هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر كردية مطلعة عن تفاصيل الحوار بين حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكرديPYD، وبين المجلس الوطني الكردي في سوريا، التي تتم برعاية فرنسية.
وأشارت المصادر الخاصة بـ"عربي21" إلى اشتراط
"الاتحاد الديمقراطي" على "الوطني الكردي" الانسحاب من
الائتلاف المعارض، والانضمام لما يعرف بـ"الإدارة الذاتية"، قبل التوقيع
على اتفاق شراكة بين الجانبين.
وسبق أن كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن
جهود تبذلها فرنسا للتقريب في وجهات النظر، بين قطبي السياسة الكردية في سوريا
"الاتحاد الديمقراطي" و"الوطني الكردي".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن وفدا من "الوطني
الكردي" زار باريس نهاية الشهر الماضي، بالتزامن مع زيارة كان يجريها وفد من
قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، موضحة أن باريس تعمل على إتمام اتفاق
كردي- كردي، يبحث في تشكيل إدارة مشتركة لمناطق شرق الفرات، وذلك لقطع الطريق على
أي تدخل تركي في المنطقة، وذلك عبر العمل على إقناع "الوطني الكردي"
بتغيير موقفه القريب من تركيا.
وفي تعليقه على ذلك، قال عضو هيئة الرئاسة في
"المجلس الوطني الكردي" فيصل يوسف، إن "الوطني الكردي عقد اتفاقيات
ثلاث مع PYD في
الأعوام الماضية، لكن الأخير أدار ظهره لهذه الاتفاقيات".
اقرأ أيضا: أول تعليق من "قسد" على رسالة أوجلان عن تجنب حرب سوريا
وأكد يوسف لـ"عربي21" أن "الوطني
الكردي يرى ضرورة وجود موقف كردي موحد في سياق الثورة السورية السلمية، وإيجاد
الحل السياسي للأزمة القائمة في البلاد وفق مرجعية جنيف والقرارات ذات الصلة على
أرضية الاتفاقيات، بعد اتخاذ خطوات وإجراءات لبناء الثقة من قبلPYD، مثل إطلاق سراح معتقلي المجلس الوطني الكردي، وحرية العمل
السياسي والإعلامي، وإفساح المجال لقيادات المجلس وممثليها بالخارج للدخول من وإلى
البلاد دون عقبات".
واستدرك اليوسف: "لم يتحقق حتى الآن شيء من هذا
القبيل، كي نبحث في أي جدول عمل نتفق عليه برعاية دولية واتخاذ خطوات لاحقة لعقد
اتفاقية متكافئة بين الطرفين دون شروط".
بدوره، نفى عضو الائتلاف المعارض عن المجلس الوطني
الكردي في سوريا شلال كدو، وجود بوادر اتفاق بين "الاتحاد الديمقراطي"
و"الوطني الكردي"، مؤكدا أن كل ما جرى "هو لقاء منفرد في باريس، من
دون أن تُستكمل الإجراءات الأخرى".
وفي حديثه لـ"عربي21" أكد كدو أن
"الاتحاد الديمقراطي" لا زال يراوغ في تطبيق الرؤية الفرنسية التي تبحث
في توفير عوامل الثقة بين الجانبين، وعلى رأسها السماح بفتح مكاتب ومقرات
لـ"الوطني الكردي" في الداخل السوري.
وقال إن "الاتحاد الديمقراطي" لم يبادر
للآن باتخاذ إجراءات بناء الثقة، التي من شأنها إطلاق الحوارات الثنائية.
اقرأ أيضا: أكراد سوريا يعيدون تشكيل المنطقة بالكتب والمدارس
وتابع كدو أن المسؤولين في "الاتحاد
الديمقراطي" يحملون مسؤولية عدم إطلاق الحوار إلى "الوطني الكردي"،
وهم لا يتوقفون عن ترديد الطلب منه الانسحاب من الائتلاف.
وعن صدى الرسالة السرية لزعيم حزب العمال الكردستاني
عبدالله أوجلان، ودعوته وحدات حماية الشعب في سوريا لإيجاد حل سلمي مع تركيا، قال
كدو إن "الرسالة كانت إيجابية إلى حد كبير".
لكنه شكك بالتزام PYD بما جاء فيها، وقال: "معلوم أن جناح
القيادي جميل بايق لا يلتزم في كثير من الأحيان بتوجيهات أوجلان، ما يعني أنه من
غير الواضح للآن مدى الالتزام بها، لأنه لو التزم بها لتحسنت العلاقات مع
"الوطني الكردي" ومع المعارضة السورية، ومع دول إقليمية أيضاُ"،
وذلك في إشارة إلى تركيا.
يذكر أن "المجلس الوطني الكردي" في سوريا
هو مظلة تجمع أحزاب كردية سياسية عدة مناهضة لـ"الاتحاد الديمقراطي"،
ومتحالفة مع المعارضة السياسية السورية، التي يشكل الائتلاف نواتها الصلبة.