هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل حالة الترقب لنتائج جولات الوسيط المصري بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها للجمعة الخمسين على التوالي، مع تأكيد الفصائل الفلسطينية ضرورة التزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة.
ملحمة وطنية
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم؛ جمعة "المرأة الفلسطينية"، بالتزامن مع "يوم المرأة العالمي" الذي يوافق الثامن آذار/ مارس من كل عام، وذلك "تقديرا لصمود المرأة الفلسطينية ووفاء لنضالاتها".
وشددت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، على ضرورة العمل على "محاسبة مجرمي الاحتلال وتقديمهم للعدالة، جراء ارتكابهم الجرائم بحق المشاركين في مسيرات العودة".
القدس خط أحمر
وحول ما يجري في مدينة القدس المحتلة، أكدت أن "القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، والمساس بهما يعني أن الشعب الفلسطيني كله سيكون في معركة واحدة، لن يتخلف عنها أحد في أداء الواجب الأقدس؛ دفاعا عن هويتنا الدينية والوطنية والحضارية والتاريخية، ودفاعا عن وجودنا الأزلي في هذه الأرض".
اقرأ أيضا: جهود مصرية لتثبيت تفاهمات التهدئة بغزة
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في فعاليات اليوم، في المخيمات الخمسة المقامة بالقرب من السياج الأمني الذي يفصل القطاع عن باقي الأراض الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن مسيرات العودة "مستمرة رغم كل ما يواجهها من تحديات وحجم التضحيات التي تتوالى".
سنديانة الوطن
بدوره، أشاد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، بدور المرأة الفلسطينية في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه، مؤكدا أنها تمثل "سنديانة هذا الوطن، وهي شريك في مسيرات العودة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "رسالة جمعة المرأة؛ أنه لا يمكن التراجع عن مسيرات العودة مهما كان الثمن الذي دفعته المرأة، وستبقى تقدم زوجها وأخاها وابنها ونفسها من أجل مواصلة هذه المسيرة كي تحقق أهدافها، كما لا يمكن أن تنحني المرأة الفلسطينية لعنجهية هذا الاحتلال ودمويته".
ونوه إلى أن هناك "دورا مهما للمرأة في التحضير للمسيرة المليونية، في إطار لجنة المرأة التابعة للهيئة الوطنية، المزعم تنظيمها في الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة مسيرات العودة في الثلاثين من الشهر الجاري".
أدوات المقاومة
في سياق متصل، بيّن عضو الهيئة الوطنية، أن الوفد المصري الذي وصل إلى غزة مؤخرا، "سمع موقفا واضحا من قبل كل الفصائل، حيث إننا نتعاطى بشكل إيجابي مع الجهود والعروض المطروحة كافة، لكننا جربنا سابقا وضع كل أدوات المقاومة الشعبية جانبا لعدة أشهر، مقابل التزام الاحتلال بتطبيق هذه الوعود ووضعها موضع التنفيذ".
اقرأ أيضا: بعد تهديد بعدوان جديد.. هل تنجح مصر بتثبيت التهدئة بغزة؟
وشدد على أنه "لا إمكانية على المقايضة على أدوات المقاومة ما لم يلمس الشباب الثأر أن هناك ثمارا جديدة على الأرض لهذه الوعودات"، مؤكدا أن "استمرار قوات الاحتلال في استهداف المشاركين في مسيرات العودة، من شأنه أن يؤدي إلى تدحرج الأمور إلى ما هو أعقد مما هو قائم حاليا، لذا على الاحتلال أن يلتزم بما وعد به".
ونبه أبو ظريفة، إلى أنه "لا يمكن المقايضة على مسيرات العودة المتواصلة؛ لا بتحسينات اقتصادية، ولا بأموال يمكن أن تصل لغزة بهدف تحسين واقع الحياة في القطاع المحاصر، علما بأن هذا حق وليس منّة من الاحتلال".
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة، إلى استشهاد 257 شهيدا، بينهم 6 نساء و49 طفلا، وإصابة أكثر من 29 ألف فلسطيني بجراح مختلفة، بحسب إحصائية وزارة الصحة بغزة.