هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعدت حدة التصريحات، بين المجلس العسكري الانتقالي
في السودان، وقوى معارضة أبرزها "إعلان قوى الحرية والتغيير"، وتجمع المهنيين
السودانيين، بعد تشديد المجلس على فتح الطرق، ومسارات القطارات وإزالة المتاريس، في
عدد من مناطق العاصمة وهو ما رفضه المعارضون.
وخرج المجلس العسكري أمس، في مؤتمر صحفي لنائب
رئيسه محمد دقلو حميدتي، حاملا تهديدات ضمنية بفتح المواقع المغلقة بالقوة، فضلا عن
اتهام الاعتصام المركزي، بضم عناصر من جماعات مسلحة، يقاتلها الجيش، مشددا على أنه
"لن يسمح باستمرار وجودها".
وقال حميدتي: "لا فوضى بعد اليوم، وملتزمون
بالتفاوض بالتوافق، وواجبنا حماية المواطن وممتلكاته"، مضيفا: "سيتم التعامل بالحزم
اللازم وفق القانون ضد أي فوضى أو انفلات".
وأضاف: "في المجلس العسكري، نريد ثورة سودانية
حضارية وطنية وشبابا بلا أجندة"، مشيرا إلى أنه "تجري محاولات من بعض المنفلتين
لاقتحام القصر الجمهوري، وغلق طرق في الخرطوم".
لكن في المقابل، قال تجمع المهنيين السودانيين: إن
المجلس العسكري "يبحث عن شرعنة نفسه ونظامه، عبر إلباس
الحكم العسكري طابعاً مدنياً مزيفاً، مع الإبقاء على وجوده، كحاكم فعلي ومسير للدولة".
إقرأ أيضا: قوى معارضة سودانية تطلب بث جلسات التفاوض مع "العسكري"
وأكدت أن "مماطلة ومراوغة المجلس العسكري،
لن تكسبه أية شرعية، وأن تصريحاته حول قوى إعلان الحرية والتغيير غير مسؤولة وتتسم
بعدم المصداقية".
وبشأن التراشق والتهديدات الضمنية، حول استمرارية
الاعتصام بين "العسكري"، وقوى معارضة، قال الناشط السياسي السوداني أنور
شيبه: إن التهديدات التي أطلقها المجلس "ليست جديدة وهي المرة الثانية،
والهدف مزيد من الضغط على المعتصمين".
وأوضح شيبة لـ"عربي21" أن المجلس العسكري
"يفتقد القوة في الشارع، وقوته الحقيقية التي يستند عليها للضغط هي قوات
الدعم السريع، التي يرأسها حميدتي، وهي تتبع الجيش بالاسم، ولها أجندة خاصة، لذلك
تبعث برسائل للشعب، أنها مع مطالبه لأن لها أهدافا أبعد من هذه المرحلة".
ورأى الناشط السياسي أن فض الاعتصام، "مسألة لا
يمكن أن تحصل إلا بإراقة الدماء، لأن الشباب السوداني الذي خرج لن يقبل بحلول
الجيش، ما لم تلب مطالبه".
لكن شيبة في المقابل رأى أن "قلة الخبرة لدى العديد
من الشباب السوداني، عامل يضعف اعتصامهم"، وأضاف: "الشباب المعتصم مرت عليه
سنوات عديدة في الجامعات، وهو ممنوع من العمل السياسي، ولذلك الكثير من الخطابات
والكلمات تؤثر فيهم، وتشتت تحركاتهم".
وعاد للتأكيد على أن مسألة فض الاعتصام
بالقوة، أمر مستبعد من وجهة نظره، لأن الكثير من "القيادات الوسيطة وقادة
الفصائل والسرايا، والمواقع الأساسية في الجيش، من أبناء الحركة الإسلامية، وفكرة
إراقة دماء المواطنين أمر صعب لديهم، فضلا عن تكوين الشعب السوداني، وروابطه
القبلية والعائلية، التي تنعكس على المشهد".
خلف الكواليس
من جانبه قال الصحفي والكاتب السياسي السوداني، خالد
الأعيسر: إن التراشق والتهديدات الضمنية التي صدرت بالأمس "تعبر عن خطوات،
تسير خلف الكواليس لفض الاعتصام".
وأشار الأعيسر لـ"عربي21" إلى أن تصريحات الجيش،
بأنه لا بد من فتح الطرق والميادين، تشير إلى رغبة بإنهاء الوضع القائم، وفض
الاعتصام .
وأضاف: "ما جاء على لسان المجلس بالأمس،
إشارة خطيرة، وهي مظهر من مظاهر تسويق فكرة فض الاعتصام، وأن بين المعتصمين أشخاص خارجون
على القانون، وهي نفس الأساليب التي اتبعها عمر البشير، لوأد الاحتجاجات في
البداية، ووصمها بأنها جماعات مسلحة".
إقرأ أيضا: مفكر سوداني: الثورة لا تملك أن تنهي مشروع الإسلام السياسي!!
وشدد الأعيسر على أن الشارع "أصبح ضاغطا بصورة
كبيرة، نحو تشكيل حكومة مدنية، على خلاف ما يريده المجلس، لكن في المقابل هناك
نقاط وبنود تطرح خلال المفاوضات، لم تتضمن الرغبات الأساسية للشعب، ويجب التنبه
لها".
وأعرب عن اعتقاده أن الجيش سـ"يلجأ لاتباع طرق
تقليدية في فض الاعتصام، مستغلا الخلافات الكثيرة التي نشبت، وجعلته ضعيفا وانعكست
سلبا على المشهد، بما ينذر بتطورات غير حميدة".