هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال القراءات التحليلية الإسرائيلية تناقش مصير التواجد الإيراني، في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها من الأراضي السورية، رغم التقارير التي تحدثت بداية هذا الأسبوع عن تراجع واشنطن عن الانسحاب الكامل، واللجوء إلى تقليص الوجود الأمريكي.
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب
تشيك فرايلخت، إنه "إذا واصلت إيران محاولتها في التمركز العسكري في سوريا
رغم جهود الإحباط الإسرائيلية، ربما تكون الحاجة إلى التصعيد ومهاجمة أهداف سورية
ومن ثم أهداف إيران".
وتابعت الصحيفة: "من الأفضل القيام بذلك الآن،
بدلا من القيام به عندما تكون إيران ذات قوة نووية"، مشيرة إلى أن الاحتمالية
التي كانت تخشاها إسرائيل في السابق من انتهاء الأزمة السورية بسيطرة إيرانية
"قد تحققت بالفعل".
واستدركت بالقول: "الأنباء الجيدة هي أن سوريا
كما يبدو أعيد تشكيلها من جديد كدولة، والأسد غير معني بأن يكون خاضعا لسيطرة إيران
أو روسيا، لكنه اضطر إلى إرضائهم لعدم وجود خيار آخر، من خلال محاولته أن يبقى
لنفسه مجال للمناورة".
العنصر القوي
ورأت الصحيفة أن "العنصر القوي في سوريا الآن،
هي روسيا، التي حظيت بعقود لمدة خمسين سنة لمطارات وموانئ في سوريا"، منوهة
إلى أن "موسكو تبذل كل جهودها لتجديد مكانتها كدولة عظمى للتنافس مع الولايات
المتحدة".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جهود طهران في
تأسيس "الهلال الشيعي" الممتد من أراضيها مرورا بالعراق وسوريا ولبنان
وانتهاء بالبحر المتوسط، تم تقييدها حتى الآن من قبل القوة الأمريكية المقلصة
المتمركزة في شرق سوريا، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية التي أحبطت حتى الآن الجهود
الإيرانية.
اقرأ أيضا: لماذا تصر الولايات المتحدة على إبقاء جنودها في العراق؟
وشددت على أن "تمركز إيران في سوريا سيشكل تغييرا خطيرا في ميزان القوة، الذي لا تستطيع إسرائيل تحمله تماما، وحتى ليس بثمن المواجهة".
وفي هذا الإطار، أكد المحلل العسكري العقيد أديب
عليوي أن "روسيا تستطيع أن تلجم التمدد الإيراني بالمنطقة"، موضحا أن
"موسكو تعرف نقاط ضعف طهران، وتستطيع التأثير على قرارها".
وأضاف عليوي في حديثه لـ"عربي21" أنه
"بالطبع روسيا ستقوم بمساعدة إسرائيل، لأن موسكو لم تتدخل في سوريا إلا بعد
ضوء أخضر إسرائيلي وأمريكي"، لافتا في الوقت ذاته إلى الزيارات المتكررة
الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، للتنسيق في هذا
الصدد على أعلى مستوى.
ورأى عليوي أنه "إذا رفع الغطاء عن إيران من
روسيا، فسوف يصبح انهيار طهران سهلا جدا داخليا قبل أن تنهار قواتها على الأراضي
السورية"، وفق تقديره.
جدية الانسحاب
ولفت إلى أن "أمريكا حتى الآن ليست جدية في
مسألة الانسحاب من سوريا، وحتى في حال تحقق انسحابها، فستتحرك باتجاه العراق
وقواعدها العسكرية في المنطقة"، مبينا أن "بقاء أمريكا في قواعد عسكرية
بالمنطقة سيساعد إسرائيل في وقت الحاجة".
وأشار عليوي إلى أن "روسيا ستساهم في قصقصة أجنحة
إيران داخل سوريا"، مؤكدا أن "هناك تنافسا خفيا بين إيران وروسيا، لكن
القرار الأقوى بيد روسيا، وهي التي تتحكم في إعادة ترتيب النظام السوري لضمان أن
يكون قادة جيش النظام من أصحاب الولاء لها".
وشكك المحلل العسكري العقيد عليوي في أن تستغني روسيا
عن ورقة الضغط الإيرانية، وترفع الغطاء عنها بشكل كامل في سوريا.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: هذه أهم خلافاتنا مع الروس وأسباب تقاربنا معهم
أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد ذكرت
أنه "لو نجحت إسرائيل في 99 بالمئة من جهود الإحباط، فإن إيران ما زالت
تستطيع أن ترسخ وجودها في سوريا"، منوهة إلى أن "الولايات المتحدة تخلت
فعليا عن الساحة السورية وأبقتها لروسيا وإيران".
وذكرت أن "إسرائيل تجد نفسها متعلقة الآن
بروسيا، كونها العنصر الوحيد القادر على تثبيت الوضع في الشمال ومنع التدهور نحو
مواجهة مع إيران في سوريا"، معتقدة أن "روسيا استطاعت حتى الآن أن تقوم
بهذا الدور الضابط بصورة جزئية، سواء بسبب محدودية تأثيرها على سوريا وإيران، أو
بسبب تفضيلها لاستخدام الطرفين الواحد ضد الآخر".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه "عند غياب
الولايات المتحدة، فليس لإسرائيل أي خيار سوى السعي إلى المساعدة الروسية، من أجل
منع الاشتعال".