هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا لمراسلتها إيما غراهام- هاريسون، تقول فيه إن سقوط الرئيس السوداني السابق عمر البشير، مدين للسودانيين في الشتات، إضافة إلى الدور الذي قام به السودانيون في الداخل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى ما قيل عن الحانة المتواضعة في لندن، واسمها "مانكي بازل"، الواقعة في بادينغتون في غرب لندن، بأنها أدت دورا في الثورة، لافتا إلى أن هذه الحانة أصبحت شهيرة في السودان، التي تبعد عن لندن آلاف الأميال، وسبب شهرتها لا علاقة له بالشراب أو أجواء اللقاءات فيها، بل لتهمة تحولها إلى مركز للتآمر الثوري ضد نظام البشير.
وتفيد هاريسون بأن الصحافي حسين خوجلي ظهر على التلفاز شاجبا الحانة؛ باعتبارها مركزا للتآمر على نظام البشير، الذي انهار في بداية هذا الشهر، قائلا: "يجلسون في لندن ويخططون للمظاهرات"، وأضاف خوجلي: "يسيطر الشيوعيون على تلك الحانة، وعلى نشاطاتها كلها".
وتنقل الصحيفة عن الصحافية البريطانية السودانية أوثيلات سليمان، قولها: "فكرت في الذهاب إلى الحانة وأخذ صورة أمامها؛ لأن الحديث عن التخطيط للثورة في لندن أمر سخيف".
ويجد التقرير أنه بعيدا عن صرخات خوجلي المثيرة للدهشة، يُذكر الدور الذي أداه السودانيون في الشتات، ففي الوقت الذي خاطر فيه السودانيون في حياتهم لمواجهة أمن النظام السابق، فإن المنفيين الذين هربوا من ديكتاتورية النظام كانوا يقفون وراءهم مع جيل جديد من الناشطين.
وتورد الكاتبة نقلا عن مدير مركز دراسات السلام في جامعة الخرطوم منزول عسل، قوله: "أدى السودانيون في الشتات دورا في سقوط البشير"، وأضاف: "كانوا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وضغطوا على الحكومات التي يعيشون فيها، ونظموا أنفسهم سياسيا، وتظاهروا في أوروبا وأمريكا وأستراليا".
وتقول الصحيفة إنهم أدوا دورا من خلال تجمع المهنيين السودانيين وفروعه حول العالم، خاصة أن معظمهم أجبر على ترك بلاده بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية لنظام البشير عليهم، ولهذا كانوا مصممين على استعادة بلادهم.
وينقل التقرير عن الفنانة إسراء الكوقلي، قولها: "لكل جلدة تلقيتها في الشارع لدي هذا التحدي الذي يتردد في جسدي"، مشيرا إلى أن إسراء تعيش في السويد لكنها تريد العودة والتمتع بالحياة التي تريدها مع أولادها، حيث ظل السودانيون في المنفى على صلة مع بلدهم، رغم طول أمد المنفى.
وتورد هاريسون نقلا عن الكاتب جمال محجوب، الذي غادرته عائلته في البداية بعدما أغلقت السلطات صحيفة والده، قوله: "ظل الشتات مرتبطا وبعمق ببلده، رغم أن المنفى امتد من عقد إلى عقود"، وأضاف مؤلف كتاب "خط على النهر" أن "حس الارتباط كان قويا ونقلوه حتى لأبنائهم.. خاصة خلال الـ10 أو 15 عاما الماضية، عندما تواصل الناس عبر منابر التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة حيث حدثت ثورة" في التواصل، وأشار إلى أن سودانيي الشتات أصبحوا واعين لما يجري.
وتنقل الصحيفة عن المستشار القانوني أنيس عبد العزيز، الذي فر والده من السودان بعد سجنه وتعذيبه، قوله: "لم أفعل أي شيء في الماضي لأن أي عمل كان عبثيا، وعندما اندلعت التظاهرات قلت لنفسي حان الوقت لمواصلة ميراث عائلتي".
وبحسب التقرير، فإنه لا يمكن تحديد عدد السودانيين في الخارج، إلا أن عسل من جامعة الخرطوم يقول إن عددهم يتراوح ما بين 3 و5 ملايين شخص يحملون الجواز السوداني، أو يقدمون أنفسهم على أنهم سودانيون.
وتذهب الكاتبة إلى أن ما هو أهم من هذا كله هو رغبة الكثيرين من سودانيي الخارج في العودة والمساعدة في بناء البلد، ومنع الجنرالات من سرقة الثورة التي انتصرت بصعوبة.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أنه خلافا للناشطين والمنفيين في الغرب، فإن العاملين في دول الخليج، خاصة السعودية، لم يكونوا مشاركين أو معبرين عن دعمهم بقوة؛ لأن الأنظمة الديكتاتورية في هذه البلدان تمنع أي نشاط سياسي، لافتة إلى أن الأمم المتحدة تقدر عدد السودانيين في السعودية بـ400 ألف سوداني.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)