هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت مجلة الجيش الجزائري، بعض الأحزاب السياسية، معلنة رفض المؤسسة العسكرية لفكرة المرحلة الانتقالية، ومشددة على أن العسكر لا يريدون الحكم، مشيدة بوعي الشعب الجزائري، وحراكه السلمي.
جاء ذلك في مقالة اختارت لها مجلة الجيش الجزائري في عددها الأخير الصادر بتاريخ ماي 2019، عنوان "تعليق: الجزائر في أيدي أمينة".
وقالت المجلة: "غريب أمر بعض الساسة والمحللين وحتى الإعلاميين، يجرمون ويخونون من خالفهم الرأي بالأمس نعتوا الشعب الجزائري بالغاشي ورفعوا دعاة الانفصال إلى مصاف مناضلي حقوق الإنسان، ويطالبون بديمقراطية مفصلة على مقاسهم تقودهم إلى سدة الحكم دون اقتراع".
وأضافت مجلة الجيش: "أحزاب مملة بأديولوجيات بالية ورث تسييرها زعماء لا يتحركون إلا بأوامر عرابيهم، ولا ينطقون إلا بإملاءات إشبينهم".
وتابعت: "بالأمس القريب كانوا دمى تحرك خيوطها أصابع مسؤولين سابقين حاولوا جعل الجزائر حقل تجارب للفرقة والفتن، هم أنفسهم يهاجمون الجيش اليوم ويشككون في نواياه ومقاصده ويطالبونه بالانسحاب من الشأن السياسي، وكأن الجيش وقيادته تلهث وراء قصر المرادية أو شارع زيغود يوسف".
اقرأ أيضا: هكذا يحاول قايد صالح إنقاذ نفسه من خلال تتبع عشيرة بوتفليقة
وزادت: "البارحة فقط كانوا يتوسلون المؤسسة العسكرية التدخل لافتكاك السلطة وقطع الطريق أمام من وصفوهم بالقوى الرجعية وغير الديمقراطية، بنية الزج بها في متاهات ومسالك هي في غنى عنها، ولمن لا يملك ذاكرة ضعيفة ألم يعلنوا أنهم يفضلون العيش تحت ظل الدبابة عوض خوض غمار أية عملية انتخابية؟ واليوم يتهجمون على الجيش الجمهوري وقيادته الحكيمة".
وأعلنت أنهم "يعلنون من جهة مساندتهم لمطالب الشعب بطرد كل العصابة المفسدة وحل كل الهيئات القانونية التي أٌنشئت منذ سنوات عدة، ويدافعون عن الدستور معتبرين إياه الفيصل الأوحد في حل المشاكل والأزمات المطروحة على الساحة الوطنية ثم ينقلبون عليه معتبرين إياه أصل المشاكل والأزمات".
وسجلت: "إن هؤلاء يتلونون كالحرباء، يتهمون العدالة في تقديم الفاسدين إلى القضاء على أنها عملية انتقامية وتصفية حسابات، فالمتهمون في نظرهم رجال أعمال نزهاء ووطنيون مخلصون دفعوا بعجلة التنمية الوطنية بسنوات ضوئية إلى الأمام، وما الثروات التي نهبوها، عفوا جنوها، ما هي إلا ثمرة عمل وجهد وعرق".
وأكدت "قيادة الجيش أن علاقة حميمية صادقة تجمع بين الجيش والشعب، تثبتها شعارات الحراك الشعبي، حيث يصرخ الملايين (شعب-جيش خاوة خاوة)، رغم محاولات شرذمة من الأقزام المساس بسمعته والتشكيك في علاقته مع أبناء وطنه. الذي ليس ساذجا أو فاقدا للأهلية".
اقرأ أيضا: ابن صالح يتمسك بانتخابات 4 يوليو ويحذر من "الفتنة" (فيديو)
شددت على أن قيادة الجيش "لا تخاطب الشعب من الصالونات ولا من القنوات والعواصم الأجنبية وإنما من عمق الجزائر الأصيلة والوحدات المرابطة في الجبال والصحاري"، مؤكدة أن أبناء الجيش لا يبغون منصبا ولا جاها ولا ينتظرون مقابلا ولا شكورا بل غايتهم أن يكونوا خير خلف لخير سلف.
ويعد هذا الهجوم هو الأعنف الذي تشنه مؤسسة الجيش الجزائري على الأحزاب والشخصيات التي تشكك في المسار الذي دخلته منذ استقالة عبد العزيز بوتفليقة حيث تحول الجيش هو المحرك الأساسي لمؤسسات البلاد.