألبرت في مدينة زيوريخ السويسرية، مع والدته ميلفا ماريك وشقيقه إدوارد، الذي كان يعاني من مرض نفسي".
وأضاف الموقع أن الرسالة تبدأ باعتذار من ألبرت آينشتاين على عدم الرد على رسالة سابقة؛ لأنه كان عالقا "في مخالب شيطان الرياضيات بصورة لا تترك لي وقتا لكتابة شخصية على الإطلاق، لأنني أطارد أهدافا ميؤوسا منها، لدرجة تجعل من رأسي لا يصلح لأمور تتطلب تفكيرا عميقا".
وتشمل الرسالة فقرة يعتقد باحثون في الجامعة العبرية أن آينشتاين يَعُدّ فيها مؤسس التحليل النفسي، سيغموند فرويد، مخادعا.
وفسّر الباحثون ذلك، وفق الموقع الإسرائيلي، بأن نجل آينشتاين (إدوارد)، ويشار إليه باسم (تيتيل) "أعجب كثيرا" بفرويد، وربما خضع لعلاج عنده في ذلك الوقت.
وقال آينشتاين في الرسالة إنه لن يكون على استعداد لدفع تكاليف "علاج بيت المجانين الخاص بتيتيل"، معقبا بالقول: "أنا على يقين من أن ما يحدث مع الطبيب من فيينا هو عملية احتيال بسيطة، وأنا مندهش للغاية من أنه لا يوجد هناك في زيوريخ من يمنع والدتك من الانخداع بذلك وتدمير وضعها المالي أكثر فأكثر".
وفي الرسالة ذاتها، التي كُتبت قبل أربعة أعوام من اندلاع
الحرب العالمية الثانية، يتحدث آينشتاين عن خشيته من اندلاع حرب في أوروبا بسبب "قطاع الطرق الألمان".
وكتب يقول: "أعتقد أنه حتى في ألمانيا بدأت الأمور تتغير ببطء.. دعنا نأمل ألّا تكون هناك حرب في أوروبا أولا. بالتأكيد أن التسلح الألماني خطير للغاية؛ ولكن بقية أوروبا بدأت الآن بالتعامل مع الأمر بجدية، خاصة الإنجليز. لو تعاملوا مع المسألة بحزم قبل عام ونصف، لكانت الأمور أفضل وأكثر سهولة".
وفي رسالة أخرى، وفق صحيفة "هآرتس"، كتب آينشتاين باللغة الألمانية لصديقه المقرب ميشيل بيسو بعد اعتناقه الديانة المسيحية: "بصفتك من الجوييم (غير اليهود)، فإنك لست مجبرا على دراسة لغة أجدادنا، بينما أنا، كقديس يهودي، يجب أن أحرج من حقيقة أنني لا أعرف شيئا تقريبا عنها، لكنني أفضل أن أكون محرجا على تعلمها".
وقبل شهر من وفاته، توفي صديقه بيسو، وهو مهندس سويسري معروف، فكتب آينشتاين عن رحيله: "ها هو قد غادر هذا العالم الغريب قبلي بقليل. وهذا لا يعني شيئا. أناس مثلنا، الذين يؤمنون بالفيزياء، يعرفون أن التمييز بين الماضي والحاضر والمستقبل ليس سوى وهم دائم عنيد".