نشر موقع "
نيوز
ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن رفض الولايات المتحدة تمديد الاستثناءات
المتعلقة بالعقوبات بموجب الحصار ضد
إيران، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم
الوضع الاقتصادي في طهران.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إنه بالنظر إلى أن الصين أكبر مستورد
للنفط الإيراني، فإنه يمكن اعتبار أن السياسة الأمريكية المتمثلة في "صفر من
الاستيراد" موجهة خصيصا لها. وعلى خلفية حروب التعريفة الجمركية المستمرة، من
المهم بالنسبة للولايات المتحدة الحصول على سبب رسمي آخر للضغط على السلطات
الصينية.
وردا على قرار
الولايات المتحدة باعتماد سياسة "صفر من الاستيراد" ضد
النفط الإيراني،
ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن هذه الإجراءات لا معنى لها، معلنة في الوقت نفسه
عن إجراء مشاورات مع شركاء أجانب بشأن التدابير الأخيرة التي اتخذتها واشنطن.
وذكر الموقع أن الصين
تعتبر الشريك الرئيسي لإيران، وقد كانت من أوائل الدول التي عبرت عن رأيها بشأن
تشديد القيود الأمريكية، واصفة مثل هذه القرارات بأنها نتيجة لسياسة خاطئة لذلك
رفضت تنفيذها. وقد نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن المتحدث باسم
وزارة الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، أن "الصين تعارض فرض
عقوبات من جانب
واحد، كما أن التعاون بين الصين وإيران مفتوح وشفاف وقانوني، لذلك يجب احترامه.
وستبذل الحكومة الصينية قصارى جهدها من أجل حماية المصالح المشروعة لشركاتها".
وأوضح الموقع أن أنقرة
أعربت بدورها عن موقفها من شراء النفط الإيراني، وهي تعارض مثل هذه الخطوات
والضغط. وحيال هذا الشأن، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن
"تحديد الدولة التي يجب شراء النفط منها بدلا من ايران، يعني تجاوز الحدود
المسموح بها". علاوة على ذلك، أعلنت الهند أنها تدرس عواقب قرارات واشنطن، في
حين أعربت اليابان عن استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل وسط.
ويوم 22 نيسان/ أبريل،
أعلن البيت الأبيض أن سياسة "صفر من الاستيراد" ستدخل حيز التنفيذ، وكل
من لا يمتثل لطلبات الولايات المتحدة بعد الثاني من أيار/ مايو سيخضع للعقوبات.
وفي وقت سابق من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، أعفت السلطات الأمريكية ثماني دول
من الامتثال لحظر النفط لمدة 180 يومًا، على أمل أن يقوم المستوردون الأكثر
اعتمادًا على المواد الخام الإيرانية بتنويع مصادر إمدادهم بالطاقة تدريجيا.
اقرأ أيضا: أسواق النفط تمتص "صدمة ترامب".. وأسعار الخام تتراجع
وأشار الموقع إلى أن
بعض البلدان تخلت عن إيران كمورد أساسي للنفط، بينما ظلت الصين وتركيا وكوريا
الجنوبية واليابان والهند مستهلكين للنفط الإيراني بامتياز. وعلى صعيد آخر، دعا
مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، القيادة الإيرانية إلى تغيير سلوكها
المزعزع للاستقرار، الذي لن يضر سوى بمواطنيها.
ونوه الموقع بأنه من
شأن الإجراءات المناهضة لإيران أن تساعد واشنطن في العثور على سبب رسمي آخر للضغط
على بكين قبل التوقيع الوشيك على اتفاقية تجارية بين دونالد ترامب والرئيس الصيني،
شي جين بينغ، في اليابان في أيار/ مايو، لضمان الحصول على شروط مناسبة للصفقة.
وقبل أن تشمل العقوبات
جميع الدول الموردة للنفط من طهران، لاحظ المراقبون انخفاضا نسبيا في مستوى صادرات
النفط الإيراني، حيث بلغ حجم مشتريات النفط الإيراني أدنى مستوياته في نيسان/
أبريل 2019، بما يعادل أقل من مليون برميل في اليوم. ويرى المراقبون أن الشركات
الأجنبية بدأت في تخفيض مشترياتها تحسبا لتشديد الإجراءات التقييدية الأمريكية.
وأورد الموقع أنه وفقا
لبعض البيانات، لن تتخلى واشنطن عن سياسة الاستبعاد فيما يتعلق بشركاء طهران. كما
ذكرت مصادر في إدارة ترامب لوكالة "رويترز" أن العقوبات الأمريكية
الأخيرة ضد الحرس الثوري الإيراني لا يمكن أن تكون واسعة النطاق، لذلك وافقت وزارة
الخارجية الأمريكية على استثناء بعض المؤسسات والمنظمات غير الربحية، إلى جانب بعض
الدول.
وفي الختام، أكد
الموقع أن السلطة التنفيذية الأمريكية تحتفظ بحق فرض تدابير تقييدية ضد المسؤولين
أو الشركات أو المنظمات غير الحكومية التي تساعد الحرس الثوري الإيراني.