ملفات وتقارير

هكذا قيّدت احتفالية "يوروفيجن" نتنياهو في عدوانه على غزة

مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" هي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956- جيتي
مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" هي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956- جيتي

في الوقت الذي تستعد فيه دولة الاحتلال، لإحياء مهرجان "يوروفيجن" الغنائي، شهدت توترا مع المقاومة الفلسطينية بغزة لعدة  أيام، تبعه وقفا لإطلاق النار، وتعهد إسرائيلي بالالتزام بتفاهمات التهدئة مجددا.

وتثار التساؤلات حول أسباب سلطات الاحتلال، لتهدئة جبهة قطاع غزة مجددا، متعهدة بالمضي بتفاهمات التهدئة على الرغم من مماطلتها سابقا، فيما ربط محللون الموقف الإسرائيلي بمهرجان "يوروفيجن" المنعقد بتل أبيب منتصف أيار/مايو الجاري لمدة ثلاثة أيام.

 

أكبر حدث غير رياضي

ومسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، هي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي، من حيث عدد المشاهدين، فيقدر عدد مشاهديه بين 100 مليون إلى 600 مليون شخص حول العالم في السنوات الأخيرة.

ويشارك في المسابقة بدورتها الـ64 عشرات الفنانين من 40 دولة، بتل أبيب، بعد اختيار دولة الاحتلال في أيلول/سبتمبر الماضي، لاستضافتها بعد فوز مغنية إسرائيلية بلقب المسابقة العام الماضي.

وشهد قطاع غزة منذ صباح السبت وحتى فجر الاثنين الماضي، تصعيدا عسكريا، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما أطلقت الفصائل بغزة صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

واعترفت سلطات الاحتلال بمقتل 4 إسرائيليين، وإصابة 130 على الأقل، جراء الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من قطاع غزة، بحسب الإعلام العبري.

 

اقرأ أيضا: استجابة متزايدة لدعوات مقاطعة "يوروفيجن" في إسرائيل

وفجر الاثنين الماضي، توصلت الفصائل الفلسطينية بغزة والاحتلال إلى اتفاق وقف إطلاق نار برعاية مصرية وأممية، أنهى أياما من التصعيد الإسرائيلي، الذي كاد أن يتطور لحرب.

 

كسر الصورة النمطية لإسرائيل

وفي هذا السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، إن احتفال "يوروفيجن"، مهم جدا لإسرائيل، ويعد تظاهرة فنية عالمية، تغريها بالكثير من الميزات، وفي مقدمتها كسر الصورة النمطية لإسرائيل على أنها دولة لا يوجد بها أمان.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "إسرائيل" تسعى إلى فعل ما بوسعها لإنجاح هذه التظاهرة الدولية، لأن هناك العديد من المنافع التي ستعود عليها لاسيما اقتصاديا.

وأشار إلى أن الاحتلال، يسعى لكسر جهود حملات المقاطعة المؤيدة للقضية الفلسطينية، التي تطالب الفنانين بعدم المشاركة في الاحتفال بأوروبا، ما يشكل تحديا لها، لذلك هي تحاول جاهدة لإنجاحه، وإرسال العديد من الإشارات لكل الدول الأوروبية بأنها تسعى لكسر مشهد صورتها بصراعها مع الفلسطينيين.

وفي رأيه، حول علاقة قبول إسرائيل بوقف إطلاق النار، قال مرهج، إن المهرجان الذي انتظرته إسرائيل طويلا قد شكل أحد الأسباب غير المباشرة لقبول التهدئة، للحفاظ على أجواء هادئة وبعيدة عن التوتر.

ولفت إلى أن إسرائيل تفاجأت بالخسائر التي كبدته لها صواريخ المقاومة الفلسطينية، ومن أجل عدم انجرار التوتر إلى مكان غير مناسب قبلت التهدئة.

وأضاف أن إسرائيل، تسعى بتلميع صورتها لدى من يطالبون بمقاطعتها، لافتا إلى التطور في مشهد التطبيع بينها وبين الدول الإقليمية التي باتت لا ترى بأنها تعد مشكلة بالمنطقة.

 

اقرأ أيضا: مغن بريطاني يطالب مادونا بعدم الغناء في تل أبيب

وأوضح أن المشكلة مازالت تكمن الآن في الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع، وتعد عائقا أمام أي نجاح إسرائيلي نحو التطبيع.

 

قيمة يوروفيجن لنتنياهو

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب، إن مسابقة الأغنية الأوروبية ليست حدثا مرتبطا بدولة الاحتلال وحدها، بل بالقارة الأوروبية كلها، والمتابع للشأن الإسرائيلي، يعلم جيدا مدى اهتمام العالم كله، ومدى الاهتمام الإسرائيلي باستقبال السياح من كل العالم إلى تل أبيب لحضور تلك الاحتفالية.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الاحتفالية تعد حدثا مهما بالنسبة لدولة الاحتلال، مع الحديث عن التكلفة التي وصلت إلى 53 مليون دولار.

وأكد الغريب، أن وقف إطلاق النار، في الجولة الأخيرة، سببه الأساسي هرولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يدرك قيمة "يوروفيجن" لدولة الاحتلال.

 

تهديد الصواريخ

وأوضح، أن "يوروفيجن" قيدت نتنياهو وحكومته، وسط مخاوف بأن تمتد المواجهة مع المقاومة بغزة، وتتسع دائرة القصف إلى تل أبيب التي امتلأت فنادقها بالسياح الأجانب الذين حضروا من كل دول العالم والقارة الأوروبية لحضور تلك الاحتفالية الغنائية.

ولفت إلى أن خسارة موسم "يوروفيجن" يعني خسارة اقتصادية وسياحية لدولة الاحتلال، بما لا يريده نتنياهو بتحمل تكلفة أكبر.

وأشار إلى الاحتلال يولي اهتماما لمواجهة حملات المقاطعة، التي تشكل مصدر انزعاج، بسبب النجاحات التي حققتها "BDS"، إلا أنه تمكن من تحقيق نجاحات بشكل واضح في اختراق الساحات والعواصم العربية.

وشدد الغريب، على ضرورة مواصلة الجهود بتوسيع رقعة حملات مواجهة التطبيع، من خلال تجريم الاحتلال ومحاصرته سياسيا ودبلوماسيا.

التعليقات (0)