هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، أعده كل من جيسون بيرك ومايكل صافي، تكشف فيه عن أن أجهزة الأمن السريلانكية كانت تعلم عن وجود شبكات متطرفة في البلاد، وقبل أشهر من التفجيرات.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مصادر قولها إن السلطات السريلانكية تلقت قبل أربعة أشهر معلومات من أجهزة أجنبية، عن وجود شبكة من المتطرفين الإسلاميين ناشطة في البلاد، ومن المحتمل أن تقوم بهجمات إرهابية.
ويعلق الكاتبان قائلين إن الكشف عن معرفة المسؤولين في البلاد وبأنهم علموا بوجود التهديد الذي يمثله منفذو مجازر عيد الفصح يوم الأحد، التي قتل فيها 350 شخصا، سيؤدي إلى غضب شديد على ما سينظر إليه فشل منظم، وعلى مستويات الأجهزة الأمنية كلها.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس السريلانكي ميثريبالا سيرسينا طالب يوم الأربعاء باستقالة مسؤولين كبار في الأمن، فشلوا في تمرير التحذيرات الأمنية التي أرسلتها الأجهزة الأمنية في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الهجوم.
ويورد التقرير نقلا عن هذه المصادر، قولها إن التحذيرات الرسمية جاءت بعد أشهر من المحادثات الرسمية بين المحققين الهنود ونظرائهم السريلانكيين، التي تم فيها تمرير تفاصيل عن الشبكة، وهويات أعضائها للمسؤولين في كولومبو.
ويذكر الكاتبان أن الرئيس السريلانكي دعا لإعادة تأهيل وتغييرات في أجهزة الأمن، بعد فشلها في منع أعنف هجوم ينفذ في السنوات الماضية، فيما أخبر المارشال والسياسي السريلانكي ساراث فونيسكا، البرلمان، بأن الهجمات تم التخطيط لها على مدى سبعة أو ثمانية أشهر، وكشف عن "ثغرات كبيرة في جمع المعلومات الأمنية"، وقال إن الحكومة كلها تستقيل في بلد آخر بسبب خطأ فادح كهذا، "لكن هذا لا يحدث هنا"، وأضاف: "أصبح الأمن هنا نكتة".
وتكشف الصحيفة عن أن السلطات الأمنية في الهند حصلت على المعلومات عندما قامت بمداهمات لبيوت ومخابئ متعاطفين مع تنظيم الدولة في تشرين الثاني/ نوفمبر، ومن التحقيقات التي تبعت ذلك، وصادرت القوات الأمنية عددا كبيرا من الهواتف النقالة والرقائق الإلكترونية والعصي الإلكترونية، وكشفت عن صلة بين زعيم الشبكة السريلانكية محمد زهران هاشم والمتعاطفين في الهند.
وينوه التقرير إلى أن عملية للمراقبة كشفت عن قيام الناشط المتشدد المعروف في سريلانكا هاشم، بالاتصال مع الناشطين في بنغلاديش، بحسب بعض التقارير، واتصل هاشم مع ناشطين في شرق أفغانستان على صلة مع تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة قد أعلن مسؤوليته عن المجزرة، التي تعد أكثر العمليات التي ينفذها أتباع له عنفا.
ويقول الكاتبان إن المسؤولين الهنود زادوا من تحذيراتهم غير الرسمية للسريلانكيين بعد العثور على متفجرات في المتنزه الوطني في شمال غرب سريلانكا، وتم ربط جماعة هاشم بالمتفجرات، فيما لم يكن هناك ما يشير إلى أن الجماعة تخطط لاستهداف الكنائس والفنادق.
وتقول "الغارديان" إنه ليس من الواضح السبب الذي دعا نيودلهي إلى الانتظار حتى نيسان/ أبريل حتى تقدم تحذيرا رسميا عن المخاطر الإرهابية، لافتة إلى أن حصيلة قتلى الهجمات على ثلاث كنائس وثلاثة فنادق راقية بلغت 359 قتيلا حتى يوم الأربعاء.
ويستدرك التقرير بأنه رغم حجم الهجمات، إلا أن رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريمسنغ قال إن هناك عددا من المشتبه بهم ولديهم متفجرات لا يزالون طلقاء، وأضاف أن هناك الكثير من المتفجرات والمتشددين "الطلقاء"، وأكد أن فندقا رابعا استهدف، لكن المنفذين فشلوا، وأشار إلى أن السفارة الهندية كانت هدفا محتملا.
ويشير الكاتبان إلى أنه تم تحديد هوية أحد المشتبه بهم، من الذين شاركوا في العملية، وهو عبد اللطيف جميل محمد، الذي قال وزير الدفاع إنه درس في بريطانيا، وأكمل دراساته العليا في أستراليا.
وتنقل الصحيفة عن المحققين البريطانيين في مجال الإرهاب، قولهم إن جميل درس في جامعة في جنوب شرق إنجلترا، في الفترة ما بين 2006 و2007، ويقومون بالبحث عن زملاء له، أو أي إشارات عن ميوله المتشددة في أثناء إقامته في بريطانيا، مشيرة إلى أن عدد المعتقلين الذين اعتقلوا منذ الهجمات بلغ 60 شخصا أو أكثر.
ويورد التقرير نقلا عن المصادر ذات العلاقة بالتحقيقات، قولها إن هناك تسعة أشخاص أو أكثر مرتبطين بالهجمات لا يزالون أحرارا، لافتا إلى أنه لم يتم بعد التأكد من دور تنظيم الدولة في الهجمات، وربما كان مسؤولا عن تحويل اهتمام جميل وجماعته من استهداف التماثيل البوذية، إلى أهداف تخدم أيديولوجية التنظيم الجهادية الدولية.
ويقول الكاتبان إن هاشم ظهر في شريط فيديو بثه إعلام التنظيم يوم الثلاثاء، بعدما أعلن مسؤوليته عن الهجمات، وارتدى الأسود، وبدا يقود مجموعة من المهاجمين وهم يقسمون الولاء لزعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المسؤولين الغربيين والآسيويين يقولون إن هاشم بدأ جماعته المتطرفة في بلدة صغيرة في شرق سريلانكا، واستهدف الشباب المحرومين، وسافر الرجل إلى الخارج خلال العامين الماضين، وربما زار المالديف، التي أصبحت في السنوات الأخيرة مركزا للتطرف.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)