هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية، الاثنين، إلى مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي يعتزم نظام عبد الفتاح السيسي شرعنتها، من أجل إطالة حكمه.
وطالبت الجماعة الشعب المصري بـ"استمرار رفض الانقلاب العسكري، وكل ما ترتب عليه من إجراءات باطلة، وتأكيد أن التعديلات الدستورية لا تمنح المُنقلبين أية شرعية، فما بُني على باطل فهو باطل، والشرعية فقط لاختيار الشعب".
وشدّدت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها، الثلاثاء، وصل "عربي21" نسخة منه، بخصوص موقفها من التعديلات الدستورية، على رفضها لما وصفته بالمسرحية الهزلية الخاصة بتعديل الدستور، مؤكدة أنها "تدين هذا الانقلاب الجديد، جملة وتفصيلا".
اقرأ أيضا: فضيحة.. مصر تحجب 34 ألف موقع لمحاربة حملة "باطل"
وطالبت بمواصلة "المقاومة السلمية للانقلاب العسكري وطغمته الخائنة الفاسدة حتى إسقاط ذلك الانقلاب، وإعادة حقوق الشعب المختطفة وتحقيق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، والتعاون في ذلك مع كل المخلصين من أبناء الوطن".
وأشارت جماعة الإخوان إلى "الثقة في وعي الشعب المصري، وقدرته على نزع أية شرعية يحاول الانقلابيون الحصول عليها، وذلك بمقاطعة هذه المسرحية، كما حدث في مسرحية ما تسمى الانتخابات الرئاسية، ومسرحية الاستفتاء على دستور العسكر الذي لم يحترموه يوما".
ولفتت إلى دعمها "كل الجهود المخلصة، التي يبذلها جميع المصريين في الداخل والخارج، من شتى الاتجاهات؛ لكسر الانقلاب وتحرير الوطن، وتجديد الدعوة للجميع بالتعاون والعمل المشترك -في المتفق عليه- من أجل الوطن؛ فإنقاذ الوطن مقدم على كل شيء".
مسرحية
وقالت: "في واحدة من حيل وأكاذيب العسكر المتكررة، تشهد مصر هذه الأيام مسرحية ما تسمى بالتعديلات الدستورية، وهي في حقيقتها انقلاب جديد، يعد امتدادا للانقلاب العسكري الدموي الذي قام به السيسي مع طغمة من أعداء الشعب في 3 تموز/ يوليو 2013م، واغتصبوا به الإرادة الشعبية، وانقلبوا على أول رئيس مدني منتخب بإرادة حرة في تاريخ مصر".
وأضافت جماعة الإخوان: "تعد هذه المسرحية ذروة سياسات الانقلاب الكارثية التي تهدف إلى العسكرة التامة للدولة، والسيطرة الكاملة على مقاليد الأمور، والهيمنة على مجمل النشاط الاقتصادي، وإغلاق المجال العام أمام أية فرصة للتغيير".
وتابعت: "جاءت هذه المسرحية بعد ممارسة الانقلاب لسياسة الأرض المحروقة التي نتج عنها تدمير مقدرات الوطن، ونهب ثرواته، وسحق المواطن المصري بموجات متلاحقة من الغلاء والفساد والإهمال، ناهيك عن الظلم والقمع والاستبداد، وتسييس القضاء، والزج بخيرة أبناء الوطن، رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، من كل الاتجاهات، في السجون والمعتقلات، وإخفائهم قسريا، وتعذيبهم، وقتلهم بالإهمال الطبي، وإعدامهم بدم بارد، وبأحكام جائرة".
اقرأ أيضا: لماذا تغيرت مدد حكم السيسي بتعديلات الدستور بعد لقاء ترامب؟
كما أن تلك التعديلات جاءت، وفقا لبيان الإخوان، نتيجة "تقزيم دور مصر الإقليمي والدولي، ورهن القرار الوطني للشرق والغرب، والتفريط في تراب مصر وبيع أرضها في صفقة القرن لحساب الصهاينة، والهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب على حساب الحق الفلسطيني والمقدسات الإسلامية".
واستدرك بالقول: "لكن رغم هذه الممارسات ورغم الدعم الإقليمي والدولي لم يتمكن الانقلاب من كسر إرادة الشعب المصري الذي ما زال -وسيظل- يرفض الانقلاب ويقاوم الظلم، ويقدم التضحيات، ويستعلي على همومه وآلامه، آملا في غد أفضل يتحرر فيه الوطن، وتتحقق فيه الآمال وما ذلك على الله بعزيز".
وأشارت إلى أن "رسائل الشهداء ووصاياهم لنا، والمواقف المشرفة لأهاليهم، واحتشاد المجتمع في جنائزهم -رغم القمع الأمني- خير شاهد على ذلك، كما أن رسائل الأحرار من وراء القضبان شاهد آخر، فهي تفيض يقينا وثباتا وصمودا وإصرارا على مواصلة طريق الكفاح، فلا بديل عن الحرية الكاملة للوطن".