هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الجزء الثالث من لقاء صحيفة "عربي21" مع مسؤول العلاقات الأفريقية في مجلس التعاون الأفروآسيوي والكاتب والخبير في الشأن الجزائري الدكتور إدريس ربوح، تحدث الضيف عن دور السياسيين في إبعاد الجيش عن الممارسة السياسية، وعن العبء الملقى على عاتقهم.
وكان ربوح أجمل في الجزء الأول، الحالة الجزائرية منذ العام 1988 وحتى خروج الجزائريين في الحراك الشعبي الأخير، الذي انتهى باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بضغط من الشارع والجيش.
فيما كان الجزء الثاني من اللقاء عن المعارضة الجزائرية وأشكالها، وكيف تورط بعضها في مشروع بوتفليقة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، إن السياسي يجب أن يكون لديه القدرة على تقليم أظافر المؤسسة العسكرية، وإبعادها عن المشهد السياسي، وإن على الحراك انتخاب رئيس قادر على هذا الشيء.
وتابع بأن الجيش يتدخل في الحياة السياسية، وسيبقى يتدخل ما لم ينجح السياسي في مهمته، قائلا: "لا يوجد قطط تصطاد لوجه الله (...) الكل ثعالب ويريد افتراس السلطة (...) هذه هي الحقيقة".
وضرب ربوح مثالا على تدخل الجيش في الحياة السياسية، مصر، وتركيا، مع الفارق الكبير بينهما، مؤكدا على أن التجربة الجزائرية هي منزلة بين الاثنتين، إلا أنها تقترب أكثر نحو التجربة التركية في تنحية الجيش عن الحياة السياسية.
وعن التدخلات الفرنسية في الجزائر، قال إن الجزائر لم تستقل عن فرنسا إلى الآن، حالها حال عدد من الدول العربية، مشيرا إلى أن الاستقلال يعني أن يكون قرارك السياسي، والاقتصادي، والثقافي بيدك بشكل كامل.
وتابع: "كيف تكون مستقلا وأنت مرتبط بالسوق الفرنسي، والبنوك الفرنسية، وتدرس باللغة الفرنسية، وملتزم بالعمل مع المستشفيات الفرنسية؟".
اقرأ أيضا: ربوح يتحدث لـ"عربي21" عن حراك الجزائر ودور الجيش (شاهد)
اقرأ أيضا: ربوح: هكذا استطاع بوتفليقة توريط بعض المعارضة الجزائرية
ولفت إلى أن أحد أهم أهداف الحراك الشعبي الجزائري هو التخلص من نفوذ فرنسا في الجزائر، وكل من كان يعمل لصالحها، ومن يسمى بالجزائر بـ"أبناء فرنسا".
ونوه إلى أن أحد ميزات الجيش الجزائري بقيادته الحالية هو أن قايد صالح معادٍ للتوجهات الفرنسية.
وتابع: "نفوذ فرنسا بدأ يتقلص وجماعة فرنسا بدأوا يخرجون من الحكم تباعا، وفرنسا تتراجع في منطقة غرب إفريقيا كاملا وليس بالجزائر فقط، بل إن أي خروج لفرنسا من أفريقيا تحل محلها الجزائر".
وعما إذا كان هنالك محاولات عربية للتدخل في ما يحصل بالجزائر، خصوصا الدول المعادية لخيارات الشعوب، قال ربوح إن أبرز الدول التي ترغب بالتدخل هي الإمارات، لكنها تدرك أنه لا مكان لها هناك، وأن الجزائريين لديهم حساسية مفرطة من التدخل في بلادهم.
وأشار إلى أن الجزائريين يردون بطريقة قاسية على أي أحد يتدخل في الشأن الجزائري بشكل غير إيجابي.
وأشار إلى أن الإمارات على وجه الخصوص تعرف أن الجزائر هي من أنشأ قطاع البترول فيها، ويعرفون فضل الجزائر عليهم، كما يعرفون أن الجزائريين لديهم القدرة على "تأديب" كل من يفكر بالتدخل، وإن من يتدخل في الجزائر سيدفع الضريبة، سواء بالطريقة الخشنة أو الناعمة.
ولفت إلى أن هنالك وعيا جزائريا من مخاطر تدخل أي طرف، وأشار إلى أن الشباب الجزائري متابع جيد لما يحصل حوله.
وعن المستقبل السياسي القريب للجزائر، والانتخابات المقبلة، وأبرز المرشحين لرئاسة البلاد، قال ربوح إنه لا يوجد شخصية في الجزائر ستحوز على الأغلبية المطلقة، وإن الانتخابات المقبلة ستكون من جولتين، وذلك لصعوبة الحسم من الجولة الأولى.
وقال إن الرئيس القادم للجزائر سيفوز بأغلبية بسيطة، معتبرا الأمر شيئا إيجابيا، حتى لا يتغول أحد على الجميع ويرى في نفسه المنقذ، وهذا يعني أيضا معارضة قوية.
وأشار إلى أن أهم المطالب بعد الانتخابات هو العمل على قانون أحزاب جديد، وقانون انتخابات جديد، وقانون إعلام جديد، وانتخابات محلية جديدة، ولجنة انتخابات مستقلة، وبرلمان متنوع من جميع القوى السياسية.