هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير إسرائيلي في
الشؤون الدولية إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تواجه أزمة مالية كبيرة قد
تؤثر على علاقات إسرائيل الدبلوماسية، تشمل إغلاق ممثليات، وتراجعا في الكادر
البشري، في ظل انخفاض موازنتها، رغم أنها من أهم وزارات الحكومة من الناحية
الاستراتيجية، ما قد يسفر عنه تضرر العلاقات الخارجية لإسرائيل".
وحذر سفراء سابقون
وحاليون من "أن عمل الوزارة يقترب من درجة الصفر".
وأضاف أورن نهاري في
تحقيق مطول لموقع "ويللا" الإخباري، ترجمته "عربي21" أن
"من الشواهد الخطيرة على أزمة وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تتزامن مع ما
تشهده دولة السودان من أحداث متلاحقة، فالسودان يتمركز فيه النيل الأزرق الأبيض،
ولديه حدود شمالية مع مصر، وجنوبية مع القارة الأفريقية، وانقسم إلى دولتين،
إحداهما جنوب السودان المسيحية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل".
وأوضح أنه "من
المفروض في مثل هذه الأيام المشتعلة أن يكون السفير الإسرائيلي في جوبا بحالة
استنفار في الميدان، من أجل استغلال الفرص، ومحاولة تحسين وضع إسرائيل في هذه
الدولة التي تمر بمرحلة انتقالية، لكن السفير حنان غودير ليس موجودا هناك، وليس
لإسرائيل سفارة في جوبا، لأن غودير قائم بأعمال سفير وموجود في إسرائيل، ويدير
أعمال السفارة من هنا، لأنه لا يوجد ميزانية لترتيب سفرياته من وإلى تل أبيب".
إقرأ أيضا: سفير إسرائيلي: عودة العلاقات مع مصر لـ"شبه الروتين".. كيف؟
وأكد أن "هذا
الأمر المخجل والمعيب ليس الوحيد، فلدينا مشكلة أخرى مع سفيرنا في مقدونيا، وهي
التي قبلت أخيرا في حلف الناتو، ولديها موقع استراتيجي، وهذا هو الوقت المناسب
لتحسين علاقتنا معها، بحيث يصبح لإسرائيل عنصر تأثير جديد في القارة الأوروبية
والناتو وغيرها من المؤسسات الهامة، لكن السفير المعين فيها دان أوريان ما زال
عالقا في إسرائيل، ولم يسافر بسبب نقص الموازنة".
وأشار إلى أن "ست
سفراء إسرائيليين ما زالوا عالقين بإسرائيل، وهم من كبار السفراء والممثلين
المرموقين لإسرائيل حول العالم، لكنهم بحاجة للأدوات، وإسرائيل لا توفرها لهم، مع
أن عهد الدبلوماسية التقليدية الكلاسيكية ولى منذ زمن طويل، حين كان السفير يحدد
علاقات دولته مع الدولة التي يقيم فيها، فاليوم يجري الزعماء محادثات هاتفية،
ويقررون كل شيء، ويصدرون منشورات وتغريدات على تويتر، بمثابة قرارات سياسية
وعسكرية ومالية".
واستدرك قائلا إنه
"رغم حلول أدوات جديدة في العمل الدبلوماسي، لكن التواجد البشري له دور كبير
في توجيه الرأي العام، بدليل أن وزارة الخارجية الإسرائيلية دأبت في السنوات
الأخيرة على استضافة صحفيين وكتاب، وهم من ساسة المستقبل في الاتحاد الأوروبي
وأفريقيا، لتنظيم جولات داخل إسرائيل، والخروج بانطباعات إيجابية عنها، والعودة
بها لبلادهم".
وكشف النقاب أن
"القنصل الإسرائيلي الأسبق في سان فرانسيسكو دانيئيل شاك، دعا قبل سنوات
طويلة في محاضرة صغيرة في جامعة ستانفورد لزيارة إسرائيل، وكانت زيارة ناجحة، حيث
كونت لنفسها صورة إيجابية عن الدولة، وبعد سنوات أصبحت هذه المحاضرة، وهي كوندوليزا
رايس، مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية الأمريكية".
وتساءل الكاتب:
"كم تكلف إسرائيل سفرية عاجلة إلى جنوب السودان أو مقدونيا، أو استضافة وفد
صحفي أو أكاديمي، إنها تساوي صفر في قيمة الموازنات الحكومية".
وتطرق التحقيق إلى
"العلاقات المميزة بين إسرائيل وروسيا، وضرورة عدم اقتصارها على اتصالات رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين، بحيث بدأ بالتحضير لتنظيم زيارات
خاصة لعدد من البرلمانيين الروس والمدونين الروس المشهورين، إلى إسرائيل، لكنها لم
تتم بسبب عدم وجود ميزانيات كافية لدى وزارة الخارجية".
وختم بالقول إن
"الإشكال الذي تعانيه وزارة الخارجية الإسرائيلية يزداد في ظل وجود إسرائيل
في محيط عربي وإسلامي معاد في معظمه، وعلاقات معقدة مع الاتحاد الأوروبي، وتربطنا
علاقات اقتصادية كبيرة مع عدد من دول العالم، لكنها تصوت ضدنا في الأمم المتحدة
مثل الصين والهند، فيما تتركز علاقاتنا بصورة أساسية مع الجانب المحافظ جدا في
الحزب الجمهوري الأمريكي".