ملفات وتقارير

تحذيرات من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى

الاقتحامات تزامنت مع احتفال المستوطنين بعيد الفصح- جيتي
الاقتحامات تزامنت مع احتفال المستوطنين بعيد الفصح- جيتي

يشهد المسجد الأقصى المبارك، تصاعدا ملحوظا في حملات الاقتحام التي ينفذها المستوطنون يوميا في باحاته المشرفة، وسط تحذيرات من تطبيق التقسيم المكاني والزماني بشكل رسمي من قبل الاحتلال، وبموافقة عربية.


وخلال الأسبوع الماضي، استباح ما يزيد عن 2000 مستوطن إسرائيلي المسجد الأقصى، خلال "عيد الفصح اليهودي"، حيث شارك في الاقتحامات التي تخللها أداء طقوس تلمودية، شخصيات إسرائيلية رسمية منها وزير الزراعة المتطرف أوري أريئيل، وذلك بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية.

وأوضح الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي صالح لطفي، أن "تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى من قبل اليمين الديني المتطرف يأتي في 3 سياقات، الأول؛ السياق السياسي السيادي، لأن المؤسسة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو تسعى عبر هذه الاقتحامات التي يشرف عليها مكتب رئيس حكومة الاحتلال مباشرة، إلى تقديم حالة سيادية؛ بأن إسرائيل هي السيد والمسؤول وصاحبة القول الفصل فيما يتعلق بالمسجد الأقصى".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذه رسائل يعمل نتنياهو على إيصالها بشكل يومي إلى عدة أطراف منها؛ السلطة الفلسطينية، الأردن لأنه صاحب الوصاية على الأقصى والمقدسيين على وجه الخصوص، باعتبارهم رأس الحربة في مواجهة هذا الاحتلال في القدس ككل والبلدة القديمة بشكل خاص والأقصى على وجه الخصوص".

ولفت لطفي إلى أن "نتنياهو يبعث برسائل يومية أيضا للفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، لأنهم الجسم الذي يشد الرحال يوميا للأقصى"، موضحا أن السياق الثاني يتعلق بـ"الاجتماع الإسرائيلي ذاته؛ فنتنياهو منذ أن تولى الحكومة في 2009 وحتى الآن، يسعى إلى ترسيخ قضيتين أساسيتين في المجتمع الإسرائيلي هما؛ أن هذا المجتمع انتقل من طور الإسرائيلية إلى اليهودية الدينية؛ وهي الهوية التي تجمع بين البعد السياسي والديني، والتي تحتاج إلى مقدس يطلقون عليه في هذه الأيام جبل الهيكل (الأقصى)".

ضربة موجعة


وأما السياق الثالث فهو يتعلق بالبعد النفسي، بحسب المختص الذي أكد أن "إسرائيل تسعى إلى خلق إجماع داخل المجتمع الإسرائيلي بعد ميل المجتمع المطلق نحو اليمين المتشدد، حيث تحتاج جامعا لهذه المكونات اليمينة؛ سواء كانت يمينية علمانية، أو يمينية محافظة أو يمينية تقديمية أو أخرى متشددة".

 

اقرأ أيضا: مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحماية الجيش (شاهد)

وقدر الباحث، أنه "على امتداد السنوات الخمس القادمة، ستكون لهذه الاقتحامات تداعيات على بعدين؛ الأول مباشر؛ بحيث ستعمل المؤسسة الصهيونية على فرض واقع جديد في الأقصى على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل (تقسيم المسجد)"، متوقعا أن يتم هذا الأمر "بالتوافق مع الأردن، السعودية، المغرب، السلطة الفلسطينية، بحيث يكون لليهود موطأ قدم في الساحات الغربية للمسجد الأقصى؛ وسيكون وجود يهودي مكثف له بعد تعبدي".

من جانبه، أوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أنه "منذ بدء محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، تكرست 4 مواسم سنوية تشكل ذروات متكررة لاقتحام الأقصى في كل عام، وهي قائمة على استثمار أعياد دينية واستعمارية صهيونية ربطت بالأقصى ليصبح مركزا للاحتفال بها".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هبة باب الرحمة التي وقعت في 2 شباط/فبراير الماضي، قطعت الطريق على مشروع التقسيم المكاني الذي كان يعول على اقتطاع مبنى باب الرحمة ومحيطه من ساحة الأقصى الشرقية ليخصص لصلاة اليهود، فشكلت تلك الهبة ضربة موجعة وربما تكون قاصمة لمشروع تهويد الأقصى".

فرصة استثنائية


ونتج عن ذلك بحسب ابحيص، "تراجع ملحوظ في قدرة "ائتلاف منظمات الهيكل" على تعبئة وحشد المتطرفين الصهاينة لاقتحامات الأقصى، مقارنة بعيد الفصح في الأعوام الماضية"، منبها إلى أن "اليمين الصهيوني يحاول اليوم استعادة الزخم لأجندة تهويد الأقصى بعد الهزيمة التي مني بها أمام الجماهير المقدسية في هبة باب الرحمة".

وأضاف: "وفي هذا السياق جاء اقتحام أريئيل وزير الزراعة الخارج حديثا من الكنيست، واقتحام قائد شرطة لواء القدس ليشجع تلك الجماعات على استعادة زخم اقتحاماتها، وليحاول إعادة طمأنتها عبر تكثيف وجود القوات الخاصة إلى جانبهم".

 

اقرأ أيضا: إدانة قطرية وأردنية لاقتحامات المستوطنين المتكررة للأقصى

وقدر ابحيص، أن "هناك فرصة استثنائية في 2019 لكسر موجة التهويد المتصاعدة على الأقصى، فموسم الأعياد التالي هو ذكرى احتلال شرقي القدس وتأتي تقريبا خلال العشر الأواخر من رمضان، وهو ما سيجعل الاحتفاء الصهيوني بها مستحيلا، فقدرة الجماعات اليهودية على الحشد بالكاد تصل إلى 2000 مستوطن، بينما يتوافد الفلسطينيون والمقدسيون إلى الأقصى بمئات الآلاف في تلك الأيام".

وأضاف: "كما أن ذكرى خراب المعبد ستأتي في أول أيام عيد الأضحى المبارك تقريبا، ما يجعل الاحتفاء بها مستحيلا كذلك؛ وهو ما يؤهل الموسم الأخير لهذا العام؛ موسم رأس السنة العبرية وعيد العرش الذي سيبدأ من 30 أيلول/سبتمبر 2019، ويستمر مدة شهر تقريبا، مرشحا لأن يكون موسم مواجهة ساخنة على الأقصى؛ لأن جماعات المعبد ومن خلفها الدولة الصهيونية، ستحاول تعويض تلك الانتكاسات".

التعليقات (1)
مروان
السبت، 01-06-2019 03:37 ص
كلنا معا القضيه الفلسطينيه