هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح القرار الذي اتخذه اللواء الليبي، خليفة حفتر بإعادة آلاف العسكريين إلى القوات التي يرأسها وتشكيل لجنة لذلك، عدة استفسارات حول أهداف وتداعيات هذه الخطوة الآن، وما إذا كانت خطوة استباقية ورد فعل على تصريحات عسكريي الغرب الليبي بأنهم سيضمون الكفاءات العسكرية لقواتهم.
وأكد المتحدث باسم "حفتر" وقواته، أحمد المسماري، رجوع آلاف العسكريين بمنطقتي الجفرة وسبها العسكريتين إلى القوة العمومية للقوات المسلحة بـتوجيهات من القائد العام (حفتر)، وأنه تم فتح مقر مؤقت لهيئة التنظيم والإدارة في منطقة الجفرة لاستقبال العسكريين وحل جميع مشاكلهم الإدارية العالقة".
كفاءة قتالية
وكان آمر المنطقة العسكرية الغربية التابع لحكومة الوفاق، أسامة جويلي قد أكد في تصريحات سابقة مؤخرا أن "القيادة العسكرية التابعة لحكومة الوفاق تصبو إلى بناء جيش وطني حقيقي ذي كفاءة قتالية عالية، مؤكدا أن "الانتساب لهذا الجيش سيكون شرف لكل مجتهد يلتحق به"، حسب كلامه.
ورأى متابعون لأزمة الجيش الليبي أن "خطوة "حفتر" تهدف إلى تقوية قواته واستباق أي خطوة من قبل رئاسة الأركان في الغرب الليبي لمواجهته أو استمالة عسكريين مؤيدين له، كما أن حكومة الوفاق تريد "مغازلة" العسكريين القدامى والذين تركوا المؤسسة لضمهم لقواتها".
والتساؤلات المطروحة الآن: ما الهدف الحقيقي وراء قرار "حفتر" بإعادة العسكريين السابقين إلى قواته؟ وكيف سترد رئاسة أركان الوفاق الليبية على هذه الخطوة؟
نتائج اجتماع "أبوظبي"
من جهته، قال المدون من الشرق الليبي والمتابع لملف الجيش، فرج فركاش إن "هناك تسريبات تؤكد أن "القيادة العامة" تنوي نقل مقرها من منطقة الرجمة إلى منطقة الجفرة، وهذا أكدته بطريقة غير مباشرة تصريحات "المسماري" في مؤتمره الصحفي الأخير"، وفق كلامه.
اقرأ أيضا: هل ينقلب حفتر على اتفاقه مع السراج في أبوظبي؟
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "ما يحصل الآن هو إعادة ترتيب الأوراق وتشكيل الإدارات العسكرية اللازمة لتكون مستعدة لاستيعاب العسكريين وكل من يريد الانضواء تحت المؤسسة العسكرية والأمنية من أفراد "المليشيات" والكتائب المسلحة بعد توحيد المؤسسة العسكرية في إطار تفاهمات اجتماع "أبوظبي".
وتابع: "ومن مخرجات اجتماع أبوظبي بين السراج وحفتر تولي الأخير قيادة الجيش وقبوله بالانضواء تحت السلطة المدنية بعد التفاهم على حل معضلة القيادة العليا للجيش والتي تتمثل في تشكيل مجلس أمن قومي أو قيادة عليا يكون حفتر أو أحد مرشحيه طرفا في حكومة الوحدة الوطنية المرتقب تشكيلها"، كما قال.
خطوة استباقية
ورأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أن "هذا القرار ما هو إلا "بروباغندا" إعلامية كخطوة استباقية لأي تحرك عسكري من قبل الغرب الليبي، مضيفا لـ"عربي21": "لكن السؤال الآن إذا كان "حفتر" يسيطر على منطقة "الجفرة" منذ أكثر من سنة فلماذا هذا القرار الآن؟ ولماذا هؤلاء العسكريين لم يتحركوا لتأمين مناطقهم بدل استعانة "حفتر" بمرتزقة أجانب في البوابات العسكرية؟"، حسب تساؤلاته.
وقال المحلل الليبي، خالد الغول لـ"عربي21" إن "الخطوة محاولة من قبل "حفتر" لاستغلال وضع بعض العسكريين القدامى الذين رواتبهم متعثرة أو ضعيفة والحصول على الولاء منهم، لزيادة الزخم حول قواته وللتأكيد أنه الأقوى على الأرض، وكل ذلك يصب في خطته المستمرة للسيطرة على الحكم"، حسب تقديره.
"20 ألف جندي"
وكشف الناشط السياسي من بنغازي، فتح الله غيضان أن "رئيس هيئة التنظيم والإدارة بالجيش، اللواء كمال الجبالي كان في منطقة الجنوب الليبي، وكنت شخصيا حاضرا هناك، والرجل اشتغل على ما يقارب الـ 20 ألف جندي وضابط من الجنوب والآن يتبعون القيادة العامة للجيش".
وتابع لـ"عربي21": "المؤسسة العسكرية جيش واحد لا غرب ولا شرق ولا جنوب، السياسة هي من قسمتها، ومن الواجب الآن مد الأيادي لكل من يريد الانضمام للقيادة العامة، وللعلم 80 % من أفراد القوات المسلحة في الغرب الليبي على تواصل مع القيادة العامة وتنتظر التعليمات"، حسب زعمه.
من سيحارب؟
وطرحت الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي عدة تساؤلات حول قرار "حفتر" بزيادة أعداد "الجيش"، مضيفة: "من سنُحارب بكل هذه الأعداد من العسكريين، وضد من سنستخدم هذه الأسلحة، الأهم من ضم عسكريين جدد وإعادة قدامى هو اهتمام بالأشياء التي تساهم في بناء الدولة من بنى تحتية وتعليم وصحة".
اقرأ أيضا: ما حقيقة وجود "خلايا نائمة" مؤيدة لحفتر في العاصمة طرابلس؟
وأضافت: "كل هذه الأعداد من العسكريين لا فائدة منها، فالعدو الأول لنا هو الجهل وانهيار التعليم والولاء لغير الوطن، وأكبر دليل أن أغلب حكام الدول العربية يقومون بشراء الأسلحة فقط لتأمين كراسيهم لتدار الدولة عبر عسكريين وفقط"، حسب تصريحاته لـ"عربي21".
مزايدات وضغوطات
وقال الصحفي من الجنوب الليبي، السنوسي الشريف إن "كل هذه المزايدات بين طرفي الجيش المنقسم قد تم تجاوزها في وجود ضغوط دولية كبيرة وخاصة أمريكية وفرنسية في اتجاه توحيد هياكل الجيش الليبي بجميع مستوياته وتصنيفاته البرية والبحرية والجوية والتعبوية بشكل عام".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "من المتوقع أن يتم التوصل إلى هيكلية واحدة بقيادة عسكرية واحدة خلال هذه المرحلة وحينها سينضم جميع العسكريين للجيش الليبي الموحد"، وفق تقديره.