هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث مختصون عن أهم دلالات وانعكاسات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على مستقبل القضية الفلسطينية، وخاصة فيما يخص قطاع غزة المحاصر.
وأظهرت النتائج فوزا كبيرا لأحزاب اليمين الإسرائيلي بزعامة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي بات وفق تقديرات إسرائيلية "الأكثر قدرة" على تشكيل الحكومة الجديدة.
ومن المتوقع أن يحصل الليكود على 35 مقعدا وتحالف "أزرق أبيض" على عدد مماثل، ولكن نتنياهو سيكون قادرا عبر حلفاء له من أحزاب يمينية متطرفة، على جمع تأييد 65 نائبا من أصل 120، ما يمنحه غالبية مطلقة في الكنيست المقبل.
ضم الضفة وتفاهمات غزة
وحول أهم دلالات وانعكاسات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على فلسطين المحتلة، أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "فوز اليمين الإسرائيلي وتشكيله للحكومة المقبلة، يعني استمرار الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتسرية بعض القوانين الإسرائيلية على بعض المستوطنات الكبرى".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وبالتالي تأهليها للضم في المستقبل وربما التمهيد لضم كل الضفة الغربية، وهو ما يعني المزيد من الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس، إضافة لزيادة غلغلة الإدارة المدنية الإسرائيلية في الشؤون العامة للفلسطينيين في الضفة، وتحويل دور السلطة الفلسطينية إلى سلطة خدماتية وإدارة لكنتونات هنا أو هناك".
وفيما يتعلق بقطاع غزة، رجح أبو عواد، أن "تستمر الحكومة الجديدة في التفاهمات مع قطاع غزة، مع ملاحظة أنه لن تكون هناك تسهيلات بالجملة، لكن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على ذات المنوال؛ أي العمل بالقطارة دون السماح بمنح الفلسطينيين الكثير في قطاع غزة".
ونوه أبو عواد إلى أنه "ربما يكون هناك تصعيد بين الفينة والأخرى، لكن النهاية ستكون بالذهاب إلى بعض التفاهمات التي ستخفف الحصار وتضبط الأمن وليس أكثر من ذلك"، مضيفا: "في المحصلة العامة ستكون هناك مواجهة شاملة وكبيرة مع قطاع غزة، قد لا تكون هذا العام أو الذي يليه ولكن بعدها ستقع لأن الواقع هكذا يخبرنا".
مضي في التطبيع
وحول قراءته لنتائج الانتخابات، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "هناك تحديات خطيرة توجه الموضوع الفلسطيني تقوم على عدة محاور".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "نتنياهو سيسعى إلى تثبيت نظرية أن الموضوع الفلسطيني ليس الأهم بالنسبة للعرب، وأن بإمكانه المضي قدما في التطبيع مع الدول العربية وإقامة علاقات رسمية معهم دون حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية".
وهذا يعني -بحسب أبو عامر-، أن "حلم الدولة الفلسطينية سيتبخر مع إعلان نتنياهو البدء بضم المستوطنات في الضفة، وربما يذهب أبعد من ذلك بضم مناطق "C" التي تبلغ مساحتها نحو 60 بالمئة من الضفة الغربية المحتلة، وهذا يعني من الناحية العملية إنهاء إمكانية إقامة دولة للفلسطينيين في الضفة".
وذكر أنه "مع وجود كتلة يمنية صلبة، سيكون من الصعب التفكير بتقديم تنازلات في الضفة الغربية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص".
وأما بشأن قطاع غزة، نوه المختص أنها "ستترك وتكون تحت ضغط الحاجة، بعد الإجراءات الاقتصادية التي فرضتها السلطة بهدف إضعاف حركة حماس، والتي أدت في المحصلة إلى تعزيز التوجه نحو فصل غزة عن الضفة، وهو ما أقر به نتنياهو شخصيا".
وقدّر أن "الأوضاع ستكون صعبة، وسيلعب نتنياهو لعبة تفتيت الجبهات من خلال التلويح بغزة، عبر رفع العقوبات عن طريق التسهيلات وفي نفس الوقت سيمارس سياسة الضم في الضفة الغربية المحتلة".
الخاسر الأكبر
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، أن نتائج الانتخاب، "أظهرت أن المجتمع الصهيوني لا زال يوغل في اليمينية الدينية والقومية، نتيجة تهالك وضعف المواقف العربية الرسمية تجاه أطماعه وممارساته الاحتلالية المختلفة".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "النتيجة عكست اضمحلال وضحالة في الشخصيات القوية المؤثرة لمواجهة شخصية متهمة بالفساد وخيانة الأمانة مثل نتنياهو"، معتبرا أن "الخاسر الأكبر من هذه الانتخابات، هي السلطة التي كانت تراهن على تحالف "أزرق أبيض" كثيرا".