هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رصدت صحيفة إسرائيلية، السياسة التي تتبعها حكومة تل أبيب خلال عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين والانتهاكات بحقهم داخل السجون.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها
إن "القوانين الإسرائيلية تتيح للجيش والأجهزة الأمنية اعتقال الأطفال
الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تعتقل ما معدله
100 طفل فلسطيني كل عام، وبعضهم لم يتجاوز سن 15 عاما".
وأوضحت أن الاستراتيجية الإسرائيلية في اعتقال
الأطفال الفلسطينيين، تعتمد على القرى والمناطق القريبة من المستوطنات، وهي
المناطق التي شهدت نسبة اعتقالات أكبر مقارنة مع المناطق البعيدة عن المستوطنات،
منوهة إلى أن "قرية عزون شمالي الضفة الغربية والقريبة من مستوطنة كرني شمرون،
تكاد تكون كل أسرة فيها تقريبا قد ذاقت مرارة اعتقال ابنها الصغير".
ويقول السكان إنه في "السنوات الخمس الماضية
تعرض أكثر من 150 تلميذا للاعتقال في المدرسة الوحيدة الموجودة في القرية".
ويتساءل حقوقيون عن سبب اعتقال إسرائيل للأطفال
الفلسطينيين في جو من الترهيب، عوضا عن استدعائهم، فيما تقول بيانات بحسب
"هآرتس" إن 12 بالمئة من الأطفال يتلقون استدعاءات للحضور لمراكز الجيش
الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: 6489 أسيرا فلسطينيا خلال عام 2018 من بينهم نساء ومرضى
وتقول المحامية المدافعة عن الأطفال الفلسطينيين،
فرح بيادسة، إن جيش الاحتلال يبرر اقتحام منازل الأطفال في وقت متأخر من الليل
لأسباب أمنية، لكن المحامية ترى الأمر متعمدا وذلك لإحداث صدمة تبقى مع الطفل طوال
حياته.
وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى حالات 40 طفلا
اعتقلوا في أماكن، وقعت بالقرب منها عمليات رشق حجارة، على جنود إسرائيليين.
وفي المرحلة التالية ما بعد الاعتقال، يجري نقل
الأطفال إلى قاعدة للجيش أو مركز للشرطة في مستوطنة قريبة، وعيونهم معصوبة.
وبمجرد دخول القاعدة أو مركز الشرطة، يتم وضع القاصر،
الذي لا يزال مكبل اليدين ومعصوب العينين، على كرسي أو على الأرض لبضع ساعات،
يتألم من جولات الضرب التي يتعرض لها أثناء اعتقاله.
وأكثر ما يثير رعب الأطفال، كابوس التحقيق، إذ ينهال
ضباط المخابرات بالتهديدات والأسئلة عليهم بعد إزالة الغطاء عن أعينهم.
ويهدف هذا الأسلوب إلى حمل الطفل أو الفتى على توقيع
اعتراف، وفي بعض الحالات، يعد المحقق الطفل إذا اعترف بأنه سيقدم له وجبة طعام،
مستغلا جوعه وألمه.
وتقول المحامية بيادسة إن الطفل سواء اعترف أم لا،
فإنه سيدخل المحطة التالية، وهي السجن، لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة.
وتنتهي الغالبية العظمى من المحاكمات الخاصة
بالأطفال بالصفقة، وهي كلمة يعرفها الأطفال الفلسطينيون جيدا، حتى لو لم يكن هناك
دليل قوي يدين الطفل، فإن الاعتراف هو الخيار المفضل له ولذويه حتى يتخلص من
العذاب الذي هو فيه، وفي حال رفض الطفل الاعتراف، قد تستمر المحاكمة لفترة طويلة.