هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "JEWISH TELEGRAPHIC AGENCY" تقريرا، تحدث فيه عن تأثير مرشح الرئاسة الأمريكية السابق داخل الحزب الديمقراطي اليساري بيرني ساندرز على حزبه.
وقال الموقع إنه "قد يكون من الصعب تذكر ذلك، ولكن قبل ثلاث سنوات عندما كان بيرني ساندرز ينتقد إسرائيل على الملأ، كان يعدّ ذلك شأنا عظيما".
وفيما يلي المقال كاملا والذي ترجمته "عربي21":
خلال
مناظرة في مدينة نيويورك مع هيلاري كلينتون تصدر ساندرز العناوين الرئيسية في
الإعلام عندما قال إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تهتم بحقوق الفلسطينيين،
وأضاف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو يكون مخطئا في بعض الأوقات.
وقال
السيناتور الديمقراطي المخضرم في مناظرة الانتخابات الرئاسية في الرابع عشر من
إبريل: "على المدى البعيد، إذا كنا على الإطلاق نسعى إلى إحلال السلام في
المنطقة فإنه سيتوجب علينا معاملة الشعب الفلسطيني باحترام وكرامة. سيأتي زمن نسعى
فيه إلى تحقيق العدل والسلام وسيتوجب علينا حينها أن نقول إن نتنياهو ليس دائما
على حق."
كما وصف ساندرز نفسه أثناء الحملة الانتخابية بأنه "مؤيد
لإسرائيل مائة بالمائة." وتحدث عن أنه عاش داخل كيبوتز إسرائيلي عندما كان
شابا وكيف أنه دافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولكنه أيضا انتهك القواعد
المتعارف عليها تجاه إسرائيل.
كان ساندرز المرشح الرئيسي الوحيد الذي لم يتحدث في المؤتمر السنوي
لإيباك، منظمة اللوبي المؤيدة لإسرائيل. (عرض عليهم أن يشارك عبر مقطع فيديو ولكن
إيباك قالت إن ذلك لم يكن من أعرافها). في لحظة ما كان مدير التواصل اليهودي لديه
هو أحد المشاركين في تأسيس ما يعرف باسم "إن لم يكن الآن"، وهي مجموعة
ألفية يهودية شديدة الانتقاد لتصرفات إسرائيل (وليس لديها "موقف موحد"
تجاه الصهيونية وتجاه حركة المقاطعة وتجاه مسألة الدولة). وكان أثناء حرب غزة في
عام 2014 قد قال إن إجراءات إسرائيل غير متكافئة وبالغ في أعداد الفلسطينيين الذين
قتلوا.
والآن، وإذ يعلن ساندرز أنه سيترشح من جديد للرئاسة، يبدو أقل نشوزا
فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل. يقول المراقبون إنه ساعد على جعل انتقاد إسرائيل
داخل الحزب أمرا مقبولا. كما تغير المشهد أيضا بما مكن ساندرز من أن يبدو أقرب إلى
الوسط، ومن ذلك وصول امرأتين إلى الكونغرس تؤيدان كلاهما حركة مقاطعة إسرائيل التي
يعارضها ساندرز. في هذه الأثناء، يحتفظ نتنياهو بعلاقة من الرومانسية الأخوية مع
الرئيس دونالد ترامب الذي يبغضه الديمقراطيون بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تدني
تعاطف الديمقراطيين مع إسرائيل بالمقارنة مع الفلسطينيين.
تقول
لارا فريدمان، مديرة المؤسسة من أجل السلام في الشرق الأوسط: "قبل حملة
الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان من المسلمات ألا يقترب أي مرشح جاد من قضية
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني." وأضافت إن ساندرز أثبت أن "بإمكانك أن
تشتبك سياسيا حول هذه القضية بشكل مختلف عما هو معهود وفيما يتجاوز الخطوط التي
حددت للسياسيين أين يمكن أن يتجهوا. وهذا ليس فقط لا يضرك، بل يقويك ويعزز من
موقعك كمرشح."
ما لبث ساندرز منذ عام 2016 ينتقد إسرائيل علانية وبصوت مرتفع،
وحينما دخلت إسرائيل في مواجهة العام الماضي مع المحتجين على الحدود مع غزة نشر
فريقه مقاطع فيديو تسلط الضوء على الأزمة الإنسانية في هذا القطاع الساحلي، محملا
إسرائيل المسؤولية جزئيا عن ذلك الوضع. كما تكلم مؤخرا ضد مشروع قانون يحمي حقوق
الولايات في حظر مقاطعة إسرائيل.
مازال ساندرز يقول إن بإمكان المرء أن يكون مؤيدا لإسرائيل ومعارضا
في نفس الوقت للحكومة اليمينية الحالية وداعما للحقوق الفلسطينية.
وهذا ما قاله في العالم الماضي في جو من التصفيق الحار أمام مؤتمر
منظمة جيه ستريت، وهي مجموعة ليبرالية تعنى بالسياسة الإسرائيلية: "كشخص
يعتقد بشكل مطلق ولا لبس فيه بحق إسرائيل في الوجود، في أن تعيش في سلام وأمن،
وكشخص أمضى في شبابه في إسرائيل عددا من الشهور ويفتخر بإرثه اليهودي ... ينبغي
علينا أن نقول بصوت مرتفع وبشكل واضح إن معارضة السياسات الرجعية لرئيس الوزراء
بنجامين نتنياهو لا يجعلنا معادين لإسرائيل."
