ملفات وتقارير

تعرّف واقع أهالي "الركبان".. هل بدأ تفكيك المخيم جنوب سوريا؟

النازحون بمخيم الركبان يعانون أوضاعا صعبة ولا يستطيعون المغاردة بسبب شروط النظام- جيتي
النازحون بمخيم الركبان يعانون أوضاعا صعبة ولا يستطيعون المغاردة بسبب شروط النظام- جيتي

لا تزال عمليات إجلاء المئات من سكان مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية نحو مناطق سيطرة النظام السوري مستمرة، عبر معبر "جليغم" بتنسيق وتسوية مع الروس.

يأتي ذلك، إثر اجتماع عقده ممثلون عن روسيا وقوات النظام، بشخصيات من المخيم، الأسبوع الماضي، للتفاوض حول تفكيك المخيم.

وذكرت مصادر خاصة لـ"عربي21"، أن عشرات العائلات غادرت المخيم على دفعات ثلاث، فيما من المنتظر أن تغادر دفعة جديدة غدا السبت.

وأوضحت أنه من المتوقع أن يصل عدد المدنيين الذين سيغادرون المخيم قرابة 3 آلاف شخص، موضحة أن عدد من غادر حتى الآن 2600 شخص، بينما يستعد 400 شخص للمغادرة يوم السبت.

وعن وجهة العائدين، أشار الصحفي خالد العلي من المخيم، في حديث لـ"عربي21" إلى قيام النظام بنقلهم إلى مراكز إيواء في حمص، حيث تتم تسوية أوضاعهم فيها من خلال إجراء "المصالحات".

وأكد أنه "حتى الآن، لم يخرج من مراكز الإيواء التي هي أشبه بالمعتقلات، سوى بعض النساء، وبوساطة من وجهاء ومخاتير الأحياء في حمص".

 

اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": ضغوط روسية بإجراءات كارثية لإفراغ "الركبان"

من جانبه، قال نائب رئيس "هيئة العلاقات العامة والسياسية لمخيم الركبان" شكري الشهاب، "المغادرون للآن يشكلون أقل من 20 في المئة من إجمالي سكان المخيم البالغ عددهم 40 ألف نازح".

وأضاف لـ"عربي21"، السبت، أن "روسيا اعتمدت على استبيان مغلوط أجراه الهلال الأحمر السوري، حيث كان الروس يروجون بأن 80 في المئة من سكان المخيم يرغبون بالمغادرة، لكن قلة الأعداد صدمتهم، وهم يحاولون بشتى الطرق إجلاء أكبر عدد ممكن".

رفض للعودة

وكانت الهيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان، قد أعلنت عن رفضها لأي تسوية أو مصالحة تجبر النازحين على العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.


وأشارت في بيان، وصل لـ"عربي21" إلى خشية سكان المخيم من عمليات انتقامية تنفّذها بحقهم قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية لها، أو عمليات اقتياد للخدمة العسكرية، مطالبا بفتح طريق للنازحين نحو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وفي تعليقه على ذلك، قال الشهاب: "للآن، هناك رفض لتوجه سكان المخيم نحو الشمال السوري، غير أن القادم من الأيام قد يكشف عن تبلور جديد في المواقف"، من دون أن يوضح أكثر.

هل بدأ تفكيك المخيم؟

وقال الشهاب: "المغادرون هم من المتقدمين في السن، وكذلك من أصحاب الحالات الصحية الحرجة، بينما لم تسجل حالات لمغادرة الشباب ممن هم في سن التجنيد"، ما يعني بحسب الشهاب أن تفكيك المخيم للآن غير مطروح.


وفي الشأن ذاته، نفى الصحفي خالد العلي، الأنباء التي تشير إلى اتفاق روسي-أمريكي على تفكيك المخيم، نافيا كذلك الأنباء عن عقد اجتماع عسكري بين الجانبين في المخيم.

بدوره، أكد مصدر إغاثي من المخيم لـ"عربي21"، أن "كل المؤشرات تؤكد أن تفكيك المخيم أمر مستبعد، وخصوصا لدى النظر إلى رفض غالبية السكان العودة إلى مناطق النظام".

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن عمليات العودة تتم بدون ضمانات أممية، مشككا بالوعود اللروس للمتخلّفين عن الخدمة الإلزامية أو المنشقين بمنحهم مهلة ستة أشهر للالتحاق.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد دعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، الأحد، إلى إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية.


وأضاف لافروف، أن "معظم النازحين هناك يرغبون بالعودة إلى بيوتهم بالإضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية".

 

اقرأ أيضا: لافروف يدعو إلى إغلاق مخيم الركبان في أقرب وقت ممكن

من جانبه، قال الصفدي إن "الحل الأساس والحل الجذري للركبان هو في عودة قاطنيه إلى مناطقهم". وأكد أن "ظروف التوصل إلى هذا الحل باتت متاحة الآن".


وأضاف: "نحن في حوار مع روسيا وأميركا حول هذا الموضوع، وهناك اجتماعات ثلاثية تمت، ونتطلع إلى اجتماع ثلاثي مقبل أيضًا من أجل التوافق على حل هذه القضية الإنسانية الكبيرة".


ومن المقرر أن يستضيف الأردن، في أواخر الشهر الجاري، اجتماعا روسيا أمريكيا لبحث مصير مخيم الركبان، الواقع في منطقة التنف (المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي) التي يسيطر عليها التحالف الدولي.

التعليقات (0)