صحافة إسرائيلية

جنرالات إسرائيليون يربطون تصعيد غزة بعودة السلطة إليها

منذ الجمعة 3 مايو 2019 قامت قوات الاحتلال بقصف وهجوم على اهداف مدنية ومتظاهرين مدنيين بغزة- جيتي
منذ الجمعة 3 مايو 2019 قامت قوات الاحتلال بقصف وهجوم على اهداف مدنية ومتظاهرين مدنيين بغزة- جيتي

قال جنرالات إسرائيليون إن ما شهدته غزة من جولة تصعيد عسكرية تعطي الإسرائيليين درسا عما قد يحصل في حال حصل انسحاب من الضفة الغربية، وسط آراء متباينة عن نتائج هذه المواجهة، واستشراف للوضع الأمني والسياسي في القطاع.


الجنرال يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قال إن "ما شهدته غزة من جولة تصعيد أخيرة استمرار للنتائج المتوقعة التي بدأت فور فرض أبو مازن عقوبات عليها من وقف تحويل الأموال، ما أوجد ضائقة اقتصادية كبيرة، لا سيما مع استقبال شهر رمضان".

 

وأضاف كوبرفاسر، الوكيل السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية، في لقاء مع موقع "ميدا"، وترجمته "عربي21"، أن "حماس تسعى لحل الضائقة التي تعيشها غزة من خلال عدة روافع أساسية، أهمها أن تدفع إسرائيل للمساهمة برفع هذه الضائقة، مباشرة عبرها، أو عبر المنظمات الدولية، سواء من خلال إدخال الأموال القطرية، أو التسهيلات في توسيع مساحة الصيد، وإدخال البضائع، وتفعيل الضغط على مصر لإجبار أبو مازن على تحويل الأموال لغزة".

 

وأشار إلى أن "المواجهة الأخيرة نجحت في إعادة فرض الموضوع الفلسطيني على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، لأن العالم العربي اليوم مشغول في قضايا السودان وإيران، والفلسطينيون يسعون لأن يضعوا أنفسهم على الخارطة".

 

وأوضح أن "إسرائيل لا تريد أن تكون رأس الحربة التي تعود من خلالها السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، مع أننا قد نضطر أخيرا لعودة السيطرة على القطاع، لكن ليس من أجل إعادة السلطة إليه، لأن عودتها هناك لن تنتج عن وضع أكثر راحة لنا، وهذا لن يساوي الثمن والجهد الذي سندفعه في غزة".

 

وأكد أن "المشكلة التي كشفت عنها المواجهة الأخيرة أن إسرائيل فعلت ما يجعل حماس قوية بما فيه الكفاية لتكون مسيطرة على القطاع، وفي الوقت نفسه تكون مردوعة، السؤال اليوم هل وصلنا لواقع يوجد فيه طرف آخر يريد السيطرة على القطاع، وفي حال أن حماس أظهرت عدم قدرة على تحمل المسؤولية هناك، فان إسرائيل ملزمة بإعادة اختبار كل هذه الإستراتيجية من جديد".

 

وأشار إلى أنه "يجب الوصول لوضع يكون فيه واضحا لحماس والمنظمات الأخرى أنها ستدفع الثمن الكبير في حال ذهابها لأي تصعيد، وفي حال وصلت هذه الرسالة يمكن الوصول لترتيبات بعيدة المدى، وأعتقد أن الجولة التصعيدية الأخيرة أدت الغرض في مهاجمة أهداف حماس، وفي حال لم تصل فإننا قد نرفع مستوى الضربات درجة إضافية".

 

الجنرال غرشون هاكوهين قال إننا "ربما نكون بحاجة لاتباع سياسة جديدة إزاء حماس في غزة، لكن يجب معرفة أين وصلنا حتى الآن، مع العلم أن وجود حماس في غزة هو عقبة أمام كل الجهود الدولية التي قد تفرض على إسرائيل من قبيل حل الدولتين". 

 

وأضاف هاكوهين، الذي ترأس الكليات العسكرية وقيادة التجنيد، في حوار ترجمته "عربي21"، أن "ما حصل في غزة في الأيام الأخيرة يفند دعوات اليسار الإسرائيلي الذي يطالب الجيش بأن يفرط بدماء جنوده لإعادة أبو مازن للقطاع على طبق من ذهب".

 

 

وأوضح هكوهين، الباحث في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، أن "السلطة الفلسطينية فرضت عقوبات مالية على غزة لحشر حماس في الزاوية، وإشعال مواجهة عسكرية مع إسرائيل تعيدها في النهاية إلى غزة، لكن عدم ذهاب نتنياهو لهذا الخيار ساهم في أن يفقد أبو مازن زمام المبادرة التي سعى إليها".

 

وختم بالقول إنه "يجب على إسرائيل استغلال حالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، لأنه مصلحة إسرائيلية من العيار الثقيل، ولا يمكن قراءة الجولة التصعيدية الأخيرة دون رؤية المشهد كاملا".

التعليقات (0)