هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشهد محيط العاصمة الليبية طرابلس، اشتباكات، مساء اليوم السبت، بين قوات حكومة الوفاق، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في محاور عدة.
وقال الناطق باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني محمد قنونو، إن عملية بركان الغضب قد دخلت اليوم السبت مرحلة جديدة، تمكنت خلالها القوات من إعادة رسم خارطة المعركة على الأرض، بعد هجوم كاسح وضربات موجعة لميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأضاف قنونو في إيجاز صحفي اليوم السبت، أن ميليشيات حفتر فروا من أرض المعركة، تاركين خلفهم الدمار والخراب في المساكن التي كانوا يختبئون فيها.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الوطني، أن قوات الجيش التحمت بمحوري عين زارة ووادي الربيع، بعد أن دمرت آليات ميليشيات حفتر، واستولت على عدد منها، فيما ألقت القبض على عدد من المسلحين، خلعوا ملابسهم العسكرية واختبؤوا بين المدنيين.
وتابع قنونو أن محور السواني والعزيزية شهد تقدما لقوات جيش الوفاق حتى منطقة بير التوتة التي انطلقت منها صواريخ غراد وسقطت على الآمنين في منطقة أبوسليم يوم الثلاثاء وراح ضحيتها عشرات الأبرياء من المدنيين، مؤكدا أنها تواصل تقدمها باتجاه قصر بن غشير.
اقرأ أيضا: هل تؤثر مكالمة ترامب لحفتر على المشهد في ليبيا؟
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي سيطرة قوات الجيش على كامل منطقة السواني وكوبري الزهراء، ودحر ميليشيات حفتر إلى منطقة الهيرة، والقبض على عدد من أفرادها وآلياتهم و عتادهم، وهروب فلولهم داخل مدينة غريان التي أصبحت قوات الجيش على مشارفها.
وأشار قنونو إلى أن سلاح الحو الليبي، نفذ تسع طلعات قتالية استهدفت مواقع خروج الطيران، الذي يقصف مدينة طرابلس.
ولفت المتحدث باسم الجيش الليبي إلى أن قوات الجيش ملتزمة بالقانون الدولي والإنساني، وما تفرضه من مبادئ حقوق الانسان واحترامها بالكامل في معاملة الأسرى خاصة القُصّر منهم.
ونوه قنونو إلى أن قوات الجيش الليبي تراعي السكان العالقين منهم في مناطق الاشتباك، وتأمين ممرات لفرق الهلال الأحمر، والعمل على حماية ممتلكاتهم.
وقال مصدر عسكري لـ"عربي21"، أن قوات حكومة الوفاق سيطرت على مثلث الكهرباء بوادي الربيع.
وأضاف، أن اشتباكات ضارية تجري في محوري وادي الربيع وعين زارة، بين قوات الوفاق، وقوات حفتر.
ولفت المصدر، إلى أن قوات الوفاق، تمكنت من السيطرة بالكامل على منطقة الطويشة قرب المطار.
وقالت مصادر طبية، إن 9 من قوات حفتر بينهم ضابط وقائد ميداني قتلوا في طرابلس.
وأقرت الكتيبة 17 صاعقة، التابعة لحفتر مقتل قائدها في المعارك الضارية جنوبي طرابلس.
وطالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، جميع القوات التابعة للجيش الليبي، بحسن معاملة الأسرى من وقات حفتر خاصة الذين لم يبلغوا السن القانونية، وذلك وفقا للقانون الدولي الإنساني.
اقرأ أيضا: مبعوث الأمم المتحدة بليبيا ينفي تعرضه لمحاولة اغتيال بطرابلس
وقال السراج، بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي في بيان " يجب أن نعاملهم بأخلاقنا ومبادئنا التي تنص عليها القوانين الوطنية والدولية".
كما دعا القوات التابعة للجيش الليبي إلى " مراعاة السكان العالقين في مناطق الاشتباكات، والعمل على حماية ممتلكاتهم" وذلك أثناء الرد على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أو التقدم في جبهات القتال.
ونهى رئيس المجلس الرئاسي الضباط والجنود عن "الرد على الخطاب الجهوي الصادر من مليشيات حفتر" مؤكد أن المعركة من أجل الوطن الواحد وبناء الدولة المدنية.
وشدّد البيان على أن " الاعتداء الي قام به حفتر تحركه نزوات وأوهام شخصية، ولا ينسب لمنطقة أو قبيلة"
ودارت معارك ضارية فجر السبت على عدة محاور في محيط العاصمة، فيما حققت قوات الوفاق التي أطلقت عملية "بركان الغضب" تقدما في محوري عين زارة، وقصر بن غشير جنوب طرابلس، وتمكنت من السيطرة على تمركزات جديدة في محيطها، بعد أن طردت قوات حفتر منها.
من جهته قال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، في تصريح نقلته قناة فبراير المحلية، إن الكتائب المسلحة التابعة للحكومة تجري تحضيرات للمرحلة الثانية من عملياتها ضد قوات حفتر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى المتمثلة في وقف تقدم حفتر نحو العاصمة قد انتهت بنجاح.
وبدت علامات تقهقر كبير، على قوات حفتر، في 18 أبريل، عند محوري السواني-الزهراء، والعزيزية، على تخوم العاصمة طرابلس.
وباتت القواعد الخلفية لقوات حفتر بمدينة غريان، مهددة بالسقوط، عقب التحام "كتائب مصراتة"، و"كتائب الزاوية"، و"فرسان جنزور"، والقوة الوطنية المتحركة بـ"كتائب الزنتان"، التابعة جميعا لحكومة "الوفاق الوطني".
في سياق متصل قالت مصادر محلية، إن قوات الحكومة اعترضت الليلة الماضية شاحنة إمداد تابعة لحفتر في منطقة بوابة السدادة شرقي مصراته، وسيطرت عليها بالكامل.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري في طرابلس لـ"عربي21" إن قوات اللواء المتقاعد أعدت خطة جديدة للهجوم على طرابلس، بهدف فتح جبهات جديدة بمساعدة عدد من الضباط المصريين.
وقال المصدر، إن معلومات استخبارية وصلت تفيد بأن اجتماعا أجري بين ثلاثة ضباط مصريين وضابطين من قوات حفتر في معسكر الرجمة شرق بنغازي، جرى خلاله التخطيط لدفع قوات جديدة يقودها الضابط في الكتيبة 32، ويدعى دوشكة الترهوني، بهدف تشتيت قوات الوفاق في محوري وادي الربيع وطريق المطار.
وتشمل الخطة، محاولة قوات حفتر تنفذ عملية ضغط كامل على محور عين زارة (تبعد عن وسط طرابلس 9 كيلومترات)، بما يمكنها من السيطرة الكاملة عليها.
اقرأ أيضا: حفتر يخسر القوس الغربي من معركة طرابلس (خريطة)
ولفت المصدر إلى أن الخطة تشمل قطع الاتصالات بالكامل عن المناطق المذكورة، بهدف عزلها، إضافة إلى استخدام خلايا "نائمة" لمساندة قوات حفتر.
على صعيد آخر، تتواصل المظاهرات المنددة بالهجوم الذي ينفذه حفتر على طرابلس، حيث احتشد مئات الليبيين في العاصمة الماليزية كوالالمبور تنديدا بالهجوم، فيما خرج الآلاف في مدينة نالوت الساحلية (غربا) تنديدا بالهجوم أيضا.
وتشهد العاصمة الليبية، منذ 4 نيسان/ أبريل الجاري، مواجهات بين قوات حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا، وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الشرق، التي أطلقت عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس (غربا)، مقر حكومة "الوفاق الوطني".