اقرأ أيضا: ساندرز يهاجم ترامب ويتعهد بـ"ثورة سياسية" بالولايات المتحدة
يقول دانيل شابيرو، الذي كان سفير الولايات المتحدة في إسرائيل أثناء
فترة حكم الرئيس باراك أوباما، إن سياسات ساندرز تجاه إسرائيل مازالت تمثل الاتجاه
السائد. وقال إن ساندرز، مثله في ذلك مثل جميع المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين
الرئيسيين، يدعم حق إسرائيل في الوجود ويفضل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي
الفلسطيني.
وأضاف شابيرو: "لقد عبر عن دعمه للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية،
ولأمن إسرائيل، ولحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وعبر عن دعمه القوي لحل
الدولتين، وعادة ما يصيغ ذلك من خلال الحديث عن حقوق الفلسطينيين. وهذه هي المواقف
المتبناة على نطاق واسع بمختلف الأشكال."
بشكل عام، ساهم ساندرز منذ عام 2016 في جر زملائه نحو اليسار فيما
يتعلق بعدد من القضايا الأخرى، وباتت أعداد كبيرة من الديمقراطيين الآن تؤيد بعض
مواقفه التي تميز بها، مثل نظام الرعاية الصحية الشامل والتعليم المجاني. ولربما
كان له نفس التأثير على الجدل الدائر بشأن إسرائيل، كما تقول ديبرا شوشان، مديرة
العلاقة السياسية والحكومية في منظمة السلام الآن، وهي مجموعة يسارية مؤيدة
لإسرائيل.
وتضيف ديبرا شوشان: "لم يعد وحده في الجناح الأيسر للحزب كما
كان، بل بدأ يجر بعض الناس شيئا فشيئا في ذلك الاتجاه."
يعتبر جيمز زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، واحدا من مؤيدي
ساندرز.
يقول
زغبي: "أظن أنه كان واضحا في كل شيء – من حيث دعمه المستمر للعدل فيما يتعلق
بالفلسطينيين وللأمن فيما يتعلق بإسرائيل، ومعارضته لتقييد حرية التعبير. وكل هذه
الأمور تقع ضمن الاتجاه السائد لما يحمله الديمقراطيون من رؤى تجاه هذه القضية."
لم تتجاوب حملة ساندرز مع طلب للتعليق تقدمت به لها وكالة التلغراف
اليهودية.
بالنسبة لليهود الذين ينتمون إلى الاتجاه التقليدي الذي يدعم إسرائيل
دون تحفظ أو انتقاد داخل الحزب الديمقراطي، يمثل ساندرز انحرافا يرونه مسيئا
لإسرائيل ومسيئا للحزب في نفس الوقت.
في تصريح للقناة الإخبارية الإسرائيلية i24 في عام 2017، قال ألان
ديرشوفيتز، المحامي الشهير والناشط المؤيد لإسرائيل: "أريد لإسرائيل أن تبقى
قضية مشتركة لدى الحزبين. أريد أن أعمل داخل الحزب الديمقراطي لكي أرى هزيمة كيث
إليسون، ولكي أرى هزيمة اليسار المتشدد، ولكي أرى هزيمة السيناتور ساندرز، ولكي
أتأكد من بقاء الديمقراطيين متمسكين بموقف وسط ومن بقائهم مؤيدين لإسرائيل تماما
كما هو حال الجمهوريين الذين بقوا وسطيين ومؤيدين لإسرائيل." يذكر أن إليسون
كان عضوا في الكونغرس عن مينيسوتا وناقدا لإسرائيل، ولكنه لم يسع للترشح من جديد
في نوفمبر، وكان يصبو في تلك السنة للفوز بمنصب رئيس اللجنة الوطنية للديمقراطيين.
يتركز جل الجدل بين الديمقراطيين بشأن إسرائيل على موضوع المقاطعة
وعلى المرأتين اللتين أصبحتا عضوين من أعضاء الكونغرس، رشيدة طليبي وإلهان عمر،
والتي حلت محل إليسون في الدائرة الخامسة من ولايتها، واللتين تدعمان المقاطعة.
والسؤال الذي يجول بخاطر كثير من المراقبين هو ما إذا كانت السيدتان المشرعتان في
سنتهما الأولى، واللتان تمثلان حزبا بات أعضاؤه أكثر شبابا وأكثر تنوعا، ستمارسان
ضغطا على ساندرز لكي ينضم إليهما في الجناح الأيسر من الحزب حيث بات النقد الموجه
لإسرائيل أكثر عمقا.
ربما ليس بعد. تقول لارا فريدمان إن طليبي، وهي أمريكية من أصول
فلسطينية، التقت الشهر الماضي بساندرز وخاطبته قائلة "عمو بيرني".
إلا أن من ينتقدون ما يعتبرونه تحولا في الموقف من إسرائيل داخل
الحزب أشاروا إلى تصويت مجلس الشيوخ هذا الشهر على مشروع قانون مؤيد لإسرائيل تقدم
به الجمهوريون. رغم أن القانون أجيز بسبعة وسبعين صوتا مقابل ثلاثة وثلاثين، إلا
أن ستة من الشيوخ الديمقراطيين السبعة الذين ينوون الترشح للرئاسة صوتوا ضده. قال
هؤلاء المشرعون إنهم إنما اعترضوا على مشروع القانون بسبب إجراء متضمن فيه من شأنه
أن ييسر على الولايات تشريع قوانين تحارب مقاطعة إسرائيل، أو ما يعرف بحركة بي دي
إس، الأمر الذي سيكون بمثابة تقييد لحرية التعبير.
بالرغم من النتيجة إلا أن الجماعات المؤيدة للفلسطينيين رحبت بتصويت
هؤلاء الديمقراطيين ضد مشروع القانون. أما النقاد المحافظون فاعتبروا هذا التصويت
بمثابة تيسير لمهام اليسار المؤيد لحركة المقاطعة بي دي إس.