هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "مرور سنة كاملة على انطلاق مسيرات العودة، يعني أننا أمام شكل جديد من أشكال المواجهات الفلسطينية –الإسرائيلية لم تحدث خلال العقود السابقة، يمكن تسميتها "معركة جديدة"، صحيح أنها لم تأخذ شكل المعركة النظامية المعدة مسبقا، وإنما أخذت شكل المحاولات الميدانية التي انتهجتها حماس خلال الشهور الاثني عشر الماضية".
وأضاف
ميخائيل ميلشتاين، الرئيس السابق لدائرة الشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية "أمان"، في دراسة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي
التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أن "مرور هذا العام يشير إلى عدم رغبة أي طرف من الجانبين، حماس وإسرائيل،
بالذهاب لموجة تصعيد عسكرية واسعة، على الأقل إلى حين انتهاء موعد الانتخابات الإسرائيلية
في أبريل القادم".
وأوضح
ميليشتاين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط
وأفريقيا، أنه "رغم وجود تلك الرغبة، فإن هناك إمكانية لحصول تدهور غير مرغوب
منهما، في ظل الاحتكاك المتواصل بصورة يومية على الحدود، وإلى حين اندلاع مواجهة
عسكرية جديدة بينهما على حدود القطاع، فمن الواضح أن ما تحياه إسرائيل للعام
المنصرم، مختلف عن الجولات السابقة التي خاضتها بهذه الجبهة في العقود الماضية".
وأشار إلى أن العام الماضي شهد "اندلاع مسيرات العودة على حدود غزة، تخللها احتكاك شعبي
بقوة وكثافة غير معهودة في القطاع، ثم تطورت إلى استخدام الطائرات الورقية
والبالونات الحارقة، وصولا إلى حدوث مواجهات عسكرية مركزة في بعض المناطق الحدودية،
وجاءت ذروتها في جولات التصعيد التي تذكرنا بما عشناه قبيل اندلاع حرب غزة الأخيرة
الجرف الصامد 2014".
وأكد
أن "اندلاع مسيرات العودة في مثل هذه الأيام قبل عام، تعطينا نموذجا آخر لم
تعتد عليه إسرائيل في قطاع غزة، لأنها اعتادت على التعامل مع تهديدات ذات طابع
عسكري، ومنها إطلاق القذائف الصاروخية، وحفر الأنفاق، وعمليات القنص، ووضع العبوات
الناسفة، وإلقاء القنابل الحارقة، لكن المسيرات الشعبية شكلت نمطا جديدا شبيها بما
يواجهه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، من احتكاك مباشر مع الجنود الإسرائيليين".
وأوضح
أن "قراءة حماس للمسيرات في ذكراها السنوية لا تبدو حذرة بما فيه الكفاية،
فهي تريد أن تبقي إسرائيل في حالة انشغال دائم بما يحصل على حدود غزة، وجعله محور
النقاش الإسرائيلي الداخلي، مما يتسبب بإحراج كبير للمستويات السياسية والحزبية
والأمنية والعسكرية في إسرائيل".
وأشار إلى أن "حماس في هذه المواجهة ترى أنها حققت إنجازات تمثلت باستقالة وزير الحرب
أفيغدور ليبرمان، وتبكير موعد الانتخابات، بجانب تحقيق إنجازات فلسطينية تمثلت
بتخفيف ظروف الحصار عن غزة في الشهور الأخيرة، وتحقيق تفاهمات مع مصر وقطر والأمم
المتحدة، وفرت بموجبها رواتب لموظفيها، وتحسين التيار الكهربائي".
وختم
بالقول إن "الواقع الأمني في قطاع غزة يواصل تأثيره على الواقع الإسرائيلي الداخلي،
مما يجعل من أي خطوات إسرائيلية قادمة للتخفيف عن سكان القطاع سببا مباشرا في تهدئة
المخاوف من التصعيد غير المرغوب، رغم أنها خطوات مرهونة بقرارات مركبة ومعقدة في ظل
وجود بدائل أخرى".
وأوضح
أن "التخفيف عن سكان غزة اقتصاديا ومعيشيا، يمكن اعتباره إنجازا يحسب لحماس، وتعني
اعترافا ضمنيا بسلطتها في القطاع، وفي الجانب الآخر تعزز احتمال شن حملة عسكرية واسعة،
يصعب التنبؤ بالطريقة التي ستنتهي بها".