هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استطاع علماء استخدام شكل موسع من التحفيز الكهربائي لتعزيز الذاكرة العاملة لدى كبار السن، ما منحهم قدرة على التفكير بأدمغة شابة تبلغ من العمر 20 عاما على الأقل بشكل مؤقت.
ووفقا لموقع "سينس اليرت"، تعتبر الذاكرة العاملة مسؤولة عن الإدراك المعرفي المسؤول عن اتخاذ القرارات، ما يتيح الاحتفاظ والوصول إلى المعلومات المفيدة ذات الصلة، مثل الأسماء وأرقام الهواتف والمكان الذي وضعت فيه الأشياء.
لسوء الحظ، تتراجع هذه الذاكرة كلما تقدم الشخص في العمر، وليس فقط على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل الخرف، حتى الأصحاء يعانون منها.
ولكن لحسن الحظ أن هذا التراجع في الذاكرة العاملة لا يبدو أنه أمر دائم. حيث قال عالم الأعصاب روبرت رينهارت من جامعة بوسطن لصحيفة الجارديان: "إن التغييرات المرتبطة بالعمر ليست دائمة، ويمكننا إعادة توظيف الذاكرة العاملة بتفوق كتلك التي كانت لدى الشخص عندما كان أصغر سنا".
وفي البحث الذي أجراه رينهارت، قاموا بالمختبر بوضع تيار كهربائي موسع لكبار السن والشباب؛ لمعرفة مدى تأثيره على أداء الذاكرة العاملة، وتم تكليف المشاركين وعددهم 42 بمهمة ترتبط بالذاكرة، وهي تحديد الاختلافات بين الصور التي تم عرضها.
وكما كان متوقعا، فإن عجز الذاكرة العاملة لدى كبار السن جعلهم أبطأ وأقل دقة في إنجاز المهمة من الشباب الأصغر سنا.
وأضاف الباحثون أن الإيقاعات في أدمغتنا تفشل في التنسيق بينها بنجاح لدى كبار السن، وهذه الإيقاعات تساعد أجزاء مختلفة من الدماغ على نقل المعلومات والذكريات.
في الدراسة، أظهرت قياسات الدماغ الكهربائي (EEG) لنشاط الدماغ المشاركين تزامنا أكبر عند البالغين، ولكن عندما استخدم الباحثون شكلا مستهدفا لتنشيط التيار المتناوب عبر الجمجمة
الذي يسمى HD-tACS على المشاركين، اختفت عيوب التزامن.
وقال الباحثون: كان HD-tACS وكأنه يقضي على الضعف المرتبط بالعمر في دقة الذاكرة العاملة"،
" وكان هذا التحسن السلوكي كافيا لإزالة الفروق بين المجموعتين في دقة الذاكرة العاملة".
وأظهر كبار السن بعد تحفيز متوسط دقه لا يمكن تمييزها إحصائيا عن مستوى البالغين الأصغر سنا". 25 دقيقة فقط من تقنية التحفيز كانت كفيلة بتعزيز أداء المشاركين الأكبر سنا التي ارتقت إلى مستوى الأصغر سنا، واستمرت آثارها حتى 50 دقيقة بعد انتهاء التحفيز.
وعلى الرغم من أن الأمر سيستغرق الكثير من الأبحاث قبل فهم آلية العمل تماما، فإن النتائج تعد خطوة كبيرة إلى الأمام في معالجة العجز في الذاكرة العاملة لدى كبار السن.