هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الملك الأردني عبد الله الثاني يتحضر لليوم التالي الذي تعلن فيه صفقة القرن، في حين تسعى الإدارة الأمريكية لتهدئة مخاوفه منها، على اعتبار أن الصفقة لن تضر بالمملكة، ولن تحولها وطنا بديلا للفلسطينيين، فيما يدير الملك مناورة سياسية بهدف تقليل أضرار الصفقة ببلاده".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشئون العامة، ترجمتها "عربي21" أن "الحدود الأردنية الإسرائيلية شهدت قبل أيام مظاهرة كبيرة للإخوان المسلمين دعما للقدس وضد صفقة القرن، ونظمت هذه المظاهرة بموافقة القصر الملكي، فيما بدأ الملك قبل أسبوعين مباحثات مع الإخوان المسلمين للحصول على دعمها بمعارضة الصفقة، وحصل على دعم نادر من حماس على لسان إسماعيل هنية".
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أن "الملك الأردني يخشى أن تكون الصفقة مرتبة بين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي من أجل تقوية إسرائيل أمنياً واقتصاديا على حساب الأردن والسلطة الفلسطينية، وصولا لتحقيق سلام اقتصادي دون حل المشاكل الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأكد أن "الأردن يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، وليس قادرا على تلقي ابتزاز أمريكي لعدم معارضة الصفقة، مقابل ما تتعهد به واشنطن بتقديم 45 مليار دولار لترميم اقتصاد المملكة، وأصدر عدة مسئولين أمريكيين أبرزهم جيسون غرينبلات مبعوث ترامب للمنطقة سلسلة تغريدات تنفي استهداف الأردن في الصفقة، لأن واشنطن وعمان حليفتان قويتان، وأي حديث عن كونفدرالية فلسطينية أردنية أو وطن بديل غير صحيح".
واستدرك بالقول أن "هذه التغريدات لم تطمئن الأردنيين، بل اعتبروها محاولة لتضليلهم، في ضوء الخطوات التي اتخذتها واشنطن عمليا على الأرض، كالإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وتقليص مساعدات الاونروا، وتصريحات توطين اللاجئين الفلسطينيين بأماكن إقامتهم، وإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن".
وختم قائلا أنه "بالتزامن مع كل هذه المخاوف الأردنية من صفقة القرن، فقد أجرى الملك سلسلة تعيينات وإقالات حساسة في الدولة الأردنية، مما يعطي انطباعات بأن الملك يعيش في معضلة صعبة".
أمير تيفون المراسل السياسي لصحيفة هآرتس قال إن "اثنين من السيناتورات الأمريكيين: ميت رومني وكريس مارفي، زارا الأردن مؤخرا، وحذرا أن صفقة ترامب كفيلة بتعريض أمن المملكة للخطر، لأن النظام الأردني يخشى اندلاع مظاهرات عارمة في البلاد، إذا لم يعلن الملك معارضته للصفقة".
وأضافا في مقابلة مع الصحيفة ترجمتها "عربي21" أن "ما شعرا به من قلق داخل الدولة الأردنية لا تشعر به إدارة ترامب، ولأن الصفقة قد تزعزع استقرار المملكة، فإن هناك قلقا حقيقيا في أجهزة الدولة الأردنية، وهي لا تعلم حتى الآن طبيعة رد الفعل الشعبي على إعلان الصفقة".
وختم بالقول أن "الغريب عدم وجود سفير أمريكي مقيم في الأردن منذ عامين ونصف، أي مع بداية ولاية ترامب، ولذلك قد لا تكون الإدارة الأمريكية ملمة بكل تفاصيل الوضع الأردني، ومخاوفه من صفقة القرن